إعلان

"بين الصرف والغرق".. أهالي "بلانة": أنقذونا من المحطة.. ومحافظ أسوان يرد

01:32 م الجمعة 11 ديسمبر 2020

أسوان - إيهاب عمران:

حالة من ردود الفعل المتباينة سيطرت على أهالي قرية بلانة بمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، بسبب قرب انتهاء مشروع المعالجة الثلاثية لمحطة الصرف الصحي وتوصيله بنهر النيل بجوار مأخذ محطة مياه الشرب الخاصة بالقرية، وهو ما يرفضه أهالي القرية بدعوى تلويث نهر النيل وزيادة أمراض الفشل الكلوي.

"مصراوي" رصد شكوى الأهالي، والخطوات التي تسعى المحافظة لتنفيذها.

"المحافظة تخيرنا بين شرب مياه الصرف أو غرق منازلنا".. بهذه العبارة بدأ عادل الحاج من أهالي قرية بلانة حديثه لـ"مصراوي" وأضاف أن مشكلتهم بدأت منذ 7 سنوات، وتحديدًا في 12 سبتمبر عام 2013 عندما انهار جسر أحد أحواض الصرف الصحي بمحطة بلانة، ما نتج عنه غرق وتلف عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية، وغرق بعض المنازل ومقابر قرية أدندان، وفى اليوم ذاته زار القرية اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان في ذلك الوقت، وأحال العاملين بمحطة الصرف الصحي للتحقيق.

وتابع عادل الحاج: بعد الواقعة بـ5 أيام زارنا المهندس إبراهيم محلب وزير الاسكان في ذلك الوقت، واتخذ قرارات بزيادة الأراضي المخصصة للغابة الشجرية وتدعيم جسور الأحواض ووعد بعدم تكرار المشكلة.

وأوضح: "للأسف في 2 مارس 2016 تكرر المشهد ذاته وانهار أحد جسور الأحواض وغرقت مئات الأفدنة الزراعية بقرى بلانة وأبو سمبل وأدندان وجزء من قرية عنيبة بجانب غرق جزء من مقابر قرية أدندان بمياه الصرف الصحي، وكالعادة زار المحافظ والمسئولون القرية وقرروا صرف تعويضات، وتخصيص الأراضي لإنشاء مقابر جديدة، وتكررت الوعود باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات لمنع تكرار المشكلة، ولكن وكالعادة تكررت المشكلة وبالسيناريو ذاته للمرة الثالثة في 18 يوليو 2017 بانهيار أحد الأحواض وغرق عشرات الأفدنة الزراعية وبعض المنازل، ووصول مياه الصرف إلى ترعة وادي النقرة التي تشرب منها جميع قرى مشروع وادي النقرة.

وأشار الأهالي إلى أن المحافظة أعلنت عن مشروع المعالجة الثلاثية لمحطة الصرف الصحي ببلانة والذى قارب على الانتهاء، وتابعوا: "فوجئنا بأن المياه المعالجة سيجري توصيلها بنهر النيل، وهو ما نريد إنقاذنا منه، ونرفضه تمامًا لسببين الأول لأن مياه الصرف ستلوث نهر النيل، والثاني لأن مصب المشروع سيكون بجوار مأخذ المياه المغذى لمحطة مياه بلانة وقرى النوبة، ما يجعلنا نشرب مياه الصرف الصحي، وللأسف حينما أعربنا عن رفضنا لهذا المشروع قالوا لنا البديل استمرار أحواض الصرف بالمحطة والمهددة بالانهيار في أي لحظة وإغراق منازلنا وأراضينا وكأن لسان حالهم يقول لنا لتشربوا مياه الصرف لتخلوها تغرق منازلكم وأراضيكم".

"لماذا لا يتم توصيل مشروع المعالجة الثلاثية لزراعة الغابات الشجرية" يتساءل على قورتي من أهالي بلانة، و"لماذا يصرون على تلويث النهر وتوصيل مياه الصرف الصحي به؟ ولماذا لا يتم الاستفادة من هذه المياه إذا كانت معالجة ثلاثيًا كما يقولون في الزراعة وخاصة في الظهير الصحراوي لمركز نصر النوبة؟ أو في قرى مشروع وادي النقرة والتي تعاني معظمها من ندرة مياه الري؟ ولماذا كتب على أهالي قرى النوبة المعاناة بين غرق منازلهم بمياه الصرف الصحي أو تحويلها لنهر النيل ليشربوها".

187 مليون جنيه تكلفة مشروع المعالجة الثلاثية

على الجانب الآخر قرر اللواء أشرف عطية محافظ أسوان تشكيل لجنة علمية عليا لدراسة المقترح المقدم من أحد المواطنين بشأن تركيب خط بديل لمسار الخط الحالي الخاص بتحويل المياه المعالجة ثلاثيًا من محطة معالجة بلانة الثلاثية إلى أحد المصارف المائية، على أن تضم اللجنة استشاريين ومتخصصين من كليتي الهندسة بجامعة أسوان والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، بجانب مسئولي البيئة والصحة والري.

وقال اللواء أشرف عطية: "نعمل لمصلحة المواطن وحمايته من أي أخطار بعيدًا عن أي انتماءات قبلية أو عصبية، وخاصة مع احتمالية تعرض أكثر من 7 قرى بمركز نصر النوبة لكارثة حقيقية متوقع حدوثها في حالة انهيار الجسور الترابية واندفاع مياه الصرف من ارتفاع 100 متر، بإجمالي 15 مليون م3 مخزنة داخل الأخوار الجبلية ما يعرض حياة وممتلكات ومنازل وزراعات المواطنين للخطر، بالإضافة لتلوث المجاري المائية العذبة.

لافتاً إلى أن إنشاء محطة معالجة بلانة، بطاقة 32 ألف م3 / يوم، علاوة على خطوط الطرد، كلف موازنة الدولة أكثر من 187 مليون جنيه، وجاهزة للتشغيل لتحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه نقية تمامًا، وخالية من أي ملوثات وتخضع لرقابة 9 جهات رقابية وحكومية للحفاظ على صحة المواطن وسلامته.

فيديو قد يعجبك: