«ثريدز» يقتحم هواتف مصريين.. أي تطبيق يفضلون؟
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب- عبدالله عويس:
خلال خمسة أيام من إطلاقه، جذب تطبيق «ثريدز» 100 مليون مستخدم، ليكون الأسرع بين التطبيقات في الوصول إلى هذا الرقم، متجاوزا الدردشة الآلية (تشات جي بي تي). لكن رغم ذلك الانتشار المعتمد بالأساس على قاعدة بيانات إنستجرام، الذي تملكه شركة «ميتا» فإن محمد حسني، الذي يعمل بالمحاماة، جرب التطبيق يومين دون معاودة.
كان مبرر حسني ذو الـ٣٤ عاما، لانصرافه عن تطبيق ثريدز سريعا، أنه وبمنطق عملي ليس في حاجة له، بقدر احتياجه إلى تطبيقات أخرى تقدم له الترفيه والتسلية والمساعدة في عمله والتواصل مع أسرته والمقربين منه، وهي أمور يرى أن ثريدز المنافس القوي لتويتر لا يقدمها له.
ورغم تلاسن بين إيلون ماسك، المدير التنفيذي لتويتر، والذي يضم حاليا 240 مليون مشترك نشط حاليا، ومارك زوكربيرج، مالك ميتا، الذي أعلن في أبريل من العام الماضي، وصول عدد المشتركين النشطين لخدمات شركاته نحو 2 مليار شخص، فإن حسني لم يكن مهتما بالأمر، والصراع ما بين الاثنين حول التطبيق الجديد والاتهامات بسرقة الأفكار.
وتحل مصر في المركز العاشر عالميا من حيث عدد ساعات البقاء على الإنترنت، بواقع 7 ساعات و50 دقيقة يوميا، فيما كانت دولة جنوب أفريقيا في المركز الأول، بواقع 9 ساعات و27 دقيقة، وحلت اليابان في المركز الـ46 عالميا، بواقع 3 ساعات و51 دقيقة، بحسب إحصائية لمنصة «وي آر سوشيال» عن عام 2023.
يقول حسني إن استخدامه الأبرز لمواقع التواصل الاجتماعي تتعلق بالاتصالات والرسائل، ويعتمد في ذلك بشكل كبير على تطبيق واتساب، وبحسب منصة «وي آر سوشيال» فإن ذلك الشكل من الاستخدام (التواصل مع الأصدقاء والأقارب) يحتل المركز الثاني عالميا، من استخدامات الإنترنت حول العالم.
لكن الشاب يوضح أن التطبيق (واتساب) الذي تملكه شركة «ميتا» ليس للتواصل مع الأسرة والأصدقاء فحسب، وإنما مع موكليه، وبعض زملاء عمله، وجيرانه أيضا «أشعر أحيانا أني محاصر بمجموعات واتس آب، مجموعة للمنزل، وآخر لسكان العقار، وآخر للعمل، ومنها ما يخص زملاء الدراسة القدامى، وقد يتفرع من كل مجموعة مجموعة أخرى أو مجموعات، استخدامي لتطبيق واتساب يصل إلى طلبات البيت من متجر قريب».
كثرة مجموعات واتساب، ورسائله، لا تتعلق بمحمد حسني، الذي يعمل محاميا فحسب، فباسم عبد اللطيف، وهو شاب يعمل في مجال الترجمة، يشترك في ٩ مجموعات على ذلك التطبيق، ولا يجد بديلا مناسبا له، وقد يتعطل عمله إذا تعطل التطبيق لأي سبب «النصوص وتنسيق العمل لا يتم إلا من خلال واتساب، حتى لو كنا في مكان عمل واحد وبين جدران تضمنا جميعا، لا أتخيل الحياة بدونه».
يسهل واتساب، على الشاب ذو الـ٣٢ عاما كثيرا من شؤون حياته، المتعلقة بالعمل وغيرها، لكنه من ناحية أخرى يعتمد في الاطلاع على الأخبار من فيسبوك، والمواقع الإخبارية، وهو الاستخدام الثالث عالميا من سلوك المتصلين بالإنترنت، بحسب ما توضحه إحصاءات منصة «وي آر سوشيال»، فيما كان الاستخدام الرابع عالميا لمستخدمي الإنترنت مشاهدة الفيديوهات والأفلام.
«في الليل لا أجد أمامي سوى مقاطع الفيديو القصيرة على فيسبوك، أتسلى قليلا قبل النوم، أو أشاهد فيديو عبر يوتيوب، أو حتى فيلم عربي قديم» يحكي باسم، الذي يجد في المنصة الجديدة «ثريدز» إضافة ليس لها معنى بالنسبة له، لتشابهها مع تويتر.
النقطة التي تحدث عنها الشاب المترجم، يعتبرها محمد الحارثي، الخبير الرقمي، جزاء من استخدام قطاع كبير من المصريين للإنترنت، فهم برأيه يبتعدون عن تويتر وما قد يشابهه من منصات كونها لا تقدم ترفيها مناسبا، وإنما يكون للأمور السياسية والعلمية وبضعة ظواهر في المجتمع ضمن تغريداته «ولذلك تجد فيسبوك ويوتيوب وإنستجرام وواتساب أكثر انتشارا، وينضم إليهم تيك توك لكن مع الأجيال الصغيرة».
تعتبر نورا علي، وهي طالب في مرحلة الثانوية العامة، أن تطبيق إنستجرام الأقرب لها والأكثر استخداما بين كافة التطبيقات، إذ تستطيع مشاركة صورها ومقاطع فيديو تلتقطها، وتتابع غيرها من خلاله «كما أنه بعيد عن عالم الأخبار والمنشورات التي تبعث على الكآبة، هذا أمر أبتعد عنه قدر الإمكان».
وانضمت نورا مؤخرا لتطبيق «ثريدز» وأصبحت ضمن مشتركيه، لكن لم يحز التطبيق على اهتمامها بعد، وتعتبره مماثلا لموقع التغريدات القصيرة تويتر، وإن اختلف عنه في بضعة تفاصيل كعدد الحروف المستخدمة ومدة الفيديوهات «لكن لا أظن أنني سأستخدمه، أرى في ذلك نوعا من التشتت».
وفق عدد من المنصات المختصة بمواقع التواصل الاجتماعي، فإن تطبيق «فيسبوك» هو الأول عالميا من حيث الاستخدام، من بين مواقع التواصل الاجتماعي، يليه موقع الفيديوهات «يوتيوب»، ثم «واتساب» وبعد ذلك «إنستجرام».
عينة عشوائية، لا يصح القياس عليها بشكل علمي، من 30 فردا، لهم أعمار مختلفة، ما بين رجال ونساء، سألهم «مصراوي» حول تطبيقهم المفضل والهدف من الاستخدام، فكانت التطبيقات تجمع ما بين «فيسبوك وإنستجرام وواتساب ويوتيوب»، وفيما كان يوتيوب خاصا بالترفيه أو التعرف غلى أماكن جديدة أو تعلم شيء جديد، فإن التطبيقات الأخرى شهدت تباينا في الهدف من الاستخدام.
كان تطبيق واتساب يشغل حيزا كبيرا له علاقة بالعمل ومجموعاته وتنظيم العمل من خلاله، بالنسبة إلى ٢٣ شخصا، فيما كان فيسبوك يشغل ذلك الحيز بالنسبة إلى ٧ أشخاص، ولم يصادف أن أحدا يستخدم إنستجرام في شؤون العمل وتنظيمه، من بين الـ30، الذين تواصل معهم «مصراوي».
لكن التطبيق نفسه (واتساب) لم يكن موجودا في عالم الترفيه إلا بالنسبة لـ3 أشخاص، رأوا فيه وسيلة ترفيه في مساحة المحادثات مع مجموعة الأصدقاء فقط، ومشاركة صور وأغان وملصقات من خلاله، فيما كان فيسبوك يضمن ذلك الاستخدام لـ15 شخصا، وإنستجرام 12 شخصا.
وفي خارج أوقات العمل، وبعيدا عن ضبط تفاصيله، كان تطبيق فيسبوك الأكثر استهلاكا للوقت بالنسبة إلى 18 شخصا، فيما كان عدد الأشخاص الذين رأوا استهلاك وقت كبير على إنستجرام 12، ولم يكن لواتساب بعيدا عن وقت العمل مرتبة أولى في وقت الاستخدام إلا من 3 أشخاص.
يقول محمد الحارثي، الخبير الرقمي، إن فيسبوك وواتساب الأكثر استخداما في مصر، لكنه يلفت إلى أن صغار السن، يميلون أكثر إلى إنستجرام وتيك توك أيضا، خصوصا فيما يتعلق بالترفيه ومشاهدة الفيديوهات القصيرة «ولذلك فكثير من محتويات الفيديوهات القصيرة (ريلز) عبارة غن تسجيل شاشة لمقاطع نشرت بالأساس على تيك توك».
فيديو قد يعجبك: