لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور والفيديو.. حجارة وحشائش وزريعة أسماك في مخرات السيول بالسويس

06:29 ص الأربعاء 03 أكتوبر 2018

السويس- حسام الدين أحمد:

هطلت الأمطار مبكرًا هذا العام، ونالت السويس قدرًا خفيفًا منها مع الأيام الأولى في فصل الخريف، وسط توقعات بتجدد فرص سقوط الأمطار خلال موسم الشتاء المقبل. بالرغم من ذلك إلا أن مخرات السيول بالمحافظة تملؤها الحجارة والمخلفات، وتغمرها مياه الصرف الصناعي ومياه البحر، ما يجعلها غير جاهزة لاستقبال الأمطار التي تتجمع داخل المدينة وبوديان جبل عتاقة، الأمر الذي يهدد الطرق الرئيسية والمدن السكنية الجديدة بالغرق.

8 مخرات

تضم السويس 8 مخرات للسيول بينها المغطى داخل المدينة، والمتقاطع مع طريق "السويس- القاهرة" وقطاع السخنة. يقول المهندس على خشانة، مدير الري في السويس، إن المحافظة تضم مخرين كبيرين، الأول مخر سيل مدينة السويس، ويبدأ بتجميع مياه الأمطار من المنطقة الخفية لجامعة السويس والمتاخمة لطريق السويس- القاهرة القديم، ويمتد في تجويف صخري أسفل شارع جامعة السويس، وصولاً إلى طريق السويس- القاهرة الجديد.

ويضيف "خشانة"، أن المخر ينحرف شرقًا حتى مدينة التوفيقية، ومنها إلى منطقة عرب المعمل، ويمتد مخر السويس الرئيس شرقا ليقطع طريق السويس- الأدبية، ويصب مياه الأمطار بخليج السويس، قرب منطقة الكبانون.

ويشير مدير الري في السويس، إلى أن مخر سيل وادي العسال يبدأ من طريق السويس- القاهرة، قرب طريق المحاجر بعد الكيلو 109، ويمر بين شركتي مصر إيران للغزل النسيج وبتروجيت، ويقطع طريق "مصر إيران" ليستقبل مياه الأمطار من المصارف الصغيرة الواقعة على الطريق، ويمنع وصول المياه من جبل عتاقة إلى المدن الجديدة غربًا، ثم ينحرف إلى ضاحية عرب المعمل ويصب مياهه في مخر مدينة السويس.

واستطرد "خشانة": "المخران اللذان يمران عبر المدينة تم تغطيتهما مع عمل بيارات صرف للتصريف عليهما، ويقع الجزء المغطى عمق ما بين أربعة إلى خمسة أمتار من سطح الأرض في المناطق السكنية، أما المناطق المكشوفة فهي عبارة عن تجويف صخري".

مزرعة سمكية

اعتمد المسؤولون التنفيذون في السويس على التجويف الصخري الذي يحدد مسار مخر السويس الذي يحمي المدينة، ولم يلاحظوا أن المياه لديها قدرة على نحر الصخر، فأتت مياه السيل من ناحية، وأمواج البحر من ناحية آُخرى على نهاية المخر فأصبح منخفضا عن مستوى سطح البحر.

بمرور الوقت، زاد انخفاض مستوى المخر عن سطح البحر، حتى تحولت المسافة الواقعة بين طريق الأدبية وحتى شاطئ خليج السويس إلى بركة يصل عمقها في بعض المناطق أكثر من متر، ونظرًا لهدوء المياه بتلك المنطقة، فقد لجأت إليها أمهات الأسماك لوضع بيضها خلال أيام الصيف الماضية، بعيدًا عن الأمواج والأسماك الكبيرة التي تتغذى على الأفراخ.

أصبح وجود الأسماك وأحجامها التي يصل بعضها إلى 5 سم إشارة ودليل واضح على انخفاض مستوى المخر عن خليج السويس، وتجدد مياه البحر داخله بصفة مستمرة مع حركة الأمواج، وبات في صورته أشبه بقناه حفرتها الأمواج، ما أفقده دوره في تصريف المياه والتخلص منها في البحر.

الموج يحجز الماء

"المياه لا تمشي في العالي".. مثل شعبي رائج، يذكره سليم عواد، أحد أبناء قبيلة عرب الدبور، ويشير إلى أن ما حدث بنهاية المخر يهدد بغرق منطقة القبيلة، ومدن عدلي منصور، والملك عبد الله المتاخمة لهما، والشركات الواقعة على طريق مصر- إيران.

يضيف "عواد" الذي تجاوز الثلاثين من عمره: "آخر عامين شُهد كميات كبيرة من المياه في مخر وادي العسال، اندفعت إلى مخر السويس". ويرى أنها السبب فيما حدث بنهاية المخر، ويخشى الشاب البدوي أن يتزامن سقوط الأمطار مع الليالي القمرية التي يزداد فيها المد ويرتفع موج البحر.

ويتابع "عواد": "لو الموج عالي مية المطر مش هتصب في البحر والمخرين هيكونوا بركة وإحنا راح نغرق"، ويأمل أن تجري عملية إصلاح سريعة لنهاية المخر، بتعلية مستوى التربة لتصبح أعلى من مستوى البحر، مع تحقيق مستوى انحدار يضمن اندفاع المياه تجاه البحر، وعقب في نهاية حديثه ساخرًا: "المخر له عامين على حاله.. يا ليت يصلحوه أو يحولوه لمزرعة سمك".

صرف صناعي

على مسافة تزيد عن كيلو متر جنوبًا، يقع مخر كهرباء عتاقة، نهايته متاخمة لمحطة الكهرباء التي يحمل اسمها، ذلك المخر لا يجف أبدًا، ففي الصيف يتلقى مياه الصرف الصناعي الناتجة عن عمليات التبريد بالمولدات في محطة الكهرباء، فضلا مياه تبريد وحدات الإنتاج بشركتي النصر للأسمدة والزجاج الدوائي والتي تصل لمخر عتاقة عبر مخر صناعي صغير.

أما في الشتاء تندفع مياه الأمطار محملة بالحصى والروبة من جبل عتاقة، ونتيجة للمياه الموجودة طوال العام، بات المخر تربة خضبه لنمو الحشائش والهيش، وبدلاً من استخدام المعدات لتطهير المخر، تجرى تلك الأعمال يدويًا، بواسطة عمال يستخدمون المنجل، بدلاً من اللوادر، بينما تبقى المخلفات والحصى لتهدد بسد البربخ المار أسفل طريق السويس- الأدبية قبل أن تصل المياه إلى خليج السويس، وما أن ينتهي العمال من قص الحشائش بنهاية المخر، حتى تنمو تلك التي تتغذى على المياه في أوله، فضلاً عن تراكم الحجارة والمخلفات على جانبيه.

المخر الأقل سوءًا

كان مخر شركة السويس للصلب، الذي يبدأ متاخما لطريق المحاجر، أقل سوءًا، فدوره عندما تلقي مياه الأمطار المندفعة من أعلى جبل عتاقة، وتقطع الطريق المخصص للشاحنات المحملة بالمواد المحجرية، ويدفع بها إلى خليج السويس. إلا أن المخر رغم اتساعه وتولي شركة الصلب تطهيره دوما، لكن ذلك لم يمنع تكون الحصى والمخلفات. بينما يرى مسؤولو إدارة الأزمات في المحافظة أن تلك الحصى، لن تمثل عائقًا أمام مياه السيل.

يشترك مع تلك المخرات في حماية المدينة والمنشآت الصناعية والمحاجر، مخر جبل عتاقة والذي شقته المياه عبر آلاف السنين ليظهر لشريان في حضن الجبل، ويلتقي مع طريق المحاجر والكسارات.

ويجمع مخر الجبل مياه السيول في المنطقة المواجهة لميناء الأدبية، داخل حوض كبير أسفل مفارق الأدبية وتمتد منه خطوط تصريف تمتد أسفل أرصفة الميناء حيث يصب في خليج السويس.

من جانبه، وجه اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس إدارة الأزمات والمتابعة الميدانية، بالتواصل مع إدارات الشركات والزامها بالمشاركة في أعمال تطهير المخرات، قبل هطول الأمطار، حرصا على حياة المواطنين والمنشآت الصناعية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان