إعلان

"أم محمد السورية" بائعة حلويات في الشرقية وتستعد للعودة إلى وطنها: لن أنسى حنان المصريين

09:07 م الأربعاء 22 يناير 2025

الشرقيةـ ياسمين عزت:

تقيم رفقة أسرتها، وتعمل في بيع الحلويات السورية والشرقية لتجد ما تنفق به على احتياجات أبنائها وأحفادها الذين أتوا معها هربًا إلى مصر منذ نحو 12 عامًا، ليعيشوا في كنف وطن ينعمون فيه بالسلام، ويجدون فيه الرخاء ولقمة العيش.

أم محمد السورية، سيدة في أوائل السبعينات من العمر تفترش بأحد شوارع الزقازيق في محافظة الشرقية ببضاعتها التي تقتات منها ببيعها للمارة منذ 7 سنوات مضت، وفق ما تحدثت به لـ"مصراوي"، متابعة: "جئت إلى مصر رفقة زوجي وأبنائي وأحفادي منذ 12 عامًا، والأمل يملأ قلوبنا في الحصول على حياة كريمة هادئة مليئة بالسلام، وقد تحقق على مر الرحلة في مصر".

تروي أم محمد البالغة من العمر 69 عامًا أنها أقامت في ميت غمر بمحافظة الدقهلية في أول سنوات إقامتها بمصر، ثم انتقلت واستقرت في محافظة الشرقية، لافتة إلى أنها هي وأفراد أسرتها في عمل دائم ليجدون ما يسد احتياجاتهم وتوفير لقمة العيش، خاصة أنهم مغتربين خارج دولتهم الأم.

تتابع قائلة: "رغم أننا مغتربين في مصر إلا أن مصر وطننا الثاني، والأحن علينا أكثر من وطننا الأول مقارنة بظروف حييناها في السنوات الماضية وفي السابق"، لافتة أنها أثناء إقامتها بمدينة ميت غمر كانت تعمل في تفصيل المفروشات السورية وبيعها للعرائس والفتيات المقبلات على الزواج وربات البيوت، ثم تركت العمل بها نظرًا لما تبذله من مجهود كبير.

لم تتوقف أم محمد عن السعي رغم المشقة التي تعانيها وتقدمها في العمر، فأقبلت على العمل في تصنيع الحلوى السورية مثل البرازق، الغريبة، المعمول، الكوكيز، وغيرها من الأصناف المحبوبة لدى المصريين، فكانت تصنعها بنفسها في المنزل وتخرج إلى الشارع تسوقها وتبيعها ثم تعود بحصيلة اليوم فرحة بما أتاهم الله من فضله.

اضطرت أم محمد إلى نقل المعيشة في مدينة الزقازيق، فأقامت حيث وجدت راحة أسرتها، وبنفس أدوات الدخل عملت في بيع الحلوى السورية، لكنها أصبحت تشتري من سوريين مقيمين في الزقازيق وتبيع المنتجات لتتربح منها، إذ تبدأ أسعارها من 5 جنيهات لقطعة المعمول وحتى 80 جنيهًا لطبق الحلويات الشرقي والسوري المشكل.

وعن شهامة المصريين، امتدحت "أم محمد" أخلاقهم وحسن تعاملهم معها، معربة عن امتنانها لاحتضانها منذ جاءت إلى مصر، مؤكدة أنهم اتخذوها أمًا وأختًا لهم، ودعموها بالمال والمساعدات والمعاملة الإنسانية الطيبة، كما أن أحفادها التحقوا بالمدارس المصرية، قائلة "عشت مكرمة أنا وأهلي في مصر وكان وطنًا حنونًا علينا وجدنا فيه الأمن والسلام ورغد العيش وكأنه وطننا الأول".

وتختتم "أم محمد" أنها رغم كبر سنها تواصل العمل من أحل حياة كريمة، ومن الجميل حسب شعورها أن كل مصري يعرف أنها سورية يمدها بالدعم الكافي وييسر لها قدر استطاعته المساعدة، وأنها كلما تحدثت لذويها في سوريا أتوا للعيش في الأمان رفقتها.

وقالت إنها تستعد للرحيل عن مصر متجهة إلى سوريا وطنها، بكل اشتياق بعد الأحداث الجديدة هناك، وأنها سترحل وفي قلبها حب كبير وسنوات لم تنساها عاشتها في كنف مصر الوطن العربي الذي يضم ويتسع لكل ألوان وجنسيات البشر، مؤكدة أنها لن تنسى حنان المصريين عليها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان