الكنيسة الفرنساوي بالإسماعيلية تحفة معمارية أوروبية بنيت في ظلال ملحمة قناة السويس (صور)
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
الإسماعيلية – أميرة يوسف:
في قلب مدينة الإسماعيلية، حيث يلتقي نسيم قناة السويس مع عبق التاريخ، تقف الكنيسة الفرنساوي شامخة كرمز يعكس حكايات العصور الماضية.
بمجرد أن تمر بجانبها، تأسر هندستها المعمارية المهيبة عينيك، وتروي قصصًا عن التنوع الثقافي والتعايش بين المجتمعات المختلفة. تعود أصول الكنيسة الفرنساوي إلى أواخر القرن التاسع عشر، حينما كانت الإسماعيلية تشهد ازدهارًا كبيرًا مع بناء قناة السويس.
استقطبت المدينة مئات المهندسين والعمال من مختلف أنحاء العالم، خاصة الفرنسيين، الذين ساهموا في إنجاز هذا المشروع التاريخي. هنا نشأت فكرة بناء كنيسة تخدم المجتمع المسيحي الفرنسي، ليجدوا فيها موئلًا روحيًا يعبرون فيه عن إيمانهم وسط بيئة غنية بالاختلافات الثقافية.
لعب المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس دورًا بارزًا في دعم إنشاء الكنيسة، حيث لجأ إلى الرهبان الفرنسيسكان ليكونوا مرشدين روحيين ووعاظًا للجالية المسيحية، لاسيما لطائفتي الأرمن والكاثوليك. بنيت الكنيسة على الطراز الأوروبي القوطي، المزين بالتفاصيل الدقيقة والزخارف الرائعة. نوافذها الزجاجية الملونة تحكي قصصًا مستوحاة من الإنجيل، وتتراقص ألوانها مع أشعة الشمس لتخلق مشهدًا ساحرًا يبعث على الرهبة والسكينة.
مع تزايد أعداد المصلين، أصبح من الضروري توسيع الكنيسة. وبعد عدة محاولات غير ناجحة، تقرر بناء مبنى جديد في موقع استراتيجي عند تقاطع شارعي أحمد عرابي وسعد زغلول.
بدأت أعمال البناء في 23 ديسمبر 1924، واستغرقت خمس سنوات من العمل المتواصل. افتتحت الكنيسة الجديدة أبوابها في 16 يناير 1929، وأقيم أول قداس احتفالي في 9 فبراير 1930 بحضور المطران ورؤساء الأساقفة، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس. كان الافتتاح لحظة مهيبة أضفت على الكنيسة طابعًا مقدسًا وتاريخيًا.
لكن الكنيسة مرّت بلحظات مأساوية يوم 25 يونيو 1865، عندما اجتاح فيضان كبير المدينة، مما أسفر عن وفاة 40 شخصًا من جنسيات مختلفة بينهم فرنسيون وإيطاليون ونمساويون. ورغم هذه المأساة، استطاعت الكنيسة أن تنهض وتواصل رسالتها بفضل إصرار المجتمع.
في البداية، كانت الكنيسة تخدم طائفتي الكاثوليك والأقباط، وكانت الصلوات تقام باللاتينية والفرنسية، نظرًا لوجود جاليات أجنبية كبيرة. ومع مغادرة تلك الجاليات إثر العدوان الثلاثي في 1956، أصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية للصلوات في الستينات، مما يعكس التحولات الاجتماعية والثقافية في المدينة.
في عام 1987، أصبح المبنى الجديد مقرًا للأقباط الكاثوليك فقط. ومنذ ذلك الحين، تحولت الكنيسة إلى رمز حي للتسامح والتعايش. اليوم، تُعقد فيها الفعاليات الثقافية، وتستقطب الزوار المهتمين بالفن المعماري والتاريخ بفضل تصميمها الفريد وجوها الروحي.
تظل الكنيسة الفرنساوي في الإسماعيلية واحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تعبر عن التفاعل الثقافي بين الشرق والغرب. زيارتها ليست فقط فرصة للتأمل في جمال العمارة، بل أيضًا لاستشعار روح التسامح التي تجسدها جدرانها. إنها حكاية خالدة عن الماضي والحاضر، يرويها التاريخ لكل من يمر بجانبها.
فيديو قد يعجبك: