إعلان

بالصور.. قصة "أسطبل عنتر" وأسرار جبل أسيوط الغربي

03:23 م الأحد 10 نوفمبر 2024

أسيوط ـ محمود عجمي:


في قلب محافظة أسيوط، المدينة التي تحتضن حضارات عريقة، تقع أسطورة "أسطبل عنتر"، وهي مغارات منحوتة في صخور جبل أسيوط الغربي.

يقع "أسطبل عنتر" على بعد أمتار قليلة من كوبري سيدي الأربعين، في منطقة تُعرف باسم "الهجانة"، والتي تعني مخازن الأسلحة، كانت هذه المنطقة موطناً للعساكر في عصور مختلفة، مما يزيد من غموضها وارتباطها بالتاريخ العسكري؛ إذ يعتقد البعض أن هذه المغارات كانت مخازن أسلحة للدول الفرعونية والإغريقية والرومانية، وحتى في عهد محمد علي، فجدرانها الشاهقة ونقوشها الغامضة تشير إلى أنها كانت مكاناً استراتيجياً لحفظ الأسلحة والتجهيزات العسكرية.

وتوجد رواية أخرى تقول إن هذه المغارات هي في الأصل مقبرة "جفاي حابي الأول"، حاكم إقليم ليكوبوليس، وهو الاسم القديم لأسيوط في عهد الرومان والبطالمة. تُعتبر هذه المقبرة واحدة من أهم وأكبر المقابر غير الملكية في مصر، حيث تزين جدرانها رسومات ونقوش ملونة تعكس روعة الفن المصري القديم.

يُحيط بجبل أسيوط الغربي العديد من الأسرار والآثار. بالإضافة إلى "أسطبل عنتر"، يوجد في المنطقة مقابر للمسلمين والمسيحيين، ودير درنكة أو دير السيدة العذراء مريم، الذي يحمل في طياته قصصاً دينية وتاريخية.


في شهر أكتوبر الماضي، أعلنت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين جامعتي سوهاج وبرلين عن اكتشاف أثري مثير والعثور على حجرة دفن خاصة بسيدة تدعى "إيدي"، الابنة الوحيدة لحاكم إقليم أسيوط خلال عصر الملك سنوسرت الأول، المعروف باسم "جفاي-حابي". تم العثور على الحجرة على عمق 15 مترًا تقريبًا ناحية الشمال أثناء أعمال التنظيف الأثري في مقبرة "جفاي-حابي".

تحتوي الحجرة على تابوتين، أحدهما داخل الآخر، وقد نقشا بالكامل من الداخل والخارج بنصوص تحكي رحلة الوصول إلى العالم الآخر. يبلغ طول التابوت الصغير 2.30 متر، بينما يبلغ طول التابوت الكبير 2.62 متر، وهما من أروع التوابيت التي تم العثور عليها حتى الآن. كما تم العثور على غطاء التابوت الصغير وصندوق الأواني الكانوبية والتماثيل الخشبية.

أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات المبدئية أظهرت أن اللصوص خلال العصور القديمة وصلوا إلى هذه الحجرة، حيث تم نزع مومياء السيدة وتمزيقها، كما حطموا الأواني الكانوبية الخاصة بها. وأشارت الفحوصات المبدئية لجمجمة السيدة وما تبقى من عظامها إلى أنها توفيت في سن صغيرة قبل أن تبلغ الأربعين، وأنها كانت تعاني من عيب خلقي في القدم.

من جانبه، ثمن شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، الجهود التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية في الكشف عن المزيد من أسرار تاريخ مصر القديمة، مؤكدًا أن الوزارة ستقدم كامل الدعم لهذه البعثات بما يساهم في إنجاز أعمالهم بالشكل الأمثل.

ستستمر أعمال التنظيف والدراسات العلمية على العظام للكشف عن مزيد من المعلومات عن هذا الحاكم وابنته، والحقبة التاريخية التي عاشا فيها، مما يضيف فصلاً جديدًا إلى تاريخ مصر القديمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان