لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''نازلي''.. ملكة هزت عرش مصر

08:23 م الثلاثاء 25 يونيو 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

قليل من يعلم تفاصيل حياتها؛ فهي فقط ''الملكة'' و''زوجة الملك'' وأم الملك والإمبراطورة''، وهي التي احتفظت بالعرش لإبنها حتى لا يستولى عليه ''البرنس الوصي على العرش''، وكلفها الأمر استصدار ''فتوى أزهرية''، إلا أنها سببت لهذا الملك متاعب كثيرة كانت ''مسمار النعش'' في عرشه، وبعد هتاف الجماهير ''يحيا الملك'' صار الهتاف ''يا فاروق يا أنتيكا.. هات أمك من أمريكا''.

25 يونيو.. هو ذكرى ميلاد ''الملكة نازلي''، أحد ملكات مصر في العهد الحديث، ''نازلي عبد الرحيم صبري'' المولودة بضاحية ''سان ستيفانو - الإسكندرية'' في 1894، والدها ''عبد الرحيم باشا صبري'' ناظر الزراعة ومدير المنوفية، وجدها لأمها ''سليمان باشا الفرنساوي'' أبو القانون المصري.

تربت ''نازلي'' بمنزل والدها بحي ''عابدين'' قبل الانتقال لقصر كبير بالدقي، وكانت أسرتها على صلة قوية بزعيم الأمة ''سعد باشا زغلول'' وحرمه ''صفية هانم''، ومن خلال هذه العلاقاة رآها ''السلطان فؤاد''، وأعجب بالفتاة التي تصغره بعشرين عامًا وتزوجها في 1919، لتجد ''الشابة نازلي ذات الـ25 عامًا'' نفسها محاصرة في قفص ذهبي، وأمام ''ملك'' يغار عليها بجنون، ووسط ''حاشية'' متسلطة تتزعمها ''الأميرة نعمت الله'' أخت زوجها الملك.

في 1920 ولد ''الفاروق'' ولي العهد، و بعده بعام ولدت ''الجميلة فوزية''، ثم ولدت ''فايزة وفايقة وفتحية''، وحظيت ''نازلي'' بدرجة بالغة من اهتمام ''الملك فؤاد''، وكانت أول واجهة لملكة مصرية تظهر على الصحف والمجلات تتحدث في ثقة وبلغات أجنبية مع الوفود الزائرة، واستطاعت ''نازلي'' الإلمام بشئون الحكم وكيفية إدارة ''القصر والدولة''.

في 1935 أُرسل ''الفاروق - أمير الصعيد'' في بعثة إلى ''انجلترا'' لاستكمال دراسته هناك، وكان رائد الملك ورئيس البعثة هو ''أحمد باشا حسنين''، زوج ابنة طليقة الملك السابقة ''الأميرة شيوه كار''، وكانت على اتصال به للتعرف على أخبار ''فاروق''، و بعد مرض ''الملك فؤاد'' ووفاته في 1936، جاء ''فاروق'' دون استكمال تعليمه ليكون ''ملكًا'' تحت إشراف مجلس وصاية يترأسه ''البرنس محمد علي توفيق'' الطامع في الحكم.

للمرة الأولى ظهرت سلطة ''نازلي''، واستصدرت فتوى من ''شيخ الأزهر الإمام المراغي'' بجواز تولي ''الفاروق'' للحكم، وهو ذو ''16 عامًا هجرية''؛ حيث كان الدستور المصري يعتمد التقويم الهجري، وبذلك لم تدم سلطة ''البرنس الوصي'' لأكثر من شهور.

جاء ''الفاروق'' ملكًا وعيّن ''أحمد باشا حسنين'' رئيسًا للديوان لثقته الكبيرة به، واستطاع ''حسنين باشا'' و''الملكة نازلي'' معاونة الملك بشكل كبير في الإمساك بخيوط الدفة، إلا أن في هذه الفترة زاد شوق ''الملكة الأم'' لتعويض سنوت عمرها الضائعة مع ''الملك فؤاد''.

سهرات ورقص في ''مينا هاوس'' ورفع تكليف بينها وبين ''التشريفاتية''.. كان أهم ما تنشره عنها ''صحافة الوشاية'' حينها، وعلم ''الملك'' بعلاقتها مع ''حسنين'' فهددها بطردها من القصر، وقررت الذهاب في رحلة إلى ''القدس'' مع بناتها عنادًا مع ابنها، ولم يجد ''الفاروق سوى ''النحاس باشا وزوجته ''زينب هانم'' ليتوسطوا له لدى أمه كي تعود ويخف الانتقاد له بسببها.

تزوجت ''فوزية'' من ''الشاه'' لتصبح ''إمبراطورة إيران'' وتصبح معها ''نازلي'' ''أم الملك والإمبراطورة''، وخلال هذه الفترة وافق ''فاروق'' أن تتزوج أمه ''عرفيًا'' من ''حسنين باشا'' لتخف عنادها معه، ويتفرغ لشئون حكمه، إلا أن ''حسنين'' مات فجأة في حادث على كوبري قصر النيل في 1946، وبعدها داهمتها أمراض الكلى فقررت العلاج في فرنسا.

غادرت ومعها الأميرات ''فايقة وفتحية'' إلى سويسرا ثم إلى فرنسا للعلاج، وعينت القنصلية المصرية بمارسيليا الموظف الشاب ''رياض غالي'' ليكون في خدمتهم ويشرف على نقل الأمتعة، إلا أنه تسلل ليرافقهم في تنقلاتهم وسهراتهم، وتصل أنباء البعثة إلى ''فاروق'' فيقرر طرده، إلا أن ''نازلي'' تعاند وتعينه ''سكرتيرًا خاصا لها''، بعدها تقرر الانتقال لأمريكا لاستكمال علاجها.

هناك تزوج ''رياض غالي'' من ''الأميرة فتحية'' بعقد مدني، وكانت لا تزال تحت وصاية والدتها؛ فغضب الملك بحكم كون ''رياض'' مسيحيًا، وعقد مجلس حكم لسحب التاج واللقب من ''نازلي''، ورفع وصايتها عن ''فتحية''، وطلب الخارجية من السلطات الأمريكية طرد ''رياض غالي''، إلا أن ''نازلي'' واصلت التحدي و سلمت ''رياض'' كل أموالها لاستثمارها، فيخسرها بعد عدة مشاريع فاشلة وتشهر الملكة إفلاسها.

في عام 1965 توفي ''فاروق'' وحصلت ''فتحية'' على حكم بالطلاق من ''رياض''، ويشتد المرض على ''نازلي''، ولا تجد سوى ''اعتناق المسيحية'' و''فتحية'' أيضًا، حلا لتحصل على إعانات تعيش بها، وتبقى هكذا حتى يطلق ''رياض'' 6 رصاصات على رأس ''فتحية'' تقتلها في الحال، وتبقى ''نازلي'' وحيدة حتى ترحل في 29 مايو 1979، وتدفن في أحد كنائس ''لوس أنجليس'' بعد فقدانها كل شيء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان