إعلان

تركي الفيصل عن خاشقجي: "مصدوم لفقد تلميذي وكنت آمل أنه لم يمُت"

01:14 م الخميس 25 أكتوبر 2018

الأمير تركي الفيصل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

من بين جميع الأشخاص الذين أعربوا عن أسفهم وحزنهم إزاء مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الأمير تركي الفيصل المعروف بآرائه المعتدلة يبقى حالة خاصة؛ فهو بمثابة أحد ركائز مؤسسة الحكم في المملكة.

يقول الأمير تركي في مقابلة لمدة 90 دقيقة مع كاتب الواشنطن بوست، ديفيد أغناطيوس، إنه "مصدوم لفقد تلميذه المُقرّب"- على حدّ تعبيره، مؤكدًا في الوقت نفسه وقوفه إلى جانب الملك سلمان وولي العهد خلال هذه الفترة العصيبة.

صدمة بالغة.. "لآخر لحظة كنت آمل أنه لم يمُت"

وخلال المقابلة التي أُجريت بمقر إقامته في ولاية فيرجينيا مساء الاثنين، ذكر الأمير السعودي أنه "عندما سمع تأكيد وفاة خاشقجي نهاية الأسبوع الماضي، شعر بصدمة بالغة". وقال "حتى اللحظة الأخيرة كنت آمل أنه لم يمُت".

وأضاف "في بعض الأحيان عندما يموت الأشخاص يحققون أهدافًا بدت مُستحيلة، ورُبما ساذجة، وهُم على قيد الحياة"، مُشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية ستكون مختلفة بمقتل خاشقجي.

وبالأمس وصف الأمير محمد بن سلمان، خلال كلمة بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، مقتل خاشقجي بأنه "مؤلم وبشع وغير مُبرر".

وشوهِد خاشقجي (59 عامًا) آخر مرة وهو يخطو داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر الجاري. ونفت السعودية في بادئ الأمر التعرض له أو قتله مؤكّدة أنه "غادر المبنى دون أذى"، ردًا على توارد عدة تقارير صحفية نقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن "خاشقجي داخل القنصلية السعودية".

وبعد 18 يومًا من اختفائه، أعلنت النيابة العامة في السعودية أن "تحقيقاتها الأولى أظهرت أن نقاشًا أجراه مع 15 سعوديًا قابلوه أثناء تواجده في القنصلية، أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".

تفاؤل غير واقعي.. " كفاك يا جمال، كُفّ عن المزاح"

أشار تركي، خلال المقابلة، إلى أن خاشقجي لفت انتباهه لأول مرة عام 1988، بعد تغطيته الأحداث في أفغانستان لصحيفة "عرب نيوز" التي تتخذ من الرياض مقرًا لها. في ذلك الوقت، أكّد تركي أن خاشقجي "لم يكن لديه أي علاقة مع المخابرات السعودية، وحتى مع المُستويات الدنيا".

وعندما شغل خاشقجي رئاسة تحرير "عرب نيوز" في التسعينات، جرى أول لقاء بينه وبين تركي، وحينها بدأت علاقتهما على المستوى المِهني.

توطّدت العلاقة بين خاشقجي وتركي في السنوات اللاحِقة، حتى أن الأخير عيّنه مرتين كرئيس تحرير لصحيفة الوطن، المملوكة للعائلة الحاكمة السعودية، وأحضره إلى لندن وواشنطن كمستشار إعلامي عندما أصبح سفيرًا.

على الصعيد الشخصي، وصفه تركي بأنه "كان محبوبًا، روحه مرحة ويتمتّع بحِس فكاهي رائع"، وعلى الصعيد المِهني كان خاشقجي "صحفيًا شديد الحساسية، وأخذ مهنته على محمل الجد".

وكما العديد من أصدقاء خاشقجي، وصفه تركي بأنه كان "متفائلًا وغير واقعي في بعض الأحيان. "لطالما كنت أقول له: كفاك يا جمال، كُفّ عن المزاح.. لا أظن أنك ساذج، انزل على أرض الواقع".

بيد أن العلاقة بين الرجلين انقطعت قبل 4 سنوات، وفق تركي، وعزا ذلك جزئيًا إلى اختلاف وجهات نظر كليهما حول جماعة الإخوان المسلمين. قال تركي: "دائمًا كنت أخبره أن هذه الجماعة تستخدم الأعمال الإرهابية لتعزيز آرائها تحت ستار الليبرالية. ودائمًا ما كان يُجيب خاشقجي: نعم، لقد انتقدتهم على ذلك، ودعوتهم لتجديد أفكارهم. إنها قديمة وينبغي تغييرها".

كانت الواشنطن بوست التي يكتب بها خاشقجي مقالات رأي منذ سبتمبر 2017، تركت "مساحة شاغرة" في صفحة الرأي خاصّتها ضمن الجزء المُخصص لمقالات الإعلامي السعودي منذ اختفائه في الثاني من أكتوبر. وكتبت "هذا العمود كان من المفترض أن يكون مكتوبًا من قِبل جمال".

الهجوم على المملكة.. "تشويه ظالم وغير عادل"

من جهةٍ أخرى، شدد الأمير تركي على أن "تشويه صورة المملكة ظالم وغير عادل "، موضحًا أن " الشعب السعودي راضٍ عن القيادة لأنها أنتجت رؤية للمستقبل، وتعمل على تنفيذ تلك الرؤية".

ورأى أنه "إذا راجع السعوديون أو عدّلوا أو أضافوا جديدًا على الرؤية، سيكون ذلك أفضل؛ إذ أن رؤية المملكة 2030 ليست وحيًا إلهيًا"، بحسب قوله.

وعلى خلفية الاتهامات الغربية الموجّهة لولي العهد السعودي على خلفية مقتل خاشقجي، قال تركي إن "الأشخاص الذين يظنون أن ثمة تغييرًا قد يطرأ على الخلافة في السعودية، مخطئون"، مُضيفًا أن "السعوديين باتوا أكثر دعمًا للأمير محمد بن سلمان بسبب تعرضه لهجمات من الإعلام الغربي".

وقال إنه "إذا تم إجراء استطلاع لآراء السعوديين اليوم، سيكون سلمان أكثر شعبية مما كان عليه منذ أسبوعين، وذلك بسبب شعور السعوديين بأن قائدهم يتعرض -ظلمًا- لهجوم من وسائل الإعلام الغربية".

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثار، بشكل غير مباشر، احتمالية تورّط بن سلمان في قتل خاشقجي، في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" نشرتها على موقعها الالكتروني الأربعاء.

وبسؤاله حول احتمالية تورّط بن سلمان في الجريمة، أجاب ترامب: "حسنًا، الأمير يُدير زِمام الأمور في السعودية أكثر من أي شخص في هذه المرحلة. إنه هو من يُدير الأمر، وإذا كان بإمكان شخص منح الضوء الأخضر لتلك العملية، فسيكون هو".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان