لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''عين الصقر'' يروي لمصراوي ذكرياته مع نصر أكتوبر

03:59 م الجمعة 05 أكتوبر 2012

حوار – أحمد نصرة:

اللواء ''محمد حسن الصول '' أو البطل الحقيقي لقصة فيلم ''عين الصقر'' الذي لا يعد فحسب أحد أبطالنا الذين خاضوا حرب أكتوبر على الجبهة، ولكنه أيضاً أحد أهم المؤرخين العسكريين لتلك الحقبة من تاريخ مصر.

بدأ اللواء ''الصول'' حديثه لمصراوي عن ذكرياته في حرب الاستنزاف مؤكدا أنها المفتاح الحقيقي لنصر أكتوبر، وكيف أنها أعادت الثقة للجندي المصري، وأرهقت العدو ودفعته لقبول وقف إطلاق النار الذي قمنا باستغلاله في إعادة بناء الجيش، واستعادة توازنه في زمن قياسي بعد تدميره بالكامل في 1967..إلى نص الحوار:

كيف هى ذكرياتك الشخصية في فترة ما قبل حرب أكتوبر؟

بداية لابد أن أذكر ذكرياتي في حرب الاستنزاف والتي مهدت كثيرا لنصر أكتوبر العظيم ، حيث كنا نتنافس على القيام بعمليات في عمق العدو، وأتذكر أول عملية لي كانت بعد تسلمي الخدمة بثلاثة شهور فقط، وكان القائد يرفض إسنادها لي لحداثة خبرتي، ولكن أمام إصراري نزل على رغبتي وأسندها إلي وكانت المهمة تتلخص في التسلل خلف خطوط العدو لرسم كروكي تفصيلي لأحد المواقع.

وأتذكر يومها وجود لافتة كبيرة في مدخل الموقع استفزتني كثيرا، مكتوب عليها باللغات العبرية، والعربية، والإنجليزية (عام 48 أخذنا فلسطين..عام 56 أخذنا شرم الشيخ ..67 أخذنا سيناء..عام 75 سنأخذ القاهرة ) هذه اللافتة كان لها أكبر الأثر في نفسي، وتمنيت وقتها لو اتخذ قرار الحرب في أسرع وقت ممكن.

ومن الأحداث الأخرى التي لا أنساها في فترة ما قبل الحرب كان هناك مكان بخليج السويس يسمى ''الجزيرة الخضراء'' كانت قريبة جدا من خطوط العدو وتحمي في ذاك الوقت فصيل لنا مكون من 30 جندي يتم تغييره كل ثلاثة أشهر شرفت في إحدى المرات بتولي قيادة ذلك الفصيل، وتعرضنا وقتها لهجوم غير عادي من القوات الإسرائيلية، وعلى غير المعتاد لم يقتصر الهجوم على القصف سواء المدفعي، أوالجوي حيث فوجئنا بقوات بحرية تقترب مننا بما يوحي برغبتها فى الاستيلاء على الجزيرة.

وماذا فعلت وقتها؟

على الفور أبلغت القيادة وجاء الأمر بالتشبث بالموقع، ثم أعطيت أوامري للفصيل بعدم الاندفاع في الاشتباك، والانتظار لأضعف لحظة تكون عليها القوات الإسرائيلية أثناء قيامها بعملية الإبرار البحري ( لحظة نزول الجنود من الزوارق على الأرض) حيث يكون الجندي في حالة عدم تركيز، وإنعدام التوازن، وبالفعل تم استغلال اللحظة جيدا وفتح النيران عليهم من كافة الاتجاهات، حتى أسفر ذلك عن تدمير 8 زوارق وانسحاب الباقي .

برأيك ما هو السبب الحقيقي وراء انتصارات أكتوبر المجيدة؟

التدريب الجيد كان عاملاً أساسياً وراء النصر فيكفي أن عام 72 شهد القيام بـ 76مشروع في حين أن المتوسط المعتاد كان مشروعين أو ثلاثة في العام فعلى سبيل المثال عملية عبور القناة تم إجراء أكثر من 10 تجارب محاكاه لها في أماكن مختلفة كالرياح البحيري وغيرها بل أننا نفذنا تجربة للعبور في القناة ذاتها ولكن بدلاً من أن نعبر للضفة الثانية عبرنا إلى جزيرة في الوسط تسمى جزيرة البلاح بالقرب من الإسماعيلية .

هذا بالإضافة إلى التسليح الجيد والذي يعد عامل قوي جدا وراء النصر، حتى انني أذكر تحديداً سلاحين صنعا الفارق أولهما ''المولوتيكا''، أو(المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات) وهو السلاح الذي استخدمه صائدو الدبابات كمحمد المصري الذي دمر وحده (27 دبابة) وعبد العاطي الذي دمر(23 دبابة)،  أما السلاح الثاني فهو ''الاستريلا''، وهو (صاروخ أرض جو مضاد للطيارات) يتتبع الطائرة من خلال حرارة اللهب الصادر عنها .

وكيف هى ذكرياتك ليلة المعركة؟

ليلة المعركة استدعاني قائد الكتيبة لاجتماع مع قائد اللواء، وعرفنا أننا بصدد الحرب، وتسلمنا مظروف مغلق  بالموعد كانت التعليمات بألا يفتح إلا في الصباح وكانت فرحة عارمة بمجرد أن علمنا بالموعد وصدرت تعليمات بالتمويه من خلال إظهار حالة من الاسترخاء حتى يطمئن العدو.

مشهد لم ينساه اللواء ''صول'' من قلب معركة أكتوبر العظيمة؟

من أكثر المشاهد التي لا يمكن ان أنساها ما حييت أنه بعد اقتحامنا للمواقع الحصينة وجدت جندي زميل لي يعتلي جندي يهودي ومطبق على رقبته و الإثنان في حالة سكون فخاطبته قائلاً لقد مات اتركه فلم يجبني فوضعت يدي على كتفه لأبعده ففوجئت به مستشهدا بعد أن طعنه الجندي الاسرائيلي بالسونكي في بطنه ومع ذلك أبى أن يتركه دون أن ينال منه.

كما لا يمكنني أن أنسى أن الروح المعنوية العالية كانت هي السلاح الأقوى في المعركة والإيمان بالنصر، ولقد لمسنا ذلك كثيرا عندما كان يقوم الجندي بمفرده بحمل مدفع لا يقوى على حمله أقل من ثلاثة أفراد، وعندما كان يتخذ الجندي من جسده ساتراً لتغطية زملائه.. وغير ذلك من المشاهد الكثيرة التي كانت تعكس قوة الإرادة، والرغبة في التضحية من أجل الوطن .

عين الصقر
عين الصقر
عين الصقر
عين الصقر
عين الصقر

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان