هآرتس: الهجوم الكيماوي على دوما السورية استعراض قوى وسخرية من ترامب
كتبت - هدى الشيمي:
اتهمت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشن هجومًا كيمياويًا على مدينة دوما، بالغوطة الشرقية، لإجبار المتمردين على الاستسلام، بعد فشل الهجمات الجوية المتواصلة التي شنتها قوات النظام على المدينة، خلال الأسبوعين الماضيين، مما دفعهم للهروب أو التخلي عن المنطقة.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، إنه لا يوجد أدنى شك في أن نظام الأسد وحليفه الأقوى والأقرب روسيا، كانا على يقين من أن استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة سيُحدث صدمة في العالم بأكمله.
وترى هآرتس أن استخدام الأسد للأسلحة المحظورة دوليًا، لم يكن مجرد جهد عسكري محلي يهدف لإجبار المتمردين على الاستسلام، ولكنه محاولة لاستعراض أسلحتها الكيماوية، ووسيلة للسخرية من إدارة ترامب.
ويأتي الهجوم، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أنه يعتزم سحب قوات بلاده من الأراضي السورية، وهي خطوة اعتبرها الكثير من المحللين والمراقبين الدوليين انسحاب نهائي للولايات المتحدة من سوريا، ما يتسبب في وقوع البلد بأكمله في أيدي روسيا وإيران وتركيا.
وأشارت هآرتس إلى أن روسيا وتركيا وإيران توصلوا، في قمة عُقدت الأسبوع الماضي، إلى خطة تتضمن عدة خطوات دبلوماسية لحل الأزمة في سوريا بدون تدخل أمريكا أو غيرها من الدول الأجنبية الأخرى.
وبعد القمة، أرسلت تركيا قوات إضافية إلى منطقة إدلب، والتي يسيطر عليها عدة فصائل مقاتلة، بهدف خلق منطقة لعدم وقف إطلاق النار، واخراج المتمردين، وإعادة سيطرة نظام الأسد على المدينة.
وذكرت الصحيفة أن الهجوم على دوما بالأسلحة الكيماوية يأتي بعد عام واحد من شن هجوم على منطقة خان شيخون، والذي دفع ترامب إلى إصدار أوامر بقصف قاعدة الشعيرات العسكرية، في حمص، بـ59 صاروخًا من طراز توماهوك، وهي خطوة أغضبت دمشق وموسكو، واعتبروها استفزازًا وتعديًا على سيادة سوريا.
وأعلن ترامب، بعد هجوم دوما، أنه سيقرر طبيعة الإجراء الذي ستقوم به الولايات المتحدة ردًا على ما يُشتبه في أنه هجوم كيمياوي على المدينة السورية، وأوضح، أمس الاثنين، أنه سيبحث الأمر مع القادة العسكريين وسيقرر من المسؤول عن الهجوم، سواء كانت الحكومة السورية أو روسيا أو إيران او جميعهم .
وفق الصحيفة، فإن التدخل العسكري الأمريكي في سوريا أمر لم تُخفي إسرائيل رغبتها فيه، كما أعربت عن استيائها من قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من هناك.
وتوضح هآرتس، أن إسرائيل ترى أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا جزء لا يتجزأ من التصدي لنفوذ إيران في الأراضي السورية خاصة، وفي المنطقة بأكملها عامة، وزادت رغبتها في بقاء القوات الأمريكية هناك بعد أن خيّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتجاهل لمطالبه باقناع إيران بابعاد قواتها عن مرتفعات الجولان المُحتلة.
ومن ناحية أخرى، تحتاج إسرائيل للتعاون والتنسيق مع قوات الطيران الروسية، والتي تُنفذ عمليات في سوريا، حتى تتمكن من شن هجمات على الأراضي السورية دون مشاكل، وحسب الصحيفة، فإن هذه الحاجة كانت السبب في أن صمت الحكومة الإسرائيلية وعدم اصدارها أي تعليق بشأن اتهام لندن لموسكو بمحاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال، بغاز الأعصاب.
فيديو قد يعجبك: