إعلان

بالصور- بدلا من الحلوى.. المولد النبوي في الإسكندرية "شربات بالموز"

06:56 م الثلاثاء 20 نوفمبر 2018

الإسكندرية – محمد البدري:

مختلفة هي دائمًا لها لونها الخاص، وطابعها الساحر، إذا اعتدت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشراء وتناول الحلوى المعروفة، وأردت زيارة عروس البحر المتوسط في هذا اليوم فعليك تغيير قناعاتك، فالمولد في الإسكندرية "شربات بالموز".

هنا على الكورنيش وفي الشوارع العمومية في المناطق الجديدة، والأزقة القديمة، يوزع السكندريون الشربات بالموز على المارة احتفالا بالمولد النبوي الشريف، عادة متوارثة لأهالي المدينة الساحرة.

"غني فقير لا يوجد فرق"

رغم اختلاف المناطق والأحياء من حيث تنوع الطبقات الاجتماعية والثقافية إلا أن عادة توزيع الشربات تفرض نفسها بقوة في ذكرى المولد النبوي الشريف، فهي ليست حكرًا على أشخاص بعينهم ولا يشترط أن تملك الكثير من المال للقيام بها، فقط يكفيك شراء بضع زجاجات من الشربات المركز، وإضافة ما يناسب مقدرتك من فاكهة الموز لمشاركة من لاتعرفهم فرحة مولد النبي الكريم.

في منطقة الورديان غربي الإسكندرية وقف مجموعة من الشباب أمام إحدى الطاولات يقوم كل منهم بدور محدد بدءا من تقطيع الفاكهة وتحضير الشربات وملء الأكواب وصولا إلى عملية التوزيع على كل شخص يمر بجوارهم سواء كان مترجلا أو مستقلا مواصلة عامة أو خاصة، بجانب قيام البعض بتوزيع الحلوى المجانية على الأطفال.

العادة الموروثة لا تقتصر أيضا على كبار السن فالصغار لهم نصيب كبير منها إذ لم تخلو أماكن تجمعاتهم سواء أمام منازلهم أو داخل رياض الأطفال من فرصة الحصول على المشروب .

البسطاء ينشرون السعادة

"ناس بسيطة قررت تنزل الشارع و تعمل اللي تقدر عليه لوجه الله بدون مقابل" هكذا علق خالد محمود أحد من أهالي الورديان قائلا "الخير دايما في مصر الجميلة بناسها الطيبين مهما تغير الزمن والظروف سبب أن مصر محفوظة وروح اهلها هيا تفاصيل صغيرة تجعل أي حد غريب يحب أهلها وناسها ويخلي في أمل إن بلدنا لسة فيها حاجة حلوة".

أصل العادة

لا أحد يعلم تحديدا متى ظهرت تلك العادة في الإسكندرية، هكذا أوضح الدكتور إسلام عاصم، الباحث في التراث السكندري، قائلًا "وفقا للتاريخ العادة معروفة حتى الآن منذ قرابة 200 عام في الوقت الذي كانت فيه الإسكندرية المدينة عاصمة الثقافات العربية والأجنبية."

وأضاف "عاصم" لـ"مصراوي" أن فكرة الاحتفال عموما بذكرى المولد النبوي الشريف بدأت مع العصر الفاطمي في مصر في القرن العاشر الميلادي، أي قبل نحو 1000 عام إلا أن طريقة التعبير عن الاحتفال في الإسكندرية كانت مميزة عن غيرها من المدن.

وأشار إلى أن عادة توزيع الشربات في الاحتفالات القومية كانت تتم في الإسكندرية قبل عشرات السنين ومنها عند استقبال الزعيم سعد زغلول بعد عودته من المنفى، معتبرا أنه من المحتمل أن يكون الأمر بدأ مع أهالي المدينة في الوقت الذي ازدهر فيه تواجد الجاليات الأجنبية والتي كانت تتميز كل منها بمظهر مختلف للاحتفال سواء في مناسباتهم الدينية أو القومية، وهو ما قد يعزز من فكرة لجوء أبناء الإسكندرية لإيجاد وسيلة تميزهم في الاحتفال بمناسباتهم الدينية والعامة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان