معهد الكبد بالمنوفية.. مبعث أمل يعاني عجزًا في "ملائكة الرحمة"
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
المنوفية - مروة فاضل:
خلية نحل تعمل في صمت، الجميع يتفانى لتقديم خدمة طبية متميزة، بدءًا من عامل النظافة وحتى عميد المعهد الذي لا يغلق مكتبه أمام أي شخص.. إنه معهد الكبد القومي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، والذي صار بين أكبر المعاهد الطبية في مصر.
ففي الوقت الذي يشكو فيه معظم الأهالي من المستشفيات العامة والحكومية، غير أن معهد الكبد القومي طاقة أمل تشع نورها وسط ظلمة الشكوى من المستشفيات العامة.
أنشئ المعهد عام 1986 على يد الدكتور ياسين عبد الغفار لتقديم خدمة علاجية لأهالي وسط الدلتا وليس المنوفية وحدها، حيث يقصده الآلاف من المحافظات المجاورة للمنوفية، وأصبح مؤسسة لديها اسمها في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، لعلاج أمراض الكبد.
بدأ المعهد كوحدة أبحاث ملحق بكلية الطب، وكان يقتصر على إجراء الأبحاث على مرضى الكبد والدراسات الخاصة بالعلاج، وفي عام 1991جرى إنشاء وحدة مناظير، وعيادة صغيرة، وفي هذا العام أجريت 3 عمليات لزراعة الكبد، نجحت جراحيًّا، ولكن الحالات توفيت بعدها بأسابيع، فيما انتدب الجيل الأول من أطباء معهد الكبد في بعثات خارجية، وعادوا بخبرات كبيرة للاستفادة بها في مجال علاج أمراض الكبد، كانت أنسبها الخبرات اليابانية.
كما يقدم المعهد، أبحاثًا عن أمراض الكبد ومعدل انتشارها وطرق علاجها، وهذه الأبحاث تُمول من جامعة المنوفية وصندوق تنمية البحث العلمي، وبجهود ذاتية من المعهد، إضافة لأبحاث مشتركة مع جامعات خارجية ومشاركات بمؤتمرات علمية داخلية وخارجية، وتقدر الميزانية المخصصة لذلك بملايين الجنيهات، ولذا تتوسع في المعامل لأهمية البحث العلمي لخدمة المرضى، ويقدم المعهد 60% من خدماته وإمكانياته للناحية العلاجية.
ويستقبل حالات من دول عربية منها: "سوريا – الأردن - فلسطين - اليمن – السودان - ليبيا"، حيث بدأ بمبنى صغير من 5 طوابق ليصل إلى مستشفى كبير يضم نحو 365 سريرًا.
استقبل المعهد العام الماضي أكثر من 122 ألف مريض على العيادات الخارجية للكشف عليهم، وبلغ عدد المترددين عليه في استقبال الطوارئ 11600 مريض، بينما جرى استقبال 20 ألف مريض بمختلف الأقسام وإجراء 426464 تحليلاً و21690 عملية منظار، كما جرى استقبال 2500 مريض بوحدة زراعة الكبد للفحص و4200 بالعناية المركزة، و680 طفلاً بالحضانات، كما أجريت 12598 أشعة عادية، و21 ألف أشعة تليفزيونية، و19 ألف مقطعية، و1890 رنين مغناطيسي، و680 مسحًا ذريًّا، و7530 أشعة تداخلية، و3690 قسطرة تشخيصية، إلى جانب إجراء 718 عملية جراحية كبرى ومتوسطة.
وبلغت عمليات زراعة الكبد بالمعهد 379 حالة زراعة، منهم 302 للكبار و77 للأطفال، ويتم زراعة الكبد للأطفال بالمجان.
وداخل جولة بالمعهد يقول محمود العمدة، مريض كبد، إنه يتردد على المعهد منذ 10 سنوات، وكان الوضع يختلف كثيرًا، حيث كنا ننتظر بالساعات والأيام للحصول على العلاج بسبب التكدس الشديد من المرضى، والتي كانت تصل للمبيت أمام بوابات المعهد، ولكن اختلف الحال تمامًا، حيث أصبح للمريض ملف إلكتروني يشمل جميع الأشعة والتحاليل والمتابعة من خلال كارت تعريفي، ويتم ذلك خلال ساعات قليلة دون الانتظار لأيام للحصول على العلاج.
ويتابع، محمد موسي، مريض كبد، أن الخدمة المقدمة والتعامل جيدان بالمعهد، ولكن الأزمة في أن المريض يتكلف شراء بعض المستلزمات الطبية من الخارج والمستخدمة في الحقن الحراري، حيث يوفر المعهد الحقنة، ولكن يشتري المريض جهازًا يستخدم في الحقن يصل إلى 1500 جنيه، وذلك بعد ارتفاع الأسعار.
وفي نفس السياق، قال الدكتور هشام عبد الدايم عميد المعهد، إن دورهم لا يقتصر على تقديم العلاج فقط، ولكن يمتد دوره في أنه مركز علاجي بحثي يصدر أبحاثًا علمية ودوريات عالية الجودة تنشر في مجلات عالمية، إلى جانب دوره الأكاديمي في منح شهادات الماجستير والدكتوراه في مجال أمراض الكبد بالأقسام الـ 9 بنظام الساعات المعتمدة.
وأكد عبد الدايم، أن المستشفى الجديد قضى علي قوائم الانتظار، ولكن هناك بعض الحالات التي يجري تأخيرها لإنهاء إجراءات إدارية مثل: إنهاء أوراق نفقة الدولة أو التأمين الصحي الخاصة بتحمل نفقات العلاج أو إجراءات علاجية، مثل التحاليل والإشاعات، وخاصة في عمليات زراعة الكبد، حيث يتم عمل فحوصات شاملة للمريض وللمتبرع قبل أن يتم إجراء العملية.
وتابع: "المعهد يعمل بنحو 80% من طاقته ويوجد عجز في التمريض بنحو 15%، وهي أزمة كبرى في المعهد بجانب الأزمة المالية بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية، حيث يحتاج المعهد إلى اعتمادات ضخمة بسبب ارتفاع سعر الدواء"، قائلا: "بنتصرف وإحنا مزنوقين، ونادرًا ما نرد مريض بالكبد".
وأضاف، أن المعهد شهد إجراء نحو 1000 عملية كبرى في مجال زراعة الكبد والأورام وعددًا ضخمًا من العمليات الصغيرة، حيث يحتوي المعهد على 8 غرف عمليات مجهزة بأحدث التجهيزات على مستوى العالم، ولا يوجد مثلها بالشرق الأوسط سوى بدولة الإمارات، بالإضافة الى غرفتين بنظام الكبسولة الكاملة، و3 غرف نصف كبسولة، مشيرًا إلى أن مريض زراعة الكبد في الأطفال لا يدفع مليما واحدا وعملية الكبار بمتوسط 30 ألف جنيه.
وأشار عبد الدايم، الى أنه منذ عام 2014، بدأ العمل في المبنى الجديد للمعهد، حيث تمت مضاعفة عدد الأسرّة إلى 365 سريرًا، السرير الواحد يتكلف يوميًا نحو 1500 جنيه، وسرير الرعاية المركزة تصل تكلفته اليومية إلى نحو 5 آلاف جنيه.
وعلى الجانب الآخر، اشتكى عدد من الممرضين من الضغط الشديد عليهم، حيث يعاني المعهد من عجز التمريض، لا سيما بعد فتح أقسام جديدة، لذا فهناك عبء كبير على الموجودين في أعمال النوبتجيات بالأقسام المختلفة، حيث يضطر بعضهم إلى التواجد 24 ساعة بالمعهد، حيث لم يشهد المعهد أي زيادة للتمريض منذ سنوات، بالرغم من مخاطبة الجامعة توفير الأعداد اللازمة، ولكن دون جدوى.
فيديو قد يعجبك: