إعلان

كيف يقرأ فرنسي وأمريكية وإندونيسي القرآن الكريم؟

02:16 م الأربعاء 21 يونيو 2017

القرآن الكريم

كتبت-رنا الجميعي:

أنزل الله القرآن على النبي محمد بلسان عربيّ، ولبيان آياته يجب فهم اللغة جيدًا، غير أن هناك مسلمون بلسان غير عربي، فكيف السبيل لفهمهم للقرآن؟، هل يتعلمون العربية أم يقرؤونه بترجمات مختلفة، هل يدركون المعاني المذكورة أم لا، في هذا التقرير نُحاول فهم الأمر.

دخل "هارون تيبول" الإسلام من باب الصوفية، يبلغ من العمر الآن 57 عاما، ومازال يتدبر معاني القرآن من خلال الترجمة الفرنسية. يقول لمصراوي إنه لا يشعر بالكثير من الكلمات، ويلاقي مشقة في فهمها، لكون كلمات القرآن المُترجمة للغته الأم، لا تعدو كونها ترجمة "حرفية"، وأحيانا ما تكون خالية من روح ما يريد الكتاب توصيله "أعتقد أن المترجمين يعيشون في فقاعاتهم الخاصة".

ويقول تيبول إن أولى الترجمات الفرنسية للقرآن كانت بالقرن التاسع عشر، ويُضيف عازف العود أن وقتها تم استخدام بعض المفردات المسيحية لتوصيل معاني القرآن، فمثلًا كلمة "الرحمة" في القرآن تترجم بـ"miséricord"، يُكمل هارون: "تلك الكلمة عندنا تقترب من معنى الخير أكثر من الرحمة".

لم يتعرف "تيبول" على القرآن منذ تحوّله للإسلام، بل بدأ أولًا بالانجذاب نحو المفردات الصوفية، حيث تربى بين شيوخ الصوفية بمدينة قونية التركية "انجذبت نحو كلمات مثل مجلس أو الأولياء"، ثُم بعد فترة من الزمن أقبل على قراءة القرآن والحديث.

منذ سنوات قليلة وجد "تيبول" ترجمة مناسبة داخل فرنسا، كانت الأفضل بالنسبة له لأنها تكتب بجانب الترجمة الكلمات العربية "وفهمت الكثير من المفردات الأصلية"، تلك التجربة جعلت "تيبول" يُدرك أن المسلم العربي ليس بعيدًا عنه "لأنه يتعلم أيضًا كلمات معينة ليست في لغته اليومية"، اكتشف عازف العود أيضًا من خلال تجربته مع الأتراك أنهم يقولون بعض الكلمات العربية حين يتحدثون عن موضوعات بعينها "مثل كلمة الدين والتصوف".

مع الوقت بدأ "تيبول" يفهم القرآن تدريجيًا، لكنه يعرف أنها رحلة مديدة، يقول "كلمة الحمد لله مثلًا تأخذ سنين حتى للمتحدث العربي لفهم معناها بحق". لم يحفظ عازف العود حتى الآن سوى بعض السور لإقامة الصلاة، بالنسبة لتيبول فإن قراءة القرآن ليست للعبادة، بل أدرك من خلال تجربته الشخصية أنها مصدر معلومات يستقي منها ما يُفهمه دينه، يختم العازف حديثه "أعلم أن كلامي صعب بالنسبة لمتكلم عربي، ولكن هذه هي تجربتي".

لم تختلف آراء "تيبول" عن ترجمات القرآن كثيرًا عن وجهة نظر "كيارا شانك" بها، حيث تلاقي صعوبة في قراءة المصحف بالإنجليزية "كثير من الترجمات سيئة، إما لأنها مكتوبة بإنجليزية قديمة أو لا تلتقط المعنى نفسه"، لكن أقرب الترجمات التي تُحبها الشابة الأمريكية هي للمفكر النمساوي محمد أسد "أظن أنها تحاول الاقتراب من المعنى بقدر الإمكان".

تعتقد "كيارا" أنه لفهم القرآن حقًا يجب قراءته بالعربية. تُحاول الشابة تدبره من خلال الاستماع إلى عروض يُقدمها أشخاص درسوا القرآن "مثل نعمان علي خان واسماعيل بن موسى منك المفتي الأكبر في زيمبابوي".

على العكس منهم كانت تجربة الإندونيسي "روني الزوبيري"، لم يواجه مشكلة قراءة القرآن بلغة أجنبية، ففي بلده يتعلم الصغار الحروف العربية لقراءة كتاب الله، أما هو فقرر تعلم العربية "دخلت معهد ديني لست سنين بعد الابتدائي"، ثم أكمل تعليمه بالأزهر الشريف.

بدأ الزوبيري قراءة كتاب الله أثناء المرحلة الابتدائية، وأكثر السور التي يجب معرفتها هي الفاتحة للصلاة بها، كذلك عدد من سور جزء عمّ، "ولما نكبر شوية بيكون فيه مصحف مخصوص عربي بس فيه ترجمة جنبها بالإندونيسية"، مضيفا أن ذلك المصحف يصدر عن وزارة الأوقاف في إندونيسيا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان