من بداية اصطيادها حتى بيعها بالكيلو".. القصة الكاملة لسمكة الشمس المحيطية بكفر الشيخ (صور)

كفر الشيخ- إسلام عمار:

عثر صيادون في ميناء البرلس بكفرالشيخ، السبت الماضي، على سمكة نادرة معروفة بـ"الشمس المحيطية"، خلال رحلة صيد بمياه البحر المتوسط.

وقال مصدر بهيئة ميناء الصيد البحري بمركز البرلس لـ"مصراوي"، إن طاقم عمل إحدى مراكب الصيد عثر على السمكة ووزنها حوالي طن ونصف، مضيفًا أنه جرى شحن السمكة على سيارة ربع نقل، لنقلها إلى سوق الأسماك الشهير في برج البرلس، بعدما اشتراها أحد تجار الأسماك.

الكيلو بـ30 جنيها

بعد العثور على السمكة ونقلها إلى سوق الأسماك بمدينة برج البرلس، بيعت للجمهور بسعر 30 جنيهًا للكيلو، بعد تقطيعها بمعرفة تاجر الأسماك الذي اشتراها.

وثارت أقاويل حول احتواء السمكة على مواد سامة، ما أدى إلى إثارة حفيظة المواطنين بعد بيعها على الجمهور على أنها صالحة للأكل، لكن سرعان ما نفى المهندس محمد عبد الله، مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة كفرالشيخ، ما جرى تداوله بخصوص ذلك.

وأكد مدير عام مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام محافظة كفرالشيخ، في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، إنه جرى التواصل مع مختصين في علوم البحار، للوقوف على حقيقة الأمر، وتبين أنها ليست مدونة في قائمة الأسماك السامة أو المحرم تداولها، وقبل تسليمها لمالكها الذي اشتراها جرى فحصها جيدًا بينما لم تظهر أي مشاكل بخصوص السمكة نفسها.

سبب ظهورها

قال الدكتور علي علي سليمان، المدرس بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا، اليوم الثلاثاء، إن سبب ظهور سمكة "الشمس المحيطية" في مياه البحر المتوسط بسواحل مركز البرلس بكفرالشيخ، يعود للتغيرات المناخية التي تحدث في الكرة الأرضية، ما يجعلها تهجر موطنها الأصلي بالمحيطات وتتوجه إلى بيئة مختلفة.

وأضاف سليمان أن السمكة تعرف علميًا باسم "مولا مولا"، و"تضع ما لا يقل عن 300 مليون بيضة، في الدفعة الواحدة، مرة بالعام، ووزن البالغ من نوعها يصل من طن إلى 2200 رطل، وموطنها الأصلي المحيط الأطلسي، كما أنها من النادرة، والمهددة بالانقراض، وتتغذى على قناديل البحر، والقشريات، والأسماك الصغيرة.

ونصح علي سليمان الصيادين بتسليم سمكة "الشمس المحيطية"، في حال العثور عليها إلى معهد علوم البحار والمصايد التابع لوزارة البحث العلمي، والذي يضم علماء مختصين، وعدم بيعها وتقطيعها بغرض تجاري، كما حدث في منطقة البرلس.

فلم تكن تلك المرة الأولى التي تظهر فيها السمكة النادرة بمياه البحر المتوسط، فقد سبق للجنة من علماء البحار ترأسها الدكتور علي سليمان، المدرس بمعهد علوم البحار، التابع لوزارة البحث العلمي، بتشريح سمكة من النوع نفسه منذ حوالي 3 سنوات، إثر العثور عليها بمعرفة صيادين بسواحل مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، وجرى تحنيطها وتعرض حاليًا بالمتحف البحري والأكورانيوم بمحطة بحوث الثروة المائية بمدينة بلطيم.