بعد استقبال نتنياهو لُمطلق النار بسفارة إسرائيل.. ملك الأردن: يجب محاكمة القاتل
عمان - (أ ف ب)
انتقد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، الخميس، موقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو "الاستعراضي" لدى استقباله مطلق النار العامل في سفارة إسرائيل بعمان والذي قتل أردنيين، الأحد، طالبًا محاكمته.
وطالب الملك - خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأردنيين - نتنياهو بالالتزام بمسؤولياته واتخاذ إجراءات قانونية تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة بدلاً من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصية".
وجاء ذلك في وقت احتفل الفلسطينيون في القدس بما اعتبروه "انتصارًا" نتيجة إقدام السلطات الإسرائيلية على إزالة التجهيزات الأمنية التي كانت استحدثتها منذ 14 يوليو في محيط المسجد الأقصى، إلا أن ذلك لم يترجم في تراجع حدة التوتر، إذ شهدت فترة بعد الظهر مواجهات على أبواب المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.
وتسببت هذه المواجهات بسقوط عشرات الجرحى.
وقتل حارس أمني في سفارة إسرائيل بعمان، الأحد أردنيين هما محمد الجواودة، 17 عامًا، والطبيب بشار الحمارنة، 58 عامًا، إثر إشكال وقع داخل مجمّع السفارة.
وسمحت عمان، الاثنين، للدبلوماسي بالمغادرة إلى بلده بعد استجوابه والتوصل مع حكومته إلى تفاهمات حول الأقصى، بحسب مصدر حكومي أردني.
واستقبل نتنياهو الحارس الأمني الذي قدم باسم "زيف" لدى عودته إلى إسرائيل، وحضنه، وأبدى تضامن حكومته معه. فيما بثت وسائل إعلام إسرائيلية صور اللقاء الذي حضرته سفيرة إسرائيل عينات شلاين دون إظهار وجه الحارس.
وقال نتنياهو خلال اللقاء: "سعيد برؤيتك وبأن الأمور انتهت بهذا الشكل. تصرفت بشكل جيد، وكان لزاما علينا إخراجك من هناك. لم يكن ذلك قابلا للنقاش ولكن كانت مسألة وقت فقط".
وأضاف: "انا سعيد بأنه كان وقتًا قصيرًا، أنت تمثل دولة إسرائيل ودولة اسرائيل لا تنسى هذا ولو للحظة".
وأثارت هذه التصريحات غضبًا واسعًا في الأردن، خصوصا مع انتشار صور استقبال الحارس عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال العاهل الأردني في اجتماع مع مجلس السياسات الوطني عقده بعد عودته الى المملكة من زيارة خاصة: إن تصرف نتانياهو "المرفوض والمستفز على كل الصعد يفجر غضبنا جميعا ويؤدي لزعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة، وهو غير مقبول أبدًا".
وأضاف أن أحد أفراد سفارة إسرائيل في عمان قام بإطلاق النار على اثنين من أبنائنا اللذين سنكرس كل جهود الدولة الأردنية وأدواتها لتحصيل حقهما وتحقيق العدالة"، مشددًا على أن الأردن لن يتنازل عن أي حق من حقوقهما.
وأشار إلى أنه سيكون لتعامل إسرائيل مع قضية السفارة ومقتل القاضي زعيتر وغيرها من القضايا أثر مباشر على طبيعة علاقاتنا".
وقتل جندي إسرائيلي القاضي رائد زعيتر في مارس 2014 أثناء عبوره جسر الملك حسين إلى الضفة الغربية. وتم فتح تحقيق مشترك إسرائيلي أردني فلسطيني في الحادث لم تظهر نتائجه حتى اليوم.
وعقب الاجتماع مع المسؤولين الأردنيين، الخميس، زار الملك بيت عزاء الفتى محمد الجواودة الذي قتل، الأحد، في حادثة السفارة، وقدم العزاء لذويه.
وشارك آلاف الأردنيين، الثلاثاء، في تشييع الجواودة وسط هتافات "الموت لإسرائيل".
وشيع جثمان الطبيب الحمارنة الذي يحمل أيضا الجنسية الألمانية، الخميس، في مادبا (نحو 32 كلم جنوب غرب عمان)، ووضع علم اسرائيل على الأرض عند مدخل الكنيسة ليدوسه المشيعون.
وترتبط الأردن بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: