إعلان

"شبه إرهاب" في هونج كونج.. تحرك لجيش الصين و"احتلال" للمطار وتحذير أمريكي

08:51 م الأربعاء 14 أغسطس 2019

القاهرة – مصراوي:
شهدت مدينة هونج كونج تطورات كبيرة خلال الأيام الماضية، وصل الأمر فيها إلى سيطرة المتظاهرين المعارضين للحكومة على المطار الأكبر ومنع حركة الطيران، لتتدخل الصين وتحذر من "شبه إرهاب" وتبدأ تحريك قواتها نحو الحدود.

فيما أصدرت الخارجية الأمريكية، الأربعاء، تحذيرا لرعاياها من السفر إلى هونج كونج، وذلك إثر الاحتجاجات الواسعة التي واجهتها القوات الأمنية، وأسفرت عن تعطيل الحركة بالمطار الرئيسي بالبلاد.

وسيطر المتظاهرون على مناطق بمطار هونج كونج الدولي لخمسة أيام متتالية حتى أمس الثلاثاء، مما تسبب في إلغاء مئات الرحلات الجوية واندلاع مشادات عنيفة بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب.

لكن حركة الملاحة عادت إلى طبيعتها في المطار، صباح اليوم الأربعاء، تم استئناف حركة إقلاع الطائرات وفقا للجدول المحدد في مطار يوصف بأنه الأكثر ازدحاما في العالم.
كانت مئات الرحلات قد ألغيت يوم الثلاثاء بعد إغلاق المتظاهرين لأجزاء في المطار خلال اليوم الثاني للاعتصام داخله، في أحدث تصعيد للأزمة السياسية المستمرة منذ 10 أسابيع في المدينة.
وشهد الاعتصام اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب التي حاولت إعادة الحركة في المطار واستخدمت القوة ضد المحتجين الذين بدورهم حملوا لافتات تعتذر للمسافرين.
وشهد الاعتصام اعتداء قوي على شخصين اثنين قال المتظاهرون إنهما مخبران يعملان لصالح الشرطة، واندسوا وسط المحتجين.

بحلول الساعات الأولى من صباح الأربعاء، غادرت الغالبية العظمى من المحتجين المبنى بعد تهديد السلطات ببدء تحريك دعاوى قضائية ضد كل من يعطل العمل بالمطار.
من جانبها وبعد عودة العمل في المطار، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق الشديد من تحركات الصين العسكرية على الحدود مع هونج كونج.

ودعت واشنطن السلطات في الصين، إلى احترام التزاماتها في الإعلان الصيني البريطاني المشترك للسماح لهونج كونج بممارسة أعلى درجات الحكم الذاتي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب، الثلاثاء، بالهدوء وأشار إلى أن المخابرات الأمريكية أبلغته بأن الصين ترسل قواتها نحو الحدود مع هونج كونج.
وقال ترامب في تغريدة عبر تويتر إن الاستخبارات الأمريكية أخبرته بأن الحكومة الصينية تحرك قوات الجيش على حدود هونج كونج التي تشهد احتجاجات للأسبوع العاشر، داعيا الجميع إلى التحلي بالهدوء.

وصعدت الصين، الأربعاء، لهجتها حيال المتظاهرين في هونج كونج، بعد تعرض صينيين اثنين للضرب في مطار هذه المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي، معتبرة ذلك "أفعالا شبه إرهابية".
وقال تشو لوينج الناطق باسم مكتب شؤون هونج كونج وماكاو في الحكومة الصينية في بيان الأربعاء "ندين بأكبر درجات الحزم هذه الأفعال شبه الإرهابية".
كما وصفت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الرسمية، في مقالها الافتتاحي، الاحتجاجات المستمرة التي تشهدها هونج كونج بأنها "ثورة ملونة"، تستهدف زعزعة استقرار الحكومة المحلية.
وقالت الصحيفة إن "الحكومة الصينية لن تسمح مطلقا للمعارضة المتطرفة والغرب بجر هونج كونج إلى المعسكر المناهض للصين، ولن تسمح للمدينة بالانزلاق إلى الفوضى طويلة الأمد أو أن تصبح قاعدة للغرب من أجل تخريب النظام السياسي للصين".

وأضافت الصحيفة أن صحفيا تابعا لها تعرض لهجوم في المطار من جانب المحتجين يوم الثلاثاء، وحُرم من الإسعافات الأولية.
ونددت الصحيفة بذلك الحدث الذي أكدته حكومة هونج كونج، ووصفت المتظاهرين بأنهم "مثيرو شغب" مدربون.
ووسط اتهامات صينية لتايوان بتأجيج الأزمة، طالبت الرئيسة التايوانية تساي انج وين، الأربعاء، بكين بعدم اتهام قوى خارجية غير موجودة بأنها وراء الوضع في هونج كونج.
وقالت تساي للصحفيين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية "أتمنى أن تستمع لي بكين. لا تحملوا قوى خارجية غير موجودة مسؤولية تفاقم الوضع في هونج كونج. لا ترفضوا الحوار مع المواطنين. ولا تصدروا أبدا حكما خاطئا، قد يؤدي لأسف تاريخي".

وتأتي تعليقات تساي بعد يوم من اتهام ما شياوجوانج، المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني، للحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم التايواني بالقيام بدور مشين في المظاهرات الأخيرة في هونج كونج، كما طالب تايوان بوقف التدخل في شؤون هونج كونج.

أعلنت السلطات في هونج كونج إن إجمالي المعتقلين بسبب الأزمة الأخيرة في البلاد منذ يونيو وصل إلى أكثر من 600 شخصًا.
كانت الاحتجاجات بدأت ضد مشروع قانون –تم تعليقه لاحقا- يسمح بتسليم مشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم.
وبحسب وكالة رويترز تعد الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي يواجهها الرئيس الصيني شي جين بينج منذ توليه السلطة في عام 2012.

تعود الأزمة بين هونج كونج والصين إلى وقت طويل، حينما كانت الأولى مستعمرة بريطانيةعام 1841 عندما تخلت الصين عنها لبريطانيا في أعقاب حرب الأفيون الأولى، وهي الحرب التي اندلعت بسبب التجار البريطانيين الذين كانوا يهربون مخدر الأفيون إلى الصين. وظلت مستعمرة حتى أعادتها بريطانيا إلى كنف الصين في عام 1997.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فمدينة هونج كونج هي الآن جزء من الصين بموجب مبدأ "بلد واحد ونظامان" الذي دخل حيز التنفيذ بعد إعادة هونج كونج إلى الصين، واحتفظت المستعمرة السابقة باستقلالية نظامها القضائي وأصبح لها مجلسها التشريعي ونظامها الاقتصادي المستقل.

كما تعتبر الصين مسئولة عن شؤون الدفاع والخارجية الخاصة بالمدينة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان