لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 43 عامًا على رحيله.. "مصراوي" يكشف أسرارًا جديدة في حياة العندليب

03:56 م الإثنين 30 مارس 2020

الشرقية – فاطمة الديب:

رحل العندليب الأسمر وحلت ذكرى وفاته الـ 43، إلا أن صندوق أسراره لم يُفتح بعدْ كاملًا، وسط جمهور عريض يترقب ذلك بكل شغف؛ فـ"حليم" الذي تسابق على لقائه كبار المسئولين ورؤساء الدول كان ابنًا لأب "أرزقي" بسيط، وأم ريفية يشهد لهما الجميع بالطيبة والأخلاق، فيما نجح ابن قرية "الحلوات" في تحقيق مجد شخصي رفيع في مجال الغناء.

"مصراوي" تجول في قرية الحلوات مسقط رأس العندليب الأسمر، بحثًا عن ذكريات طفولة وشباب الفنان الراحل.

"خاويةً على عروشها".. وصفًا يتطابق إلى حدٍ كبير مع حال مسقط رأس العندليب بقريته التابعة لدائرة مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية؛ إذ أن منزل آخر أقاربه ممن عاصروه بالقرية، الحاج شكري داؤود، نجل خالته، مُغلقًا بقفل اقترب حديده من الصدأ، بعدما رحل الرجل الذي اعتاد الحديث عن حياة العندليب كلما اقتربت ذكرى وفاته من كل عام.

لم يتبقى أحد من أسرة الفنان الراحل بالقرية، فحاولنا التواصل مع بعض الأهالي بالقرية عسى أن يُثري الحديث الذكرى الـ 43 لرحيل فنان بين الأشهر في تاريخ الفن المصري.

"والده كان أرزقي بسيط بيخيط الأحذية في القرية، وكان محبوب من الكل".. قالها الحاج محمد الشربيني الجندي، المدير السابق لبنك الإبراهيمية، 63 عامًا، لـ"مصراوي" محاولًا سرد تفاصيل حياة العندليب البسيطة، والتي يفتخر بها هو وكل أبناء القرية، على حد وصفه.

"كان بيت بسيط من دورين ومبني بالطين".. إجابة خرجت سريعة على لسان "الشربيني" عندما سألناه عن المنزل الذي شهد مولد العندليب، موضحًا أن المنزل كان بجوار مسجد "المشايخ" بالقرية، قبل أن يضيف: "هو دا اللي شهد ميلاده وفضل على حاله لغاية وقت قريب قبل ما يشتري حليم منزل خاله متولي عماشة".

"الشربيني" أشار إلى الفترة التي تلت ولادة حليم ووفاة والدته ووالده: "بعدها بأربع سنين دخل دار الأيتام اللي في الزقازيق وكان بييجي القرية في الإجازات يلعب مع الولاد ويعوم في الترعة، لكن بعد ما ذاع صيته وبقى أشهر الفنانين في الوطن العربي الزيارات قلت شوية لكنه كان زي ما هوَّ متواضع لا عمره اتكبر ولا اتعالى على حد".

فترة الملجأ، والتي شهدت لقاء حليم بالشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، انتهى ما يُدلل على ذكراها بأن هُدم مكان الملجأ في الزقازيق، قبل أن يُشيد بدلًا منه دار لرعاية وتربية البنين في المكان المُقابل للأرض القديمة، فيما التقط "مصطفى محمد"، أحد أبناء القرية، أطراف الحديث، موضحًا أن العندليب لم يتغير عقب شهرته، بل على العكس تمامًا: "كان بيساعد الغلابة وعمره ما كسف حد، وبصراحة كل اللي عرفناه عنه إنه عمره ما جهر بمساعدته دي أو حتى فكر يساعد ناس قصاد حد.. الله يرحمه كان بيعمل الخير والناس نايمة من غير ما حد يطلب منه دا".

"مصطفى"، والبالغ من العمر 61 عامًا، قال لـ"مصراوي" إن فترة عبدالحليم حافظ كانت أزهى فترات قريته، حيث كان الجميع مهتم بها، لكنها الآن أصبحت مهملة بصورة كبيرة، مطالبًا المسئولين بالالتفات إلى القرية والاهتمام ولو قليلًا بتاريخ العندليب الأسمر.

ومن الحديث مع من عاصر الفنان الراحل إلى فترة الشباب، حيث قال أحمد عياد، شاب في الثلاثينيات من عمره، إن الفنان الراحل هو "فخر الحلوات" وأن تاريخه يتحدث عنه، إلا أن حال القرية "مش ولا بُد"، على حد قوله، مطالبًا المسئولين بالتدخل وإنقاذ ما تبقى من تاريخه.

وأضاف عياد لـ"مصراوي" أن عودة تمثال الفنان الراحل إلى القرية، والتي حدثت العام الماضي، جاءت بعد مطالبات بعودته منذ إنشائه قبل 4 سنوات في المنطقة المجاورة لمركز مدينة الإبراهيمية، حيث تم إنشاء التمثال بالجهود الذاتية لأبناء القرية.

وعن الترعة التي كان يستحم فيها الفنان الراحل، أوضح عياد لـ"مصراوي" أن أجداده وكبار البلدة حكوا عن تاريخها مع عبدالحليم حافظ ومدى حبه وتعلقه بها، إلا أنها حاليًا أصبحت عبارة عن مصرف صغير تتكاثف عليه الأشجار، فيما تحول المنزل الذي اشتراه "حليم" من خاله "متولي عماشة" وشيده على أفضل طراز في عصره وقتها، بمدخل القرية، والذي يعتبر بمثابة "جمهورية الحلوات" مكان مهجور تسكنه خيوط العنكبوت، فيما تبدلت حديقته التي كان يزرع بها حليم أجمل الورود إلى زراعة البصل بعدما باعه الورثة مقابل 35 ألف جنيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان