إعلان

فلاحو سوهاج يهجرون الماشية ويلجأون إلى تربية "الفراخ البيضا"

07:05 م الإثنين 21 يناير 2019

سوهاج – عمار عبد الواحد:

على الرغم من كون محافظة سوهاج من المحافظات المشهورة بتربية الماشية والأغنام ، وتميز مذاق لحومها عن غيرها من لحوم المراعي الأخرى على مستوى محافظات مصر، فإن ارتفاع أسعار التبن والأعلاف بصورة غير متوقعة هذا العام دفع العديد من المربين إلى الاستغناء عن تلك التجارة التي اشتهرت بها المحافظة الفقيرة والاتجاه إلى تربية الدواجن .

إذ وصل سعر حمل التبن الذي يبلغ وزنه 250 كيلو جرام إلى 1100 جنيه بعدما كان سعره لا يتخطى الـ 400 جنيه قبل ذلك في مثل هذا التوقيت من العام، كما وصل سعر طن الردة إلى 3500 جنيه، وسعر أردب الذرة الرفيعة لـ900 جنيه، ما نتج عنه خسارة تربية الماشية، وعدم تحقيقها أي هامش ربح في ظل ارتفاع تكاليف تربيتها فضلاً عن مرض الجلد العقدي الذي التهم آلاف الرؤوس .

ولم يجد المزارعين ومربي الماشية سبباً لارتفاع تكاليف تربية الماشية وخاصة التبن، محاولين استبداله بأعواد الذرة الرفيعة والشامي "البوص" تبن لتعويض النقص الحاد في تبن محصول القمح، رغم علمهم بأن تبن البوص مُضر لمعدة الحيوان .

وتعتبر قرية عنيبس التابعة لمركز جهينة شمالي المحافظة من أبرز القرى التي هجرت تربية الماشية بسبب خسارة تربيتها الفادحة وعدم تحقيقها أي مكاسب تعود على الفلاح في ظل الارتفاع الجنوني في تكاليف تربيتها، فضلاً عن ارتفاع الأيدي العاملة التي ترعاها في الأحواش والمنازل.

لجأ العديد من أهالي القرية إلى بيع ما تبقى لديه من ماشية نجت من الموت من المرض اللعين " الجلد العقدي " – حسب وصف المربين – وتجهيز جزء من الحوش أو بناء عدد من الغرف والعنابر لتربية الدواجن " الفراخ البيضاء " باعتبارها أقل تكلفة في التربية وتحقيقها هامش ربح ملحوظ .

علي محمد، من أهالي قرية عنيبس قال إنه كانت لدية بقرة وعجل باعهما وجهز بجزء من ثمنهما مكان لتربية الدواجن واشترى بما تبقى ألف فرخ صغير ، مضيفاً أنه حقق مكسباً خلال 40 يوماً مدة تربيته لدورة الفراخ 10 آلاف جنيه، مؤكداً أن تربية الماشية هذا العام خسارة وليس مكسبًا، مشيرًا إلى أن تربية الدواجن لا تحتاج إلى رأس مال كبير بقدر احتياجها إلى خبرة ودراية بأمراضها وطرق إطعامها خلال ال 40 يوماً .

"التبن قضى على حلم الفلاح في تربية الماشية.. مين يصدق أن الفلاح أصبح لا يستطيع إطعام الماشية تبن حاف بسبب سعره العالي" بهذه الكلمات تحدث جمال أحمد، مزارع من مركز جهينة عن سبب هجره تربية الماشي، مضيفاً أنه باع حتى جاموسة البيت التي يأكل أبناءه منها اللبن والجبن والسمن بسبب ارتفاع أسعار تكاليف تربيتها .

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان