إعلان

روسيا تمطر أوكرانيا بالصواريخ مع ظهور مزيد من الدلائل على تقهقر قواتها

12:57 م الأربعاء 16 نوفمبر 2022

روسيا

وكالات:

أمطرت روسيا المدن في أنحاء أوكرانيا بالصواريخ، الثلاثاء 15 نوفمبر 2022، بعد انسحابها المهين من خيرسون، رغم تزايد الأدلة على أن قواتها المتقهقرة تنسحب حتى من مناطق أبعد من نهر دنيبرو في جنوب أوكرانيا.

وانطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية ودوت أصوات الانفجارات في قرابة 12 مدينة أوكرانية كبيرة فيما قالت أوكرانيا إنها أعنف موجة قصف صاروخي منذ نحو تسعة أشهر هي عمر الحرب في أوكرانيا.

ويحاكي ذلك نمط الضرب بعيدا عن الجبهة الذي انتهجته موسكو في الأسابيع الماضية بعد الخسائر في ميدان القتال.

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان إن روسيا أطلقت 110 صواريخ و 10 طائرات مسيرة هجومية إيرانية الصنع على أوكرانيا في وقت مبكر من المساء.

وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إن الهدف الرئيسي من وابل الصواريخ الروسية كان البنية التحتية للطاقة مثلما حدث من قبل.

وقال في كلمة مصورة عبر تطبيق التراسل تيليجرام "من الواضح ما الذي يريده العدو، لن يحققوا ذلك". وقالت كييف إن مثل هذه الضربات ليس من شأنها سوى تقوية عزمها على صد القوات الروسية التي غزتها في فبراير/شباط.

في العاصمة كييف اندلعت ألسنة اللهب من مبنى سكني مكون من خمسة طوابق وهو أحد مبنيين قالت السلطات إن القصف أصابهما.

وشاهد صحفيو رويترز الذين وصلوا إلى المكان سكانا تجمهروا بجوار الأنقاض التي ينبعث منها الدخان. وقال رئيس البلدية إن شخصا تأكد أنه قُتل وإن نصف العاصمة انقطعت عنه الكهرباء.

وأفادت التقارير بوقوع ضربات أو انفجارات في مدن من لفيف وزيتومير في الغرب إلى كريفي ريه في الجنوب وخاركيف في الشرق. وقال مسؤولون في الأقاليم إن بعض الهجمات تسببت في قطع التيار الكهربائي.

خنادق مهجورة

جاءت الضربات الروسية واسعة النطاق بعد مرور أربعة أيام على انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون في الجنوب والتي كانت العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو منذ بداية الغزو، كما جاءت بعد مرور ستة أسابيع على إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن المدينة ستكون روسية إلى الأبد.

وكانت روسيا قد قالت في الأسبوع الماضي إنها تسحب قواتها عبر نهر دنيبرو ذي المجرى المتسع إلى مواقع أكثر سهولة في الدفاع عنها على الضفة المقابلة. لكن مقطعا مصورا التُقط في بلدة أوليشكي، عبر جسر منهار فوق دنيبرو من خيرسون، أظهر أن القوات الروسية تخلت فيما يبدو عن خنادقها هناك أيضا.

وفي مكان أبعد إلى الشرق قال مسؤولون إداريون معينون من قبل روسيا إنهم يسحبون الموظفين من ثاني أكبر مدينة وهي نوفا كاخوفكا الواقعة على النهر بالقرب من سد استراتيجي ضخم.

وقالت ناتاليا هومينيوك وهي متحدثة عسكرية أوكرانية إن موسكو تعيد نشر قواتها على مسافة بين 15 و20 كيلومترا من ضفة نهر دنيبرو لحماية مدافعها من الهجمات الأوكرانية المضادة.

ومضت تقول إن روسيا لديها مدفعية قادرة على ضرب خيرسون من هذه المواقع الجديدة لكننا "لدينا أيضا ما نرد به".

لن يكون هناك تراخ

بعد يوم من زيارة قام بها لخيرسون، أبلغ زيلينسكي قادة العالم بأنه لن يكون هناك أي تراخ في الحملة العسكرية الأوكرانية لطرد القوات الروسية من بلاده، وذلك عقب الانتصار الذي تحقق الأسبوع الماضي في العاصمة الاقليمية الوحيدة التي كانت قد وقعت تحت سيطرة روسيا منذ بدء الغزو.

وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر دائرة تلفزيونية أمام قمة العشرين في إندونيسيا "لن نسمح لروسيا بأن تتريث وتحشد قواتها ثم تبدأ سلسلة جديدة من الإرهاب وزعزعة الاستقرار العالمي".

وأضاف "أنا مقتنع أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب الذي يمكن فيه وقف الحرب الروسية المدمرة ويجب ذلك".

وتتفق الضربات الجوية اليوم الثلاثاء مع نمط من رد الفعل حافظت عليه موسكو منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول وهو تنفيذ هجمات بعيدة المدى بالصواريخ والطائرات المسيرة على المدن الأوكرانية بعد الانتكاسات في ميدان القتال. وقالت موسكو إنها تستهدف البنية التحتية للطاقة.

وكتب أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي على تويتر يقول "روسيا ترد على خطاب زيلينسكي القوي في مجموعة العشرين بهجوم صاروخي جديد. هل يصدق أحد فعلا أن الكرملين يريد السلام حقا؟ هو يريد الطاعة. لكن في نهاية الأمر الإرهابيون يخسرون".

طريق خال

كانت روسيا قد قالت إنها تسحب قواتها عبر نهر دنيبرو ذي المجرى المتسع إلى مواقع أكثر سهولة في الدفاع عنها على الضفة المقابلة. لكن مقطعا مصورا التُقط في بلدة أوليشكي، عبر جسر منهار فوق دنيبرو من خيرسون، لم يظهر به ما يشير إلى أي وجود روسي.

وقطع سائق الطريق الرئيسي بسرعة كبيرة في سيارته دون أن يمر بأي نقاط تفتيش أو أعلام روسية. وبدا أن عدة خنادق بطول الطريق قد هُجرت. وتأكدت رويترز من موقع التقاط المقطع بناء على وجود معالم واضحة به.

وفي نوفا كاخوفكا، قالت الإدارة المعينة من قبل روسيا اليوم الثلاثاء إن الموظفين المدنيين رحلوا هربا من القصف "وأعيد توزيعهم على أماكن آمنة في المنطقة".

وليس هناك تقارير مؤكدة على أن القوات الأوكرانية عبرت نهر دنيبرو لتتعقب القوات الروسية، لكن محللين قالوا إن أوكرانيا يمكن أن تحاول الاستفادة من التفوق الذي حققته في ميدان القتال بدلا من اتخاذ الوضع المسمى "وقفة عملياتية" بعد المكاسب التي حققتها في الأيام الماضية.

وقال فيليب إنجرام وهو ضابط كبير سابق بالاستخبارات العسكرية البريطانية إن "أوكرانيا عندها المبادرة والزخم، وتملي على الروس مكان المعركة التالية وموعدها".

وقال مسؤول غربي اليوم الثلاثاء مشترطا عدم نشر اسمه إن روسيا منخرطة الآن في تنفيذ عملية دفاعية في أوكرانيا بعد انسحابها من خيرسون.

واحتلت الحرب بؤرة تركيز مجموعة العشرين إذ أدان زعماء غربيون موسكو. وبرغم أن روسيا عضو بمجموعة العشرين وأوكرانيا ليست كذلك فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحضر القمة.

وفي كلمته لزعماء العالم المجتمعين بجزيرة بالي الإندونيسية، وصف زيلينسكي مقترحا للسلام يقضي بسحب روسيا جميع قواتها من أوكرانيا وتحرير جميع الأسرى وإعادة تأكيد وحدة وسلامة الأراضي الأوكرانية.

ويعتزم زيلينسكي تمديد برنامج لتأمين صادرات الحبوب الأوكرانية إلى أجل غير مسمى وتوسيع نطاقه ليشمل ميناء ميكولايف البعيد عن مدى المدافع الروسية بعد التقدم في خيرسون.

وقال "من فضلكم اختاروا طريقكم للقيادة - وسنطبق معا بالتأكيد صيغة السلام".

وقال مسؤول أمريكي كبير إن الولايات المتحدة تتوقع أن تدين مجموعة العشرين حرب روسيا في أوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي. لكن عضوية روسيا في المجموعة تجعل الإجماع حول أوكرانيا غير مرجح، ورفض المسؤول تحديد الشكل الذي تتخذه الإدانة.

واتهم وزير الخارجية سيرجي لافروف الذي يرأس وفد روسيا في غياب بوتين الغرب بمحاولة تسييس إعلان للقمة بتضمينه كلمات تدين تصرفات روسيا في مسودة الإعلان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان