تشاتام هاوس: روسيا وإيران وتركيا تستعد لحصد ما زرعته في سوريا
كتبت- هدى الشيمي:
على مدار ستة أعوام، هي عمر الأزمة السورية، انتهج الغرب سياسات مختلفة تجاها. ويجد معهد "تشاتام هاوس" أن أغلب هذه السياسات باءت بالفشل.
ويقول المعهد إن روسيا وإيران وتركيا الآن، حققوا مكاسب على الناحيتين الدبلوماسية والعسكرية في سوريا، ويبدو أنهم يستعدون لحصد ما زرعوه، وأنهم أنهوا مصالحهم هناك.
ولكن إذا نظر الجميع للموضوع بصورة أقرب وأوضح، سيجدون أن الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي ما يزالوا يحتفظون ببعض النفوذ، وإذا طبقوا سياساتهم بشكل فعّال، سيستطيعون وضع تسوية سياسية نهائية، ودعم عملية إعادة الإعمار الشاملة، ومعالجة التطرف، والمساعدة على العثور على حلول لأزمة اللاجئين.
"النفوذ الاقتصادي"
أوضح المعهد أن الدول ذات النفوذ الأكبر في الأزمة السورية، هي التي تملك اقتصادا قويا، إذ أن الرعاة الخارجيين للنظام – روسيا وإيران- لا يملكون رأس المال اللازم لتنفيذ عملية إعادة الإعمار الشاملة، كما أنهم لا يرغبون في الإقدام على ذلك.
وبحسب البنك الدولي، فإن عملية إعادة الإعمار ستتطلب ما يقرب من 180 مليار دولار في الاستثمار، لكي يعود الناتج المحلي إلى ما كان عليه قبل بدء الأزمة.
وبإمكان الولايات المتحدة ومن يتبع سياستها تجاه سوريا، استخدام نفوذها الاقتصادي في تحديد المستقبل في الأراضي السورية بعد الانتهاء من التسوية السياسية، ولكن يجب أن يضعوا في الاعتبار ما حدث من تغيرات في المشهد السوري، وتجنب افتراض بأن مؤسسات الدولة قد تستعيد تلقائيا وضعها التي كانت عليه قبل حدوث الأزمة.
وأشار "تشاتام هاوس" إلى عدم وجود أي ضمان إلى بقاء روسيا وإيران حلفاء للأسد على المدى الطويل، فالاختلافات بين روسيا وإيران قد تفتح أفقا جديدة لاستكشاف سيناريوهات محتملة للتحول السياسي في سوريا.
وفقا للمعهد، فإن هناك منطقة واحدة فقط تجمع بين روسيا وأمريكا في الحرب السورية، وهي مقاتلة الجهاديين والمتشددين، وعلى رأسهم تنظيم داعش، وجبهة فتح الشام.
"الدروس المُستفادة"
وبالنظر إلى الحرب السورية خلال السنوات الست الماضية، هناك عدة دروس يمكن أن تستفيد منها الدول للحصول على نفوذ أكثر.
أولا، على الغرب تجنب الغموض حيال ما يتعلق بسبل إنهاء الحرب في سوريا، وأن يطبقوا ما يقولوه، مثلا دعوات الحكومة الأمريكية والبريطانية للمطالبة بتنحي الأسد، لم تُدعم بأي جهود دبلوماسية أو ضغوط عسكرية.
ويرى الموقع أن ذلك ساعد روسيا لكي تتصدر المشهد، وتصبح أهم دولة الغربية المشاركة في الحرب السورية.
ثانيا، الجماعات المُتطرفة في سوريا أبدت قدرتها الملحوظة على الاستفادة من الفرص المتاحة للانتشار، الحصول على المزيد من النفوذ.
وأشار الموقع إلى أنه لمواجهة الجماعات المتطرفة، يجب وضع إجراءات وتدابير على المدى الطويل من أجل التصدي لهم.
وحتى الآن خصص الغرب مبالغ كبيرة لتوفير المساعدات الإنسانية، والمجتمع المدني، وهيئات الحكم المحلي والمعارضة السورية، إلا أنها كلها على المدى القصير، قد تستمر لسنة واحدة أو أقل من ذلك.
وعندما تنتهي المساعدات والمشاريع التي ترعاها الدول الغربية، ستتدخل المعارضة، وتقدم نفسها للمحليين بأنها المسؤول الوحيد عن الأمن والتمويل.
وأخيرا، يجب أن تقبل كافة الأطراف أن نهاية الصراع السوري لم تتضح بعد، وأن أزمة اللاجئين، وتشرد المدنيين قد تستمر لفترة طويلة.
وقال "تشاتام هاوس" قوله، إنه بالنظر إلى أنه منذ عام 2011، لم يستطع صنّاع القرارات الغربيين وضع نهاية للصراع الوحشي الذي يحدث في سوريا، وتسبب في خلق أكبر أزمة لاجئين في العالم. وبرغم من ذلك، إلا أن هناك فرصة لإعادة تشكيل الوضع في سوريا بشكل نهائي، بالاعتماد على الدروس المستفادة، واستخدام الدول لنفوذها الاقتصادي من أجل وضع تسوية سياسية مناسبة.
فيديو قد يعجبك: