إعلان

"إرادة الشعب تنتصر".. ماذا حدث أمس في السودان؟

01:03 م السبت 13 أبريل 2019

احتجاجات السودان

كتبت – إيمان محمود:

لم تنتهِ الأحداث في السودان بعد الإعلان عن تنحي الرئيس عمر البشير، الذي حكم البلد 30 عامًا، إذ أعلن عوض بن عوف، وزير الدفاع السوداني، تخليه عن منصبه كرئيس للمجلس العسكري الانتقالي وتولي الفريق ركن عبد الفتاح البرهان المنصب.

انقسمت ردود أفعال السودانيين بين الرفض والترحيب بقرار عوض بن عوف، فمنهم من اعتبر أن تولي البرهان الحكم انتصارًا جديدًا لإرادة الشعب الذي أجبر البشير على الاستقالة، فيما اعتبر البعض الأمر بمثابة تغيير أقنعة لاسيما وأن بُرهاني يُعد أحد رموز النظام السابق أيضاً.

صورة 1

مؤتمر صحفي

تسارعت وتيرة الأحداث وسط تأييد ورفض شعبي للبيان المُتلفز الذي ألقاه عوض بن عوف، الخميس الماضي، قبل أن يخرج الفريق عمر زين العابدين رئيس اللجنة السياسية المكلفة من المجلس العسكري، ظهر أمس الجمعة، في مؤتمر صحفي، ويؤكد أنه ليس لدى المجلس العسكري طموحات سياسية أو توجهات أيديولوجية، ولايسعى إلى الاستيلاء على السلطة.

وقال زين العابدين: "نحن غير طامعين في السلطة، ولم نأت بحلول والحلول تأتى من المحتجين... ولن نملي شيئا على الناس ونريد خلق مناخ لإدارة الحوار بصورة سلمية"

وأضاف: "نرحب بالحركات المسلحة وندير حوارا لخروج السودان من الأزمة وسندير حوارا مع الكيانات السياسية لتهيئة مناخ الحوار".

وتعهّد عمر زين العابدين، رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري، بأن الحكومة ستكون مدنية وأن المجلس العسكري لن يتدخل في تفاصيلها، ماعدا منصب وزير الدفاع.

كما ذكر أن الفترة التي حددها المجلس العسكري بعامين هي الحد الأقصى، وأن أمد المجلس يمكن أن ينتهي خلال شهر إذا تمت إدارة الأمر بدون فوضى.

أما فيما يتعلق بمصير الرئيس المعزول عمر البشير، فقال إنه "مُتحفظ عليه بعد أن قُبلت استقالته"، مؤكدًا أنه سيُحاكم على جرائمه ومنها قتل المتظاهرين، لكنه لن يُسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

صورة 2

تخوفات من "عسكرة الدولة"

في أولى ردود الفعل على مؤتمر المجلس العسكري الانتقالي، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، الذي يقود الاحتجاجات، رفضه لوعود المجلس العسكري الانتقالي، بأن الحكومة الجديدة ستكون مدنية، وأنه سيسلم السلطة إلى رئيس منتخب خلال عامين.

واعتبر تجمع المهنيين، أن ما جاء في المؤتمر الصحفي للمجلس العسكري الانتقالي هو "أحد أساليب الخداع ومسرح الهزل والعبثية، خصوصًا من النظام الحالي الذي بدأ مشوار خداع الشعب والوطن بفرية كبرى".

وقال تجمع المهنيين في بيان له، إن "النظام عجز حتى أن يخرج بسيناريو مسبوك يربك الحركة الجماهيرية ويهزّ وحدتها، فهو لم يستطع بمسرحيته هذه حتى بذر بذرة شكٍ عابر في أن ما حدث لم يكن سوى تبديل أقنعة نفس النظام الذي خرج الشعب ثائراً عليه وساعياً لإسقاطه واقتلاعه من جذوره".

واستطرد: "الوجوه التي أجادت تمثيل دور الخائن وتريد اليوم أن تمثل دور البطولة، وجوهٌ لها تاريخ في خيانة الوطن والمشاركة في دماره وإهدار مٌقدّراته، وهو تاريخٌ لا يشرّف الشعب السوداني ولن يكون منسياً لمجرد أن أصحابه خلعوا قبعة ووضعوا أخرى!".

صورة 3

قوات الدعم السريع

رغم أن الفريق عمر زين العابدين، أعلن في مؤتمره الصحفي انضمام قوات الدعم السريع للمجلس الانتقالي، إلا أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، خرج بعد سويعات قليلة من انتهاء المؤتمر، ليعلن رفضه الانضمام إلى المجلس.

وقال حميدتي، إن قواته ستظل جزءًا من القوات المسلحة وستعمل على وحدة البلاد واحترام حقوق الإنسان، وأضاف أن قواته ستبقى منحازة لخيارات الشعب بكل أطيافه.

جاء ذلك بعد أن طالب قيادة تجمع السودانيين المهنيين (تجمع نقابي غير رسمي) ورؤساء الأحزاب المختلفة وقادة الشباب، لفتح باب الحوار والتفاوض للوصول لحلول ترضي الشارع السوداني وتجنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى.

صورة 4

استمرار التظاهرات

بقي المتظاهرون في الشارع، يوم الجمعة، محتجين هذه المرة على "حكم العسكر"، الذين وعدوا في محاولة واضحة لطمأنتهم.

وقرب مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، لا يزال آلاف السودانيين متجمعين، يهتفون يغنون ويرقصون ويتبادلون القهوة، مصرين على مواصلة احتجاجهم. وكانوا رفضوا الخروج من الشارع متحدين قرار حظر التجوال، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ورفض المتظاهرون قرار تشكيل مجلس عسكري انتقالي وتعهدوا بمواصلة الاحتجاجات إلى حين تشكيل حكومة مدنية، وهتفوا قائلين "شالوا حرامي وجابوا حرامي"، "تسقط بس"، و"ثورة، ثورة".

صورة 5

البيان الثاني

ولم يمرّ يوم كامل على إعلان تشكيل المجلس العسكري برئاسة عوض بن عوف وزير الدفاع، حتى خرج في بيان جديد يعلن التخلي عن منصبه، هو ونائبه كمال عبد المعروف، ليخلفه الفريق الركن عبد الفتاح البرهان، ليكون الرئيس الثاني للمجلس العسكري.

وذكر بن عوف "أعلن تنازلي عن منصبي وتعيين المفتش العام للجيش الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري"، مؤكدا "حرص القوات المسلحة على تماسك المنظومة الأمنية في البلاد".

لكن هذا البيان لقي ردود فعل إيجابية من المعارضة، وخرج السودانيون إلى ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني للاحتفال بالقرار، مرددين شعارات تثمن استجابة الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي ينادي بتغيير شامل في منظومة الحكم.

واعتبر تجمع المهنيين أن تنحي رئيس المجلس "انتصار لإرادة الشعب السوداني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان