إعلان

مرسى.. بين تصيد الاخطاء والتأييد المبالغ فيه

07:15 م الأحد 01 يوليه 2012

كتب - عمرو والى:

"لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر " هو مثل أعتدنا سماعه ويعبر عن الشخص الذى يتسرع فى إصدار أحكامه على البشر منذ الوهلة الأولى ومع إن الإنطباع الأول يدوم - كما يقال - إلا أنه بالتأكيد ليس نهاية المطاف.

هذه الحالة السابقة هى تعبير عن حال الشارع المصرى منذ فوز الدكتور محمد مرسى بمنصب رئيس الجمهورية حين تبارى الجميع فى إصدار الأحكام سواء بالمدح أو النقد له على الرغم من أنه لم يكاد يمر سوى أسبوع واحد فقط على توليه المنصب ولم نرى ما يمكن أن يستحق عليه الإشادة أو النقد وذلك بالتزامن مع حلفه لليمين الدستورية بالأمس ليصبح رسمياً أول رئيس منتخب فى تاريخ البلاد.

 
"مصراوى" يحاول رصد أبرز المواقف التى تعرض لها "مرسى" مع التأكيد على ضرورة التفرقة بين التأييد والتقديس والإنتقاد والإهانة.

"مرسى " فى عيون منتقديه 

البداية منذ بدء منافسات السباق الرئاسى وقبل إعلان فوز "مرسى" بالرئاسة سنجد أنه أكثر المرشحين تعرضاً لحملات التشويه التى نالت شخصه ووصفه بالمرشح " الإستبن" بعد أن دخل "مرسى" مرشحاً لحزب الحرية والعدالة كإجراء إحترازى من الحزب بعد إستبعاد المهندس خيرت الشاطر ليخوض الإنتخابات ضمن الجولتين الأولى والثانية محرزاً المركز الأول ليصبح أول رئيس مدنى فى تاريخ مصر.

وفى أعقاب فوزه ومع إلقائه لأول بيان له عشية إعلان النتيجة لم يسلم "مرسى" من النقد بشكل مبالغ فيه خاصة مع أقوال مثل "أهلى وعشيرتى" حين قال "أن أهل مصر هم أهله وعشيرته وأنه ولي عليهم وليس بخيرهم وأنه سيقيم العدل فيهم ولن يظلهمهم، فأصبح حديثه في نظر أعداءه رجعيا ظلاميا، وتوجيه خطابه لسائقى "التوك توك" والذى جعله مصدراً للسخرية منهم  بالإضافة إلى بعض التعليقات الفرعية على ملبسه أو تصرفاته فى إلقاء الخطاب.

ونجد التشابه الكبير بين "محمد مرسى" والرئيس الفرنسى "فرانسوا أولاند" فى الظروف التى جعلت الإثنين رؤساء للجمهورية بالإضافة إلى المواقف المحرجة التى تعرض بها الإثنين وكانت مثار سخرية من البعض خاصة وأن الأمور المتعلقة بالمراسم والبروتوكلات الرسمية تحتاج للتدريب والوقت حتى يستطيع الفرد إتقانها.

وبعد مرور ساعات على إعلان فوزه أنتشرت العديد من الشائعات التى تناولت تصريحات له حول العلاقات المصرية الإيرانية أو هجرة الأقباط من مصر بالإضافة قطاع السياحة والأمور المتعلقة بقضايا المرأة أو تخصيص لجنة خاصة لأحد أبنائه الذى يؤدى إمتحان الثانوية العامة .

ولم تسلم زوجته السيدة "نجلاء"  من الهجوم أو النقد الذى وصل إلى حد تجاوز الحدود من مهاجميه  والذين عبروا عن عدم رضاهم عن مظهرها وإرتدائها للعباءة أو رفضها للقب السيدة الأولى مفضلة لقب " أم أحمد" أو " الحاجة" أو الأخت نجلاء وما صاحب ذلك من  "سخرية" البعض على مواقع التواصل الإجتماعى  "فيس بوك" و"تويتر"  ويعربون عن استيائهم بوجود ربة بيت من بلدة صغيرة في قصر الرئاسة.

ومع خطاب مرسى فى ميدان التحرير نال عدد من الإنتقادات والخاصة بالفميص الواقى من الرصاص حين قام بفتح "جاكيت" البدلة التى يرتديها، معلناً انه لا يتردى قميص واقى من الرصاص، وهو ما أعتبره البعض خطأ لا يصح من رئيس للجمهورية بالإضافة إلى ظهور عدد من الصور على "فيس بوك" توضح أن مرسى كان يرتدى بالفعل قميصاً موضحة أنه يتم تصنيعه بأكثر من شكل.

كما  تعرض للنقد حين أخطأ فى قراءة أحد أبيات الشعر للشاعر حافظ إبراهيم وغنتها أم كلثوم وهى قصيدة" مصر تتحدث عن نفسها " عندما أستبدل كلمة " المجد" بكلمة " الملك" ورغم محاولة المتظاهرون والحرسى الشخصى للرئيس من تصحيح بيت الشعر إلا انه أستمر فى ترديد العبارة بالخطأ.

"مرسى" فى عيون أنصاره

وعلى الجانب الآخر تجد النقيض ممن بدأو فى التمجيد والتهليل لــ"مرسى" دون إنجاز حقيقى فالمتابع الجيد لوسائل الإعلام الناطقة بلسان حال جماعة الإخوان المسلمين تجدها صنعت من مرسى  "بطل من ورق"  فى مشهد يعيد إلى الأذهان إمكانية صناعة طاغية جديد.

وكما لعبت الشائعات دوراً فى التربص بمرسى كان لها دوراً آخر من - وجهة نظر أنصاره – والتى تناولت تنازل مرسى عن راتبه أو رده القاسى على التهنئة التى قدمها له بشار الأسد فى أعقاب فوزه بالرئاسة  أو تعليق صوره فى المؤسسات الحكومية وتم نافيها بعد ذلك .

كما آثار مشهد تقبيل الداعية الإسلامى صفوت حجازى يد الدكتور مرسى خلال الخطاب الذى ألقاه فى ميدان التحرير الكثير من الإنتقادات له كنوع من التملق والنفاق بالإضافة إلى الأحاديث المتبادلة عن تواضع "مرسى" من خلال حرصه على مصافحة الجميع والسير بعيداً عن قوات الحرس الخاص به .

ولعبت وسائل الإعلام دور لا بأس به فى هذا الأمر من خلال أخبار تناولت حرص "مرسى" على صلاة"الفجر" أو بكاء مرسى خلال صلاة الجمعة الماضية بالأزهر أو إستضافة أقاربه للحديث عن شخصيته أو أسلوب حياته فى المنزل بل و بادرت فور إعلان النتيجة بإذاعة الأغانى الوطنية مصحوبة بصورة مرسى، وبث تقارير تحكى مسيرته العلمية والسياسية، والمناصب التى تقلدها داخل جماعة الإخوان لأول مرة بما فيها التليفزيون الرسمى.

أما عن رأى الخبراء فكان مع الدكتور أحمد حجازى أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة والذى طالب الجميع بضرورة الإلتفاف حول الرئيس المنتخب مع التفريق بين المدح والمبالغة فى التوقير مشيراً فى نفس الوقت إلى ضرورة إحترامه وعدم الإنتقاص من قدره.

وأضاف: خطابات مرسى الأخيرة جاءت مطمئنة إلى حد كبير وخاطبت غالبية فئات المجتمع والتى تدراكها مع مرور الوقت مشيراً إلى أن الملاحظات التى كان يبديها الجميع على خطاب ما يتلافيها مرسى فى الخطاب الذى يليه وهو مؤشر جيد.

وأشار إلى ضرورة الصبر وعدم التعجل فى الحكم عليه خاصة وأن البلاد فى حالة ثورة وتحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تقف على أقدمها مشيراً إلى أن البناء يستغرق وقتاً أطول من الهدم مشيراً إلى أن  لغة خطابات مرسى تطورت لتصبح لغة رئيس دولة حاول من خلالها إسترضاء كافة القوى والجوانب وهو ما حدث من خلال لقاءات المتعددة على مدار الأيام الماضية.

وأختتم قوله: الحديث من الخارج صعب ويختلف عما يحدث داخل المطبخ السياسى  مشيراً إلى أن مرسى سينجح كلما ظل بالقرب من الناس وإبتعد عما يعيقه عن رؤية الأمور فى نصابها الصحيح ليؤكد أنه رئيس لكل المصريين.

اقرأ أيضاً:

''مرسي'' يعلن عن اسم رئيس الحكومة الجديدة خلال ساعات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان