الإهمال يهدده بالانهيار.. حمام علي بك بجرجا مثال للتطور العمراني العثماني
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
سوهاج – عمار عبد الواحد :
حالة من الإهمال الشديد يعاني منها حمام علي بك "الأثري"، الذي يُعد مثالًا نادرًا على التطور العمراني في العصرين المملوكي والعثماني، من هيئة الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، وفرعها بسوهاج، تُنذر بانهياره، رغم مكاتبات وتقارير مفتشي آثار جرجا بضرورة ترميمه، واحتياج المكان للترميم العاجل لتهدم أجزاء من سقفه، ووجود العديد من الشروخ، والتصدعات بسقفه وجدرانه.
الحمام وتاريخه
أنشأ الحمام في نهاية القرن الـ15 الميلادي، الـ9 الهجري، بمنطقة القيسارية بمدينة جرجا جنوبي محافظة سوهاج، الأمير محمد بن عمر بن عبدالعزيز، المعروف باسم محمد أبوالسنون، وجدده الأمير علي بك الفقاري، وله ثلاثة مداخل، وبه مسلخ، وبيت أول يُستخدم للتطهير قبل أن يذهب المستحم إلى بيت الحرارة، إضافة إلى احتوائه على مغطسان، ومستوقد.
ويعتبر التخطيط العام للحمام على نمط الحمامات المملوكية، حيث يفتح مدخله علي ممر صغير يؤدي إلي المسلخ " المشلح " ثم إلى ممر آخر يؤدي إلى بيت أول يليه بيت "الحرارة"، ويشتمل الحمام على العناصر والوحدات المعمارية المألوفة في الحمامات المملوكية.
ولم تقتصر أهمية حمام علي بك، على النظافة الشخصية، والاستحمام فحسب، وإنما كانت تُجرى فيه الصفقات التجارية، بإمارة جرجا خاصة، وأن المنطقة التي يقع بها الحمام مكان تجاري كبير، كما كان يستخدم الحمام أيضًا في علاج بعض الأمراض المزمنة، والتي منها الروماتيزم والحمى والجزام وغيرها من الأمراض الأخرى وخاصة الجلدية، كما كانت الخاطبة تأتي إلى الحمام لرؤية الفتيات عن قرب وترشيحهن للشباب، كما كان يعقد فيه مؤتمرات وجلسات أشبه بالمؤتمرات السياسية الحالية.
مهدد بالانهيار
رصدت عدسة "مصراوي" ظهور الشروخ والتصدعات الشديدة على كافة جدران الحمام، التي تهدد بنيانه بالانهيار في أي لحظة، خصوصًا في ظل تعرّض المحافظة لأمطار غزيرة وسيول، فضلًا عن تهالك أعمدته الخشبية وسقفه.
تحذيرات وتقارير دون جدوى
وقال أحد مفتشي الآثار بتفتيش آثار جرجا، إن مفتشي الآثار بمنطقة جرجا يكتبون تقريرًا شهريًا، بضرورة ترميم حمام علي بك، ويرفعونه إلى رؤسائهم بالهيئة بسوهاج، وبدورها ترفعه الهيئة إلى وزارة الآثار لاتخاذ اللازم من أعمال الترميم لحماية المكان من الانهيار.
وأضاف المفتش الذي رفض ذكر اسمه، أن رد الوزارة يأتي دائمًا مخيبًا للآمال، ويقولون بعدم وجود اعتمادات مالية بالوزارة لترميمه، وتحفظ التقارير كلها داخل الأدراج.
وأشار إلى أن تجار منطقة القيسارية التي يقع بها الحمام استخدموه كمخزن لبضاعتهم المختلفة في غياب تام من وزارة الآثار، وحاول المفتشون بهيئة آثار جرجا، منعهم من ذلك، وهددوهم بتحرير محاضر ضدهم، لافتًا إلى أن الآثار الإسلامية بالمحافظة خارج حسابات الوزارة، وبعيدة عن أعين المسؤولين.
مثالًا على التطور العمراني العثماني
من جانبه قال الدكتور محمد عبد الستار عثمان، نائب رئيس جامعة جنوب الوادي الأسبق، وأستاذ الآثار الإسلامية والقبطية المتفرغ إن الحمّام يُعد من الحمامات النادرة الباقية في الأقاليم، ومثالاً رائعاً للعمائر المدنية التي تؤدي أغراضًا صحية واجتماعية.
وأضاف "عثمان" أنه يجب الحفاظ على الحمام، وترميمه لأنه شاهد أثري جيد على ما وصلت إليه مدينة جرجا من ذروة التطور العمراني في العصر العثماني.
توقف الترميم منذ ثورة يناير
من جانبه قال طارق عبد الفتاح، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بسوهاج، في تصريحات خاصة لــ"مصراوي" إننا نرفع تقارير بصفة دورية لهيئة الآثار الإسلامية والقبطية بالقاهرة بمدى احتياج حمام على بك للترميم، والخطورة التي تحدق به في حالة تعرض المحافظة لأمطار شديدة أو سيول لكن دون جدوى، موضحًا أنه منذ ثورة 25 يناير 2011 لم يجري ترميم أيٍ من الآثار الإسلامية في سوهاج.
وأشار "عبدالفتاح" إلى مخاطبة هيئة الآثار بالقاهرة، لتوفير مادة أشبه بالبلاستيكية لطلاء قباب وأسطح، وسقف الحمام لمنع تأثره بعوامل الجو المختلفة، والحفاظ عليه بقدر المستطاع، لكن لم يجري توفيرها حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: