بالفيديو والصور.. الحشائش الضارة قنبلة موقوتة بـمعبد الكرنك.. و"الآثار": السبب قلة الموارد

الأقصر – محمد محروس:
رغم أن الحشائش المحيطة بالسور الخلفي لمعابد الكرنك بمدينة الأقصر تسببت في اشتعال الحرائق لعشرات المرات، غير أن ذلك لم يكن كافيًا ليدفع المسئولين لاتخاذ ما يلزم لإزالة هذه الحشائش، حفاظًا على الآثار في أهم وأكبر موقع أثري في العالم.

وتنتشر حشائش الحلفا والعاقول بشكل لا يمثّل خطرًا فقط على الآثار والمنازل المجاورة للمعبد، وإنما تعطي انطباعًا وصورة سيئة عن السياحة ووضع الآثار التي تعود لآلاف السنين في مصر، فالحشائش منتشرة بشكل مقزز يؤذي العين ويشوّه الصورة الجميلة..

يقول محمود أبو الحمد، أحد أهالي منطقة الكرنك: "إن الحشائش المنتشرة في محيط معبد الكرنك أدت لاشتعال العديد من الحرائق خلال السنوات الماضية، وكانت الجهات المعنية تكتفي بإطفاء الحريق دون اتخاذ أي إجراء مناسب لإزالة هذه الحشائش وتجنب تكرار مثل هذه الحرائق".

وأضاف أبو الحمد: "هذه الحشائش لا تمثل خطرًا على المعبد فحسب؛ وإنما تهدد منازل المواطنين المحيطة بالمعبد إذا ما شب حريق فيها، فالحرائق عادة ما تنشب لأتفه الأسباب، وفي المرة الأخيرة كان سبب الحريق عُقب سيجارة ألقاه أحد المارة وسط الحشائش".

من جهته، قال حسن عبدالجواد، أحد أهالي المنطقة: "إن الكوارث التي قد تسببها هذه الحشائش لا تكمن فقط في الحرائق، وإنما أيضًا العقارب والثعابين التي تعيش وسط هذه الحشائش تمثّل تهديدًا للسكان خلف المعبد، فضلا عن السياح الزائرين.

ويضيف حسين عبد الرحيم، أحد الأهالي، أن هذه الحشائش مليئة بالمخلفات والقمامة وترتع فيها الزواحف بشكل مخيف تهدد مئات الأسر المجاورة للمعبد.

من جانبه، قال أمين عمار مدير آثار الكرنك: "إن حشائش الحلفا والعاقول من الحشائش التي تنمو وتنتشر بصورة شيطانية يصعب السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن منطقة آثار الكرنك تسخّر كل إمكانياتها المتاحة للقضاء على هذه الحشائش التي تنتشر في نحو 200 فدان تابعة لمعابد الكرنك".

وأضاف عمار: "استخدمنا المبيدات كثيرًا للقضاء على الحشائش، ولكن المبيدات تقتل أطراف الحشائش فقط ولا تصل للجذور، فتنمو الحشائش مرة أخرى".

وأكد أن قلة الموارد المالية ونقص العمال التي يعاني منها المعبد، منذ ثورة 25 يناير، بسبب تراجع أعداد السياح، كان عائقًا كذلك أمام القضاء على هذه الحشائش.