إعلان

الرؤساء في ملف النيل بين الدعم والتهديد والحوار السري المعلن

12:01 م الثلاثاء 01 أكتوبر 2013

كتبت – هند بشندي:

''ملف النيل'' وعلاقة مصر بدول حوض النيل، مروا بعدد من المراحل ابان عهود رئاسية مختلفة، فكل رئيس تعامل مع الملف بشكل مغاير عن من سبقه، ليتخلل هذا التعامل عدد من المبادرات.. وبروز عنصر رئيسي في العلاقة.

''الكنيسة'' ودور رئيسي في عهد ناصر

تطورت خلال فترة حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر علاقة مصر بافريقيا، حيث دعم ناصر حركات التحرر من الاستعمار في عدد من هذه الدول، ونتيجة للاتفاق السياسي، لم تشهد مصر خلاف على قضية المياه خصوصا أنه كانت تجمع الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور الاثيوبي هيلا سلاسي علاقة قوية.

كما لعبت الكنيسة دور محوري نتيجة وجود روابط قوية بين الكنيستين المصرية والإثيوبية، قبل ان تنفصل الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة الأم المصرية عام 1959، وكان للبابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الأسبق دورا رئيسيا في حل اي أزمة متعلقة بمياه النيل.

ورغم فترة الوفاق هذه، لكن سرعان ما نشبت الخلافات بين البلدين على خلفية قيام مصر ببناء السد العالى دون أن تستشير دول المنبع، وهو ما عارضته إثيوبيا بشده.

السادات يهدد بالحرب

اشتعلت قضية مياه النيل بين مصر وإثيوبيا على وجه التحديد، بعد أن أعلن الرئيس أنور السادات عن مشروع لتحويل جزء من مياه النيل لرى 35 ألف فدان في سيناء، وهو ما رفضته إثيوبيا باعتباره خطراً يهدد مصالحها المائية، وتقدمت بشكوى إلى منظمة الوحدة الأفريقية فى ذلك الوقت تتهم فيها مصر بإساءة استخدام مياه النيل، واحتدم الخلاف إلى حد تهديد الرئيس الإثيوبى في ذلك الوقت ''منجستو'' بتحويل مجرى نهر النيل، ليرد السادات بأن مياه النيل ''خط أحمر'' وان المساس به هو مساس بالأمن القومى المصرى، مما قد يدفع مصر إلى استخدام القوة المسلحة لضمان أمنها المائي.

الصراع المائي سببه في البداية صراع سياسي، ويدلل على ذلك أيمن الصياد في مقال له، فيقول انه في عام  ١٩٧٤ وصل ''منجستو هايلاميريام'' بالشيوعيين إلى السلطة فى إثيوبيا، تزامن هذا تغير سياسة مصر التى كانت قد اختارت بوضوح الانحياز للمعسكر الغربى ضد الشيوعية.

ثم وصل الخلاف إلى ذروة العلانية عندما أعلن السادات عن فكرته لتوصيل مياه النيل إلى إسرائيل عام (١٩٧٩) ليخرج منجستو مذكرا بالاتفاقات التى تمنع مصر من أن تفعل ذلك، ومهددا بأن اثيوبيا ستبنى سلسلة من السدود والخزانات، وقتها هدد السادات بالحرب ''للحفاظ على الحقوق المكتسبة والتاريخية فى مياه النيل'' ورد منجستو ملوحا بأنهم على استعداد لأن يكون النهر ''نهرا من الدماء''.

مبارك.. عصر المبادرات

بدأت علاقة مبارك بدول حوض النيل بمبادرة أطلقتها مصر عام 1983 لتكوين تجمع (الأندوجو)، ويعنى (الإخاء) باللغة السواحلية، وذلك كإطار إقليمى للتنسيق بين دول حوض النيل، أما بداية الصدام فكان تحديدا مع دولة اثيوبيا عندما قرر ''منجستو'' عام 1988 إقامة مشروع كبير يضم خمسة سدود فى منطقة ''تانا بيليز''، لمضاعفة الإنتاج الكهربائى الإثيوبى، فعارضت مصر وتصدت لمحاولة حصول إثيوبيا على قرض من بنك التنمية الأفريقي.

ليزداد الأمر سوءا ففي يونيو 1995 وأثناء زيارة مبارك للعاصمة الإثيوبية أديس ابابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقية، تعرض لمحاولة اغتيال باءت بالفشل، ومع تصاعد اللهجة السياسية نتيجة محاولة الاغتيال تصاعدت معها حدة الخلافات بين مصر ودول المنبع بشأن إعادة النظر في اتفاقيات تقسيم مياه النهر.

لكن خلال هذه الحقبة شهدت أكبر عدد من المبادرات والمشاريع المشتركة، أشهرهم مشروع التكونيل‏ ‏ عام‏1992‏ ومبادرة حوض النيل هي تمثل الآلية الحاليَّة التي تجمع كل دول الحوض تحت مظلة واحدة، والتي انطلقت عام 1999.

ورغم هذا التعاون الا ان موقع ''ويكليكس'' كشف مؤخرا إن الرئيس السابق محمد حسنى مبارك طلب من الرئيس السودانى عمر البشير في 26 مايو 2010، إقامة قاعدة عسكرية صغيرة جنوبى الخرطوم، ليتمكن من مهاجمة أى منشآت مائية وذلك في حالة إصرار أثيوبيا على بناء منشآت على نهر النيل.

بعد الثورة..مبادرة شعبية

بعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم المجلس العسكري قام رئيس وزراء اثيوبيا السابق ميليس زيناوي بتعليق التصديق على اتفاقية عنتيبي لحين انتخاب رئيس في مصر، نتيجة المبادرات والجهود الشعبية.

وذهب وفد شعبى من مصر من 35 شخصية عامة معروفة من بينهم القيادى بحركة كفاية جورج اسحاق،  وعبد الحكيم عبدالناصر نجل جمال عبد الناصر، ود. عمرو حلمى إلى أوغندا للقاء الرئيس موسيفيني، ليؤكد لهم موسيفيني ان بلاده لن تسمح بتنفيذ أية اتفاقيات تؤثر على حياة مصر.

مرسي..لن نفرط في نقطة ماء

عقب زيارته الأولى لأديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقية، أعلنت ''إثيوبيا'' تدشينها المرحلة الأولى لتحويل مجرى ''النيل الأزرق'' إيذانًا بالبدء في مشروع ''سد النهضة''، وهي خطوة مفاجئة اعتبرت تحدي لدولة المصب مصر.

لكن الرئيس السابق محمد مرسي أكد أن مصر لن تتنازل عن نقطة مياة واحدة من نهر النيل، مشيرا إلى أن الرئاسة والحكومة يتحملا مسئولية الحفاظ على الأمن المائي، وخلال المؤتمر الوطني المنعقد بشأن الأزمة وجة رسالة لدول حوض النيل أكد خلالها ان مصر تسعي توحيد العلاقات الأخوية مع الشعوب الأفريقية الصديقة والشقيقة انطلاقاً من مسئولية مصر التاريخية والحضارية تجاه قارة أفريقيا.

ومن أشهر مبادرات حل الأزمة جلسة الحوار الوطني مع القوى السياسية المختلفة، الجلسة السرية التي اذعيت على الهواء مباشرة اطلق عليها فيما بعد ''الفضيحة''، وتسببت بمزيد من التوتر في علاقات مصر بدول حوض النيل، لما تضمن الحوار من تهديدات لعدد من هذه الدول.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج