تحفة معمارية في قلب المنيا.. قصر صاروفيم من ملتقى البشوات لمجمع محاكم -صور
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
المنيا: جمال محمد:
في حي السرايا بوسط مدينة المنيا، وفي منتصف شارع الجمهورية الحيوي أمام محطة قطارات المنيا الرئيسية، تجد عشرات القصور والسرايا القديمة المغلقة، والتي تحول غالبيتها لمقرات حكومية متنوعة، وأخرى عليها سلاسل وأقفال تروي ذكرياتها، إلا أن قصر "شلبي باشا صاروفيم" يُعد تحفة معمارية فريدة، لا يمر أحدًا بجواره إلا ويقف ليقتنص نظرات لجماله وتصميمه الرائع.
ملتقى لبشوات وأعيان المنيا
118 عامًا هو عمر قصر صاروفيم بالمنيا، والذي بُني لأحد بشوات المنيا في مطلع القرن الماضي عام 1906، وهو شلبي باشا صاروفيم، أحد الإقطاعيين في العقود السابقة ومن أوائل وأكبر تجار القطن في المنيا، وكان يمتلك حصة أرض كبيرة في حي السرايا التاريخي، وعزبة "شلبي" في أقصى شمال المدينة كذلك، وقرر بناء قصره ليكون مقرًا رئيسيًا له لاستقبال كبار رجال الدولة والأعيان سواء المصريين أو الأجانب، إذ تبلغ مساحة القصر وحديقته نحو 4 أفدنة تقريبًا، ومساحته الخارجية حوالي 3360 مترًا بما يعادل 19.4 قيراط ، ومساحة القصر المنشأ 615 متر، ويتكون من ثلاثة طوابق وبدروم.
نواة لتكوين حي السرايا
وظل قصر شلبي باشا صاروفيم بالمنيا حتى نهاية أربعينات القرن الماضي شاهدًا على العديد من الأحداث، ويذكر الأثريون أن صاحبه تبرع كذلك بقطعة أرض تقع أمام أبواب القصر مباشرة لإنشاء ميدان بالاس الحالي والذي يعد أشهر ميادين المنيا، ومبنى كبير كان يضم سينما بالاس، والتي تعد من أوائل السينمات التي دخلت الصعيد ككل، والمساهمة في نقل محطة قطارات المنيا من منطقة الحبشي لمكانها الحالي، فضلًا عن احتواء القصر على أول أسانسير في المحافظة، وكان وظيفته الرئيسية نقل الطعام من مطعم القصر بالبدروم إلى الأدوار المختلفة العلوية.
كان قصر صاروفيم طلقة البداية لتكوين حي السرايا من حوله، إذ أعجب العديد من البشوات في ذلك الوقت بتصميمه، وبدأوا في شراء قطع الأراضي من حوله وبناء عشرات الفلل والسرايات بمحيطه، حتى تحول الحي إلى "حي السرايا" وله طابع خاص في مدينة المنيا حتى الآن، وتعد الوحدات السكنية بمحيطه من أغلى الوحدات السكنية في المحافظة ككل.
شاهد على التحولات التاريخية
عقب قيام ثورة 1952 وتحرك الدولة ضد الإقطاعيين لتوزيع ممتلكاتهم على الشعب المصري، بدأ أصحاب القصر يتأثرون بالمصادرات ضدهم، وتم بيع القصر للإتحاد الإشتراكي في أوائل الستينات بمبلغ لا يزيد عن 40 ألف جنيه، بسبب ضائقة مالية طالت أصحابه، بعد أن باعوا كذلك مساحات متفاوته من حديقته التي كانت تمتد لأكثر من 2700 مترًا، وفي عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات تم تخصيص القصر ليصبح مقرًا للحزب الوطني بالمحافظة، وظل هكذا حتى قيام ثورة 25 يناير عام 2011 ، حتى تم صدور أحكامًا قضائية بأن تعود جميع مقرات الحزب الوطني إلى الدولة.
مجمع محاكم مجلس الدولة
بعد عام 2013 حاول مسئولي الآثار في المنيا جاهدين بأن يتم تسجيل القصر لديهم، نظرًا لحالته الإنشائية الجيدة، وتصميماته الفريدة من الداخل والخارج وعلى جدرانه وسقوفاته، والتخطيط لتحويله لمتحف في مدينة المنيا أسوة بمتحف ملوي بجنوب المحافظة، ولكن بعد رحلة طويلة انتهت بتحويل القصر إلى مجمع محاكم مجلس الدولة.
نجل صاحب القصر
وفي عام 2014 فوجئ أهالي المنيا بتبرع فايز شلبي باشا صاروفيم، وهو نجل صاحب القصر، الذي يعيش في أمريكا، بمبلغ مليون دولار لشراء مقاعد لطلاب مدارس المنيا، الأمر الذي أعاد للأذهان قصة القصر وحكايته لدى الكثيرين وظل فترة من الوقت حديث الساعة بين أهالي عروس الصعيد.
فيديو قد يعجبك: