جورجيا ميلوني.. هل انتصرت "الفاشية الجديدة" في انتخابات إيطاليا؟
وكالات:
أعلنت الزعيمة اليمينية المتطرفة، جورجيا ميلوني، فوزها بالانتخابات العامة في إيطاليا، مستبقة إعلان النتائج الرسمية.
وتعود جذور حزب "إخوة إيطاليا"، الذي تنتمي له ميلوني، والفائز بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التشريعية هناك، إلى الحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية الجديدة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتيد برس".
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن ميلوني نقلت الجماعة اليمينية المهمشة إلى أكبر حزب في إيطاليا.
وذكرت "أسوشيتيد برس"، أنه بعد مرور قرن من تولي الديكتاتور الفاشي مسيرة بينيتو موسوليني مقاليد الحكم في روما، تستعد ميلوني لقيادة أول حكومة إيطالية بقيادة يمينة متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية.
عودة للوراء
في أعقاب الحرب العالمية الأولى، تأسست الحركة الاجتماعية الإيطالية، عام 1946، على يد جورجيو ألميرانتي، رئيس الأركان في حكومة موسوليني الأخيرة.
وجذبت الحركة المتعاطفين والمسؤولين إلى صفوفها بعد دور إيطاليا في الحرب، عندما كانت متحالفة مع النازيين.
وطوال الخمسينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ظلت الحركة الاجتماعية الإيطالية، حزباً يمينياً صغيراً، كان يتم التصويت عليه بأرقام فردية.
لكن المؤرخ بول جينسبورج، أشار -وفقا لأسوشتييد برس- إلى أن مجرد بقائها في العقود التي تلت الحرب "كان بمثابة تذكير دائم بالجاذبية القوية التي لا يزال من الممكن أن تمارسها الاستبدادية والقومية بين الطلاب الجنوبيين والفقراء الحضريين والطبقات المتوسطة الدنيا".
وظهرت ميلوني على الساحة السياسية، عندما انضمت في التسعينات إلى الحركة الاجتماعية الإيطالية، وتولت مناصب قيادية فيه.
هل ميلوني "فاشية"؟
تأثر زعيم الحركة الاجتماعية الإيطالية حينها، بجذور الحركة الفاشية الجديدة. وذكر في أكثر من مناسبة أن موسوليني كان "أعظم رجل دولة في القرن العشرين".
ولكنه أنكر بعد ذلك تصريحاته في بيانات رسمية، وفقا لأسوشيتيد برس، التي أشارت إلى أن ميلوني أيضًا أشادت فيما سبق بموسوليني في شبابها.
وخلال حملتها الانتخابية، اضطرت ميلوني لمواجهة مسألة انضمامها فكريا "للفاشية الجديدة"، بعد تحذيرات من رجال الساسة الديمقراطيين في إيطاليا من خطر أفكار ميلوني على الحياة السياسية هناك.
"إخوة إيطاليا"
قالت ميلوني، التي تروج بفخر لجذورها على أنها مناضلة في الحركة الاجتماعية الإيطالية، إن الشرارة الأولى لتأسيس جماعة "إخوة إيطاليا" جاءت بعد استقالة برلسكوني من منصب رئيس الوزراء في عام 2011، بسبب أزمة مالية طاحنة.
ورفضت ميلوني دعم ماريو مونتي، الذي طلب منه الرئيس الإيطالي تشكيل حكومة تكنوقراطية لطمأنة الأسواق المالية الدولية.
وشاركت ميلوني، حينها، في تأسيس حزب "إخوة إيطاليا"، في العام 2012، وسمته على اسم أول كلمات النشيد الوطني الإيطالي.
ولكن نتائج الحزب في انتخابات عام 2019، لم تكن قوية، إلا أن ميلوني اعتبرت أن تلك النتائج "ستغير كل شيء".
قالت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما، إنه إذا كان التاريخ يمثل أي دليل، فإن أحد الثوابت في الانتخابات السياسية الأخيرة هو أن الإيطاليين يصوتون للتغيير، مع الرغبة في شيء جديد يبدو أنه يتجاوز الأيديولوجية السياسية التقليدية في التحولات الكبيرة في المشهد السياسي.
وأكدت توتشي أن شعبية "إخوة إيطاليا" في عام 2022 كانت دليلاً على هذا التأرجح "العنيف" الذي يتعلق بالاستياء الإيطالي، ورغبته في التغيير، أكثر من غضبه من الفاشية الجديدة أو اليمين المتطرف.
وأوضحت "أود أن أقول إن السبب الرئيسي وراء تصويت جزء كبير من ذلك - دعنا نقول 25-30٪ - لهذا الحزب هو ببساطة لأنه الطفل الجديد في الكتلة".
فيديو قد يعجبك: