إعلان

"مكرم المنياوي".. القبطي الذي أحب الرسول وأبدع في مدحه

11:28 ص الإثنين 16 أبريل 2018

المنيا – محمد المواجدي:

لم تمنعه ديانته المسيحية، من أن يكون الأشهر بين مدّاحي الرسول محمد "ص"، على مدار 54 عامًا، عُني فيها بالسيرة النبوية التي حفظها، وأحبها، وترك بسببها مهنة والده "الخياطة".

قبل 54 عامًا من كتابة هذه السطور، قرّر مكرم جبرائيل غالي، صاحب الـ17 سنة، ابن قرية بني أحمد الشرقية في مُحافظة المنيا، ألّا يعيش في جلباب والده، فترك مهنة "الخياطة"، التي ورثها عن والده وأجداده، وتفرّغ ليكون ضمن الحضور الدائمين لمدّاحي الرسول "ص"، داخل قُرى المُحافظة، حتى حفظ ما يقولونه من مديح، وانضم إلى أحد الفرق، ليحجز مكان له بينهم، وتعالت أصوات مديحه عبر مُكبرات يمسكها بيده التي تحمل "الصليب".

عبدالرازق العربي، كان أحد المداحين الذي أحبهم "مكرم" واقتدى به، وعمل بالقرب منه، حتى أقنعه بالعمل معه في فرقته، التي كانت الأشهر وقتها، وبدأ يُردد ما حفظه من أصحاب الموّال، والمدّاحين، وبمرور الوقت، كان له كلماته التي يؤلفها ويغنيها، في حب الرسول محمد "ص"، و"آل البيت".

بدأ طريقه في التأليف بموّال "الزمن" عام 1967، لكن الموّال الذي تسبب في شهرته كان موّال "قصة أولاد جاد المولى وأولاد لملوم"، والتي تحكي صراع العائلتين على الفوز بالانتخابات.

وذاع صيته داخل قُرى المنيا، ومحافظات الصعيد، والجمهورية كافة، وعُرف بين جمهوره من المحافظات الأخرى بــ"مكرم المنياوي".

كان لـ"مدّاح الرسول"، طقوسًا خاصة في إحياء حفلاته، أهمها عدم وجود أية عروض لراقصات، وأن يكون يوم حفلته خاصًا به فقط، إضافًة إلى البداية بالمديح في الرسول محمد "ص"، ثم النبي عيسى عليه السلام، والسيدة العذراء، وبعدها المديح في "آل بيت رسول الله"، ويختتم بالموّال الشعبي.

اجتهد "المنياوي" لكي لا تكون ديانته "المسيحية" عائقًا له أمام تقدّمه كمدّاح للرسول "ص"، فدرس السيرة النبوية كاملة، وحفظ آيات عديدة من القرآن الكريم، وأوقف حفلاته خلال شهر رمضان، وكان يصوم أول 10 أيام منه ويُفطر مع أصدقائه من المسلمين.

وقال هاني، نجل "المنياوي"، إنّ والده كان لا يُفضل الحديث في السياسة، أو الغناء فيها، كما أنّه كان غاضبًا من كافة المسؤولين لعدم تكريمه، رغم شهرته بين محافظات مصر، والعديد من الدول الأخرى، التي كرّمته.

وأضاف أنّ آخر أعمال والده الفنية كانت كليب بعنوان "يا دار قوليلي"، وآخر حفلة أقامها كانت داخل إحدى قرى مركز أبوقرقاص في المنيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان