بنات تعبر عن رأيها على الفيس بوك بالشتائم.. حرية أم قلة أدب؟!
تحقيق - عمرو والي:
أصبح السب والشتائم جزءاً من القاموس اليومى الذى قد نجده فى الشارع أو الجامعة أوالعمل وبطبيعة الحال انتقل هذا الأمر إلى العالم الإفتراضى الذى نعيشه على مواقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" و"تويتر"، الغريب فى الأمر أن فئة هامة من المجتمع شاركت فى هذا التحول وهن "البنات" فأصبح طبيعياً أن تجد فتاة تكتب كلمات أو الفاظ خادشة دون أدنى مشكلة بغض النظر عن اعتبارات الآداب العامة بما يتنافى تماماً مع طبيعة الفتيات.
"مصراوى" رصد تلك الظاهرة من خلال معرفة اراء البنات والشباب حول الموضوع حيث أعتبره الكثيرين لايتعدى سوى كونه نوع من الحرية الشخصية والتعبير عن الرأى.
كانت البداية مع دينا عبد التواب "طالبة" التي قالت: الموضوع انتشر فى الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ وأرى أن الأمر عادى فما هى المشكلة أن تكتب البنت لفظ تعبر به عن غضبها من شىء أو حدث معين من وجهة نظرها فى تعليق أو تويت فهذه الألفاظ نسمعها كل يوم فى الشارع.
وأضافت: الشباب يتداولون مثل هذه الألفاظ دون أدنى مشكلة فى أحاديثهم العامة وليس أقصد أن يصبح هذا أسلوب أو منهج لحياتنا ولكن الإنتقاد دائماً يوجه فقط على أننى بنت فقط واللوم علىّ لهذا السبب وهذا أمر غير مقبول.
وترى ياسمين جمال "طالبة" أن إستخدام مثل هذه الألفاظ يكون بين الصديقات فقط ولكن بأسلوب التهريج وبشكل خفيف لا يرتقى للفظ الخارج أو الجارح الذى نسمعه من الشباب بالجامعة.
وأضافت: الأمر انتشر بين الفتيات بشكل طبيعى للغاية وبطبيعة الحال نشاهده فى الشارع أو التليفزيون أو الأفلام وغيرها فالأمر بكل الأحوال لن يصل إلى ما يحدث من جانب الأولاد.
أما نور محمد "محاسبة" فترفض إستخدام تلك الألفاظ مطلقاً فالتربية فى الأساس هى الأصل فى كل شىء وقد أجد من حولى يستخدم تلك الألفاظ بشكل عادى فما الداعى لأن أظهر أمام الآخرين فى أسلوبى وطريقة حديثة بـ "قلة أدب".
وأضافت: الشباب يتبادلون الشتائم فى تعليقات الفيس بوك والشات وحتى فى حياتنا العادية قد يلقون التحية على بعضهم باستخدام لفظ أو "شتيمة" ولا أفهم كيف يمكن لشخص أن يقبل الإهانة له أو لأهلة.
أما (و.ف) "طالبة" فقالت: وجدت إعتراضات عديدة وانتقادات توجه لى على إستخدام مثل هذه الألفاظ فى كتابة تعليق أو استاتيوت بشكل مبالغ فيه لدرجة أننى هددت الآخرين "ضاحكة"..بأن أمسحهم من قائمة الأصدقاء وأرى أن الأمر حرية شخصية وهذه فى النهاية صفحتى وحقى أنا أقول فيها ما يحلو لى.
وأضافت: موضوع الألفاظ ده وجهات نظر، يعني أنا مش شايفة أى عيب أو حرج لما أعبر عن حالتي المزاجية أو يومي بلفظ معين ممكن يلخص كل اللي أنا فيه.
وبعد الإستماع إلى آراء البنات توجهنا إلى الشباب فكانت البداية مع حسام مسعد " طالب" حيث قال: كثيراً ما أندهش من كتابة بعض الصديقات لدى على الفيس بوك أو الشات لألفاظ من المستحيل أن أكتبها ويكون تداولها بين الشباب أمر طبيعى فى أحاديثنا الجانبية.
وأضاف: مفيش "كسوف ولا إحترام" فالبنت أهم صفة تميزها الحياء والأدب ولما البنات بقت كده أحنا هنعمل ايه!!!.
ويرى كريم السيد "مندوب مبيعات" أن البنات تعتبر هذا الأمر نوع من "الروشنة" وأن "دمها خفيف" لكنها فى الحقيقة تسقط من وجهة نظر الكثيرين وبشكل واضح الشاب أول شىء يفكر فيه فالبنت التى برتبط بها هو الإحترام.
وأضاف: حتى الأطفال الصغار تجدهم يسبون بعضهم بألفاظ قد لا يدركون معناها السيىء بل مجرد سماعها فى الشارع ويقلدونها دون وعى أو فهم.
وأوضح: قد يكون التأثير من خلال الصديقات مثل الشباب تماماً فنجدهن قد يشجعن بعضهن على القيام بهذا الموضوع إلى أنها فى نهاية الأمر غير مقبولة شكلاً وموضوعاً.
قال عادل عبد الغفار "مدرس" ظاهرة استخدام الألفاظ أو الشتائم فى الحياة اليومية أصبحت ثقافة مجتمع وأن فى المدرسة كل يوم وأرى أمامى الأولاد والبنات بستخدمونها بشكل طبيعى للغاية دون أدنى مشكلة.
وأضاف: البعد عن الدين وإفتقاد التربية وظروف الأهل الاجتماعية كلها عوامل تؤثر فالأب والأم من المفترض أن يزرعوا فى أطفالهم قيمة الإحترام لأنفسهم قبل أن يعرضوا أهلهم لمثل هذه الإهانات وبطبيعة الحال نحن نربى ولكن هناك العديد من المؤثرات الخارجية كالمجتمع ووسائل الإعلام والأصدقاء كلها تؤثر فى النهاية على سلوك الفرد.
أما آراء المتخصصين فكان مع الدكتورة سناء بدوى أستاذ علم الإجتماع بجامعة القاهرة التي قالت: انتشار الشتائم في مجتمع ما يشير إلى نفسية مختلة ومؤشر على المستوى الثقافي المنخفض لذلك المجتمع، خاصة وأن تبادل الشتائم بطريقة سهلة دون مشكلة بين الأفراد يؤكد الحاجة الكبيرة لإعادة النظر فى ما يحدث.
وأضافت: تبادل الشتائم سلوك اجتماعي يظهر مع النشأة الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها الإنسان فإذا كانت بيئة يستخدم فيها هذا الأسلوب (الشتائم) في الدفاع عن النفس أو التعبير عن الانفعالات سيعبر الفرد عن ذاته وانفعالاته بهذا الأسلوب، وأما إذا نشأ في بيئة اجتماعية ثقافية متطورة، فسوف يستخدم أسلوبا آخر لإيقاف الجهة المعتدية عليه، بدلا من تبادل الشتائم والإساءة.
وأوضحت: قد تلجأ البنت لهذه الوسائل لحب إثارة اهتمام الآخرين وبطبيعة الحال أذا أستطاع جذب انتباه الآخرين بكلمة معينة يعمد إلى تكرارها أو البحث عن جديد حتى تصبح عادة لديه ومن خلال جماعات الأصدقاء ووسائل الإعلام يكون هناك ما يشبه العدوى في انتقال السلوك بين الجميع.
وأشارت إلى أن الحل يكمن فى ضرورة التدريب على التعبير عن الإنفعالات بطريقة لائقة اجتماعيا، وعدم قصر هذه الأساليب على العنف الجسدى أو اللفظى مشيراً إلى ضرورة العودة للدين وللتربية الصحيحة، وتعليم مهارات الاستقلال والصداقة الاجتماعية والتحكم الانفعالي ومن الممكن إقامة دورات تدريبية في الكليات والمدارس للتوعية بوسائل الحوار والقدرة على التعامل مع الأخرين وفهم الذات.
اقرأ ايضا:
فيديو قد يعجبك: