لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين الحاجة والرغبة.. هكذا يتعامل أهالي الشرقية مع ارتفاع الأسعار

07:55 م الجمعة 27 ديسمبر 2024

سوق الخضار - أرشيفية

الشرقية -ياسمين عزت:

تحت وطأة الغلاء المتصاعد، يكافح المواطنون في قرى محافظة الشرقية، لتلبية احتياجاتهم الأساسية، حيث تتضاءل دخولهم أمام ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فمن معاشات ضئيلة وأعمال يومية شاقة، إلى دروس خصوصية مكلفة وأسعار مواد غذائية مرتفعة، يعيش الأهالي حالة من القلق والتعب، بينما يحلم الشباب بتحقيق أحلامهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

وتقول "عايدة محمد" في حديث خاص لـ"مصراوي"، إنها تعيش رفقة ابنتها المطلقة وحفيدتها الطفلة في إحدي قرى محافظة الشرقية، وتحصل على معاش زوجها الضئيل، كما أن ابنتها تعمل بائعة بأحد محلات الملابس التجارية، وحصيلة دخلهما لا تكفِ بسبب متطلبات إيجار المسكن، وفواتير الغاز والكهرباء، والمواصلات اليومية من وإلى عمل الابنة، فضلا عن نفقات الطعام والشراب، كما أنهم في حاجة لتغطية احتياجات الطفلة الصغيرة الاساسية من ملابس ومصروفات مدارس ودروس خصوصية، مضيفة:"أنا مريضة سكر وقلب وبحاجة لأدوية شهرية، وأصبحت انتظر مساعدات البعض لتوفير الأدوية لي بعدما عجزت عن توفيرها تماما، فكل مصادر الدخل تكفي بالكاد الطعام والشراب".

وفي السياق ذاته، تقوم "سمر السيد"، ربة منزل فى الشرقية، إن زوجها يعمل باليومية تارة بالأجر اليومي وأحيانا يتجول لبيع مواد غذائية للأطفال بالشوارع كحمص الشام أو غزل البنات وأحيانا لعب أطفال، ولديهم 4 أبناء في مراحل الثانوية، والإعدادية والابتدائية، مؤكدة أنهم يدفعون قيمة الدروس لأبنائهم شهريا بمبلغ 4 آلاف جنيه، معلقة: "كل همنا ندفع الدروس لأجل الولاد يتعلموا وياخدوا شهاداتهم، وبعد كدا نفكر في الأكل وبنجيب أقل الاحتياجات لأجل ما نمدش إيدينا لحد، ولو ولد مرض بنمشيها ببرشامة من الصيدلية عشان نلم حالنا".

أما عن "وليد محمد" شاب أنهى دراسته الجامعية، ويعمل بإحدي شركات القطاع الخاص بمدينة العاشر من رمضان، فيؤكد أنه يعمل عملا إضافيا في أحد المحلات التجاريه "سوبر ماركت" في ساعات المساء، مضيفًا: "بشتغل الصبح وبالليل وبنام 4 ساعات في اليوم، وبسعى لتوفير جزء من دخلي لاستطيع الزواج من بنت الحلال وأكون أسرة.. مش عارف بعد تخرجي ب4 سنوات من كلية التجارة والشغل صبح وليل هقدر أسد في مساعدة والدتي، وإني أحقق أمنيتي وأقدر افتح بيت لي، ولا نفسي هيتقطع مع ارتفاع الأسعار وأقدر ابني شقة في بيت أبويا أو حتى أجرها".

ومن جانبها تتحدث "ي- ع"، عن تجربتها مع التضخم، موضحة أنها اعتادت منذ أول طفل أنجبته وحصيلة الأبناء 3، بإلحاقهم بمدارس خاصة لغات، حيث يعمل زوجها مهندسا بالمملكة السعودية العربية وإلى حد كبير ميسور الحال، وتوضح أن زوجها الابن الأكبر لوالديه ومتكفل بالانفاق عليهما ويساعد في تجهيز شقيقاته الفتيات للزواج، وبسبب زيادة الأعباء عليه جراء ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، قرر إلحاق أبنائه بمدارس حكومية وتخفيض مستوى المعيشة والاستغناء عن أمور كانت بمثابة احتياجات أولية لا غنى عنها بالنسبة لطبيعة حياتهم واعتبارها ترفيهية، والتركيز على توفير السلع الغذائية والأدوية وملابس الأبناء وتعليمهم.

ويشير محمد كاظم شاب في منتصف العشرينات، إلى أنه يبحث عن عروس لتكوين أسرة إلا أن أسعار الذهب تعد عائقا ضمن قائمة الأسعار الباهظة التي تعيق إقباله على الزواج، مضيفًا: "أنا شاب نفسي اتجوز ودي خطوة مهمة، لكن في الوقت الحالي أصبح الزواج لمن استطاع إليه سبيلا، هجيب شبكة وأجهز شقة ونفقات أخرى على هدايا العروس، وغير مصروفاتي اليومية ومساعدتي في بيت والدي ولو بأقل القليل، كل هذه البنود من التكاليف والمصاريف تؤخر الزواج إلى أجل غير مسمى، إذ أن كل حصيلة الدخل الشهري لا تكفي حتى نهاية الشهر".

ومن جانبه يقول عبد الصمد موافي، موظف، إن له أبناء بالجامعة والمراحل التعليمية المختلفة لم يعد راتبه يكفي لكل احتياجات الأسرة، ولهذا قرر فتح مشروع لبيع المواد الغذائية والعلافة ببيت،ه كما دفع أبنائه للعمل بجانب الدراسة ليتحمل كل منهم مصاريفه الشخصية كالمواصلات التي ارتفع سعرها هي الآخرى وأصبحت ميزانية وعبء كبير، مضيفًا: "بقينا نشتري اللحمة أو الفراخ أو الفاكهة كل فترة بعيدة، ولو طبخناها بنطبخ نص كمية زمان المهم ندوقها، والفاكهة بنشتريها في المناسبات والأهم نوفر الأكل الأساسي.

أما "مي محمود"، شابة تعمل موظفة بأحد البنوك ومتزوجة ولديها طفلين، تشير إلى أنها في السابق كانت حصيلة راتبها تدخرها دون حاجة إليها مكتفيين براتب زوجها الذي يعمل مهندسا مدنيا، إلا أنه مع الوقت ومع ارتفاع الأسعار احتاجت راتبها لسد احتياجات الأسرة، وأصبح إجمالي الدخل يكفي بالكاد احتياجات 4 أفراد، وتضيف: "أنها تقيم في شقة تمليك وهذا يوفر مبلغ كبير، إلا أن الدخل لا يصمد حتى نهاية الشهر".

وتقول "شادية إبراهيم"، ربة منزل، أن توفير الطعام أصبح أمرا صعبا، لافتة إلى أنها تتسوق أسبوعيا من سوق المدينة وتشتري احتياجاتها من الخضروات، مؤكدة أن 500 جنيه لا تكفي لشراء مستلزمات الأسبوع من الخضروات والبقوليات دون لحوم أو أسماك، مضيفة:"بقيت اشتري عدس وفول بدل اللحمة، ويا ريتهم سعرهم معقول، حتى الجبنة القريش مش قادرين نشتريها، ودلوقتي بقول للولاد متملوش معدتكم عشان الأكل يكفي".

وتروي "نهلة محمد" الموظفة بإحدي مديريات محافظة الشرقية، تجربتها مع غلاء الأسعار قائلة: "نجحت في شراء سيارة للتحرك بها وتأدية المشاوير الخاصة وجاءت بعد صبر وعناء كبيرين، إلا أنني اضطرت مؤخرا لركن السيارة والاعتماد على المواصلات العامة، بسبب ارتفاع أسعار البنزين والوقود إذ أن المواصلات العامة رغم ارتفاعها إلا أنها أوفر نسبيا"، كما تشير إلى أن أسطوانة غاز البتوجاز التي تخطت 170 جنيها لا تكفي أسبوعا للطهي لأسرتها المكونة من 5 أفراد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان