بحيرة قارون من الموت إلى الحياة.. والسر في الجمبري
-
عرض 2 صورة
-
عرض 2 صورة
الفيوم – حسين فتحي :
منذ أكثر 30 عامًا وبحيرة قارون في الفيوم, تعاني من ارتفاع نسبة الملوحة، ما أدى إلى تقلص الثروة السمكية, وتحويلها إلى بحيرة شبه ميتة.
تشتد ملوحة البحيرة بسبب صب مياه الصرف الصحي والصناعي إلى الترع التي تصب فيها، ما دفع أجهزة الدولة مؤخرًا إلى إعادة النظر للبحيرة التي تجمّع حولها المصريون منذ آلاف السنين، وكانت سرًا للحياة على أرض الفيوم.
مع موات البحيرة وأحيائها المائية المختلفة، دفعت أجهزة الدولة ببرنامج لتنقيتها، وتطويرها، وإعادة إحيائها قبل تحولها إلى بحيرة ميتة، بإلقاء زريعة أسماك وجمبري سليمة بها، لتجديد دورة الحياة بها، فهل يعيد الجمبري الحياة إلى بحيرة قارون؟
عربي الشورة، صياد، قال إن شدة الملوحة التي أصابت بحيرة قارون السنوات الأخيرة، بدأت منذ الثمانينيات، حيث تعرضت أسماك البلطي والبوري وسمك موسى إلى ما يشبه الانقراض من البحيرة، ما دفع الصيادين إلى هجرة المنطقة، والعمل في البحر المتوسط أو الأحمر أوبحيرة ناصر، ما عرّض كثير منهم لخطر الموت.
وأشار "الشورة" إلى أن رائحة أسماك بحيرة قارون التي كانت تفوح من المياه بنسمات الحياة، تحوّلت إلى رائحة "مياه الصرف الصحي"، التي قضت على الأحياء المائية، التي كان يعيش عليها أغلب سكان قرى ساحل "قارون"، وكانت تساهم في تحسين مستواهم الاقتصادي.
من جهته قال اللواء أشرف عزيز، عضو البرلمان عن محافظة الفيوم, إن بحيرة قارون كانت تعاني من قلة الضمير, خاصة لدى الجهات التي تُشرف على إنقاذها, وللأسف كان هدفها تدميرها، وليس تنميتها, خاصة أن أنواع الزريّعة من الأسماك والجمبري كانت تأتي مصابة، ويتم إلقاؤها داخل البحيرة، ما تسبب في انتشار بعض الحشرات قاتلة الأسماك, خاصة البلطي.
وأضاف "عزيز" في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" إنه جرى التواصل مع معهد البحار, وهيئة الثروة السمكية, حيث تم التأكد تمامًا من سلامة الزريعة قبل إلقائها في مياه البحيرة, وخلوها من الأمراض، ما سيُعيد الحياة المائية للبحيرة, خاصة الجميري الذي يتحمل درجة ملوحة عالية, بالمقارنة بأنواع الأسماك الأخرى .
أما الدكتور عبداللطيف الكردي، رئيس شركة الفيوم لاستخراج الأملاح "أميسال" فرأى أن أسباب زيادة نسبة الملوحة في البحيرة يرجع لزيادة نسبة الأراضي المستصلحة بأطراف منخفض الفيوم، وهي أراضٍ صحراوية تزيد فيها نسبة الملوحة عن الأراضي الزراعية ذات التربة الطينية، بالإضافة إلى خلط مياه الري بمياه الصرف لاستزراع أراضٍ جديدة خاصة بعد تقنين كمية المياه الواردة للفيوم.
وأضاف "الكردي" "كذلك الزيادة في استخدام الأسمدة والمخصبات ومواد معالجة التربة إضافة إلى الازدياد النسبي في ملوحة الأراضي الزراعية نتيجة توالي عمليات الاستزراع ومحدودية نسبة معالجة التربة، ووقوع أراضي المحافظة في نظام شبه مغلق ليس له متنفس, وارتفاع معدلات درجات الحرارة، ما أدّى إلى زيادة البخر بالبحيرة لوقوعها في جنوب مصر، وتحت سطح البحر بحوالي 75 مترًا .
وأكد الدكتور الكردي, أن شركة الأملاح ساعدت وبشكل كبير على بقاء الأحياء المائية داخل البحيرة بعد أن قللت نسبة الملوحة، وأصبحت الشركة هي المنقذ الوحيد لمياه أقدم البحيرات الطبيعية في العالم, خاصة أنها كادت تتحول إلى بحيرة ميتة بعد وصول نسبة الملوحة إلى 38 جرامًا في اللتر .
بينما أكد اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، الانتهاء من مرحلة إزالة التلوث من بحيرة قارون بتكلفة 13 مليون جنيه، والتي تشمل إنشاء قناة كحزام آمن بطول 10 كيلومترات، و8 فلاتر زلطية لترسيب المخلفات الصلبة.
يشمل التطوير رفع المخلفات العضوية وعمل حزام آمن بطول 4 كيلومترات، ومحطات معالجة لتحسين جودة وخصائص المياه بالبحيرة، وقامت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية بتنفيذ المشروع.
تهدف أعمال التطوير إلى تنقية وتقليل نسبة الملوثات الصلبة والملوحة بمياه البحيرة لإحياء الحياة المائية فيها، ما يعود بالنفع على صيادي المنطقة، وزيادة الإنتاج السمكي بها.
وأشار "سعد" إلى أنه سيجري أثناء فترة بسيطة اصطياد كميات كبيرة من الجمبري، وبيعه للمواطنين، خاصة أنه جرى إلقاء 10 ملايين زريعة جمبري من النوع الذي يتحمّل درجة الملوحة العالية
فيديو قد يعجبك: