عسل بنها يواجه الاندثار.. والمحافظ: وجهنا "الزراعة" و"الطب البيطري" لبحث المشكلة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
القليوبية - أسامة علاء الدين :
مدينة بنها.. عاصمة محافظة القليوبية، تلقّب بـ"بنها العسل"، حيث يعد عسل النحل البنهاوي من أجود الأنواع، والتي اشتهرت به المدينة على مدى قرون.
إذ سأل الرسول - عليه الصلاة والسلام - عن العسل الذي أُهديَ إليه من مصر فقال من أين هذا؟ فقيل له من قرية بمصر يُقال لها بنها، فقال: "اللهم بارك في بنها وفي عسلها" فعسلها إلى يومنا خير عسل مصر.
تشتهر العديد من قرى بنها، بصناعة العسل منها قرى "كفر الحصة، والرملة"، ألواح خشبية متراصة بجوار بعضها البعض، تغطي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، خاصة بقرية "كفر الحصة"، ويرجع ذلك إلى انتشار زراعات الفاكهة والموالح والبرسيم والفراولة بها، والتي تزوّد النحل بالرحيق اللازم لإنتاج العسل، وفي أوقات كثيرة تصدّر منتجاتها إلى أوروبا.
"ارتفاع أسعار الخامات اللازمة للصناعة يُهدد مستقبل صناعة العسل"، هكذا بدأ خالد عبدالرؤف، صاحب مجموعة من خلايا النحل، حديثه لـ"مصراوي"، مشيرًا إلى أن زيادة أسعار المواد الخام، إضافة إلى نشاط حركة السوق السوداء، والتي تمتلئ بالعسل المغشوش، عرضت صناع المهنة لخسائر فادحة، ودفعت الكثير من الصناع إلى ترك المهنة، بعد أن وصلت تكلفة إنتاج الكيلو الواحد إلى أكثر من 80 جنيهًا.
فيما قال فادي محمد، صاحب خلايا النحل، إن سعر خلية النحل الواحدة تصل إلى 400 جنيه، موضحًا وجود أنواع شرسة وأخرى هادئة من النحل، والأخير هو النوع السائد الذي يتم جلبه وتربيته، ويجري وضعها داخل الخلايا الخشبية التي يجري تصميمها بمواصفات معينة، ويترك لمدة 6 أشهر يتكاثر خلالها، حتى يحين موسم "قطفة العسل" في موعدين أبريل وديسمبر من كل عام.
بينما قال محمود خليل، عامل بخلية نحل ببنها، إنه بالرغم من الصعوبات التي تواجهها المهنة حاليًا إلا أن العديد من النحالين يتعاملون مع الشركات لتصدير منتجاتهم إلى أوروبا والدول العربية.
وأضاف "خليل" أن عمليات التصدير لا تقتصر فقط على العسل، بل تتنوّع بين غذاء ملكات وصمغ النحل "البروبلس"، وحبوب اللقاح، التي تعد من المنتجات الأساسية التي تحتوي على مواد بروتينية، يعيش عليها النحل، ويجري جمعها بمصائد خاصة وتجفيفها وتعبئتها، كما تستخدم كمقوٍ عامٍ لأنها غنية بالفيتامينات والحديد والأملاح المعدنية.
في حين قال أشرف عبدالصمد، إن المهنة باتت مهددة لعدة أسباب أخرى منها، اختفاء الأشجار المثمرة التي كانت تملأ قرى بنها، والاعتماد فقط على حقول البرسيم، والتي لا تكفي احتياجات النحل، وتوقف الإنتاج أكثر من مرة فور انتهاء مواسم حصاد البرسيم والذرة، إضافة إلى انتشار المبيدات الحشرية التي أثرت بشكل كبير على أسراب النحل، مضيفًا أن ما زاد الأمر تعقيدًا انتشار أمراض النحل، ولا يوجد أي تعاون من مديرية الطب البيطري بالمحافظة، ويضطر النحّالون إلى التعامل مع الأمراض بمجهوداتهم الذاتية.
طالب أيمن حبيب، الحكومة بالاهتمام بتلك الصناعة وتطويرها، إضافة إلى توجيه مديرية الطب البيطري بالتعاون مع النحالين، وتوفير العلاج اللازم لأمراض النحل، وتوفير الأمصال والأدوية المطلوبة، وتنشيط دور الإرشاد الزراعي وأجهزة الرقابة على المبيدات القاتلة للنحل.
من جانبه أكد الدكتور عصام حسين، وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية، أنه يجري بحث حلول لمواجهة المشاكل التي تواجه النحالين بالمحافظة، مشيرًا أن المبيدات الزراعية التي تقضي على أسراب النحل مشكلة كبيرة، ولا يمكن مواجهتها إلا بالتنسيق والتعاون بين أصحاب الشركات الزراعية والفلاحين والناحلين فيم بينهم.
من جانبه أكد الدكتور علاء عبدالحليم، محافظ القليوبية، أن صناعة العسل بالمحافظة وخاصة بمدينة بنها أمر يدعو للفخر، مشيرًا إلى أنه سعيد بالتاريخ المميز الذي يميز صناعة العسل بمدينة بنها.
وأضاف المحافظ أنه وجّه مسئولي مديريتي الزراعة والطب البيطري بالمحافظة، ببحث مشاكل "النحالين"، والتعامل معها وإيجاد حلول فورية لها، مشيرًا إلى أنه سيجري وضعها على خريطة التطوير.
فيديو قد يعجبك: