إعلان

البداية من الإسكندرية.. صور ووثائق نادرة تؤرخ 125 عاما لصناعة السينما في مصر

02:22 ص السبت 02 أكتوبر 2021

الإسكندرية- محمد البدري:

لم تكن نشأة السينما في العالم بعيدة عن زمن بزوغها في مصر، إذ جاء العرض السينمائي الأول في مدينة الإسكندرية بتاريخ 6 يناير 1896 من أعمال الأخوين لوميير، بعد أيام من العرض الأول عالميا في باريس.

قبل 125 عاما وتحديدا في مقهى "زواني" بالإسكندرية ظهر إلى النور أول عرض سينمائي من أعمال الأخوين لوميير، وبهذه المناسبة نظمت جمعية كتاب ونقاد السينما معرضا يوثق ذاكرة السينما المصرية، على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، من إعداد الكاتب الصحفي محمد المالحي، بالتعاون مع المؤرخ مكرم سلامة أحد أهم جامعي الوثائق في مصر والوطن العربي.

وثائق نادرة

يضم المعرض وثائق وصور نادرة لسنوات المجد الذهبي، لصناعة السينما في الإسكندرية، يرجع تاريخ بعضها إلى 123 عاما، ومنها صور فوتوغرافية وأفلام نادرة وتراخيص عرض أفلام وصور أفيشات وعقود توزيع لدور العرض السينمائي.

أقدم رخصة عرض سينمائي في مصر

تشمل المعروضات رخصتين عرض سينمائي نادرتين، تعود أحدهما لعام 1898، لتشغيل ماكينة "سينموغرافيا" و"ألعاب سينماوية" في إشارة للفن والصناعة الوليدة آنذاك، وأخرى بسينما "الهمبرا" بمحطة الرمل، واخري بتاياترو "عباس حلمي" لعرض أفلام سينمائية أيضا، وتعود لعام 1899.

عقود توزيع وملصقات نادرة

يضم المعرض عقود توزيع عدد من الأفلام السينمائية بدور العرض في الإسكندرية، خلال الفترة من عام 1937 حتي عام 1967، فضلا عن أفيشات وملصقات الدعاية النادرة بالصحف المختلفة، للأفلام التي عرضت خلال بدايات القرن الماضي في الثغر.

أرشيف نادر لكواليس "صراع في الميناء"

ومن بين مقتنيات المعرض "Making" فوتغرافي نادر لكواليس فيلم "صراع في الميناء" من إنتاج عام 1956، للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين، يضم صورا ومشاهدات نادرة خلف الكاميرا لأبطاله منهم عمر الشريف وفاتن حمامة وأحمد رمزي.

4 أفلام يونانية نادرة صُورت في مصر

المعرض احتفى بالأعمال اليونانية بمناسبة مشاركتها ضيف شرف بالمهرجان، ليعرض "Making" فوتغرافي لأربعة أفلام يونانية نادرة، جرى تصويرها بين الإسكندرية والقاهرة، للمخرج الراحل، توجو مزراحي، وهي أفلام "دكتور إيبامينونداس، انتاج عام 1937، الفتاة اللاجئة وعندما يكون الزوج غائبًا، انتاج عام 1938، وكابتن سكوربيون انتاج عام 1943".

الأول من نوعه في مصر وكشف عن هدم 50 سينما في الإسكندرية

تحدث الكاتب الصحفي محمد المالحي لـ"مصراوي" عن فكرة إعداد المعرض الذي يعد الأول من نوعه في مصر، وكشف عن عدد من العقبات التي واجهت فريق العمل حتى خروجه للنور قائلا إنه جرى التواصل مع عدد من جامعي الوثائق للحصول نسخ من مقتنياتهم لتوثيقها في ذاكرة السينما إلا أن أغلبهم رفض خوفا من تعرض مقتنياتهم الخاصة للمصادرة، فضلا عن رفض بعضهم التعامل مع أي جهة رسمية وطلب آخرون مبالغ ماليى كبيرة نظير السماح بالاطلاع على مقتنياتهم.

وأضاف أن الباحث الوحيد الذي وافق على التعاون كان المؤرخ مكرم سلامة، الذي يعد أحد أهم جامعي الوثائق والأرشيفات في مصر والعالم العربي، والذي كان أهدى في وقت سابق مجموعات نادرة من وثائق هامة لمكتبة الإسكندرية.

وأشار المالحي إلى أن مقتنيات المعرض كشفت عن عدد ليس بالقليل من دور العرض السينمائي التي اختفت من الإسكندرية على مدار 6 عقود مضت، لافتا إلى أن المدينة الساحلية كانت مليئة بدور العرض السينمائي بمختلف أنحائها سواء بالمناطق الراقية أو الشعبية.

وأوضح أنه وفق العقود النادرة الموجودة بالمعرض، تعرضت أكثر من 50 دار عرض سينمائي للهدم أو الإغلاق منذ فترة الستينات وحتى التسعينات، ولم يبقى منها سوى أطلال في بعض المناطق الشعبية مثل منطقة القباري والإبراهيمية ومحطة الرمل وغيرها من المناطق.

وأكد المالحي أهمية مدينة الإسكندرية في ذاكرة صناعة السينما على مستوى مصر والعالم، مدللا على حديثه بأن عددا كبيرا من الأفلام الأجنبية جرى صناعتها وعرضها أولا في المدينة الساحلية مع بداية القرن العشرين بسبب احتضان المدينة العديد من أبناء الجاليات الأوروبية الذين عاشوا لسنوات بين أهلها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان