"اتفاق على مجموعة مراقبة الهدنة" في محادثات أستانة
لندن (بي بي سي)
أعلن الوفد الروسي إلى أستانة أن الجولة الجديدة من المفاوضات السورية انتهت بالاتفاق على تشكيل مجموعة اتصال دائمة تعمل على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال نائب رئيس الوفد الروسي، سيرغي فيرشينين، إن الجولة الجديدة لمحادثات أستانة خلصت إلى اتفاق بشأن مجموعة مكونة من روسيا وإيران وتركيا لمراقبة وقف إطلاق النار، حسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس للأنباء.
وأضاف سيرغي أفاناسييف، المتحدث باسم قيادة الأركان الروسية، إن المفاوضين تطرقوا أيضا إلى سبل تبادل السجناء، وقضايا متعلقة بإيصال الإعانات الإنسانية إلى المدنيين، حسب وكالة انترفاكس.
ونقلت الوكالة أيضا عن ستانيسلاف غادزيماغوميدوف، من قيادة الأركان الروسية، قوله إن "كلا من وفد الحكومة (السورية) وممثلي المعارضة عبروا عن التزامهم التام بشروط وقف إطلاق النار".
وكانت الجولة الثانية من محادثات أستانة حول سوريا قد انتهت دون صدور بيان مشترك على عكس ما كان قد أعلنه توماتوف ايدربيك، مدير قسم أفريقيا وآسيا في الخارجية الكازخية.
وقال رئيس وفد المعارضة، محمد علوش، في تصريحات إعلامية، إن المعارضة أصرت على ضم قطر والسعودية والأردن والإمارات إلى مجموعة مراقبة وقف إطلاق النار.
وجدد علوش رفض المعارضة لأي دور إيراني في سوريا، في تناقض مع ما أعلنه الوفد الروسي حول الاتفاق على مجموعة مراقبة الهدنة مكونة من روسيا وتركيا وإيران.
وأضاف رئيس وفد المعارضة أن اجتماعا آخر سيعقد قريبا في العاصمة التركية أنقرة.
من جانبه، قال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى أستانة، إن البيان الختامي لم يصدر بسبب معارضة تركيا لمسودته.
واتهم الجعفري وفدي تركيا والمعارضة السورية بمحاولة عرقلة المحادثات أيضا بوصولهم في اليوم الثاني للاجتماعات التي كانت مقررة يومي الاربعاء والخميس.
وانتقد الجعفري، في تصريحات عقب اختتام المحادثات، خفض تركيا لمستوى أعضاء وفدها إلى أستانة، معتبرا أن ذلك " لا يرقى لوضع تركيا كضامن ويطرح تساؤلات حول الدور التركي".
وأضاف أن على تركيا اتخاذ خطوات حاسمة لوقف دخول المقاتلين المتشددين إلى سوريا وإنهاء "انتهاكها للسيادة السورية" بسحب قواتها حتى يتسنى لوقف إطلاق النار الصمود على الأرض.
وكان رئيس وفد المعارضة السورية، محمد علوش، قد أرجع تأخر وصول وفده إلى الأوضاع الميدانية في سوريا.
وكانت الجولة الجديدة من محادثات السلام السورية، التي تدعمها روسيا وتركيا وإيران، وتساندها الأمم المتحدة، بدأت اليوم الخميس بعد إرجائها يوما.
وقالت كازاخستان الأربعاء إن المحادثات كانت مقررة مبدئيا في 15 فبراير/شباط، ثم أجلت إلى 16 لـ"أسباب فنية".
وفي الوقت الذي كان وفد الحكومة السورية يشارك في الجولة الجديدة من المحادثات، أدلى الرئيس السوري، بشار الأسد، بتصريحات قال فيها إن الرقة ليست هدفا ذا أولوية بالنسبة إلى القوات السورية، مضيفا أن هدفه هو استعادة "كل شبر" من الأراضي السورية.
وقال الأسد في مقابلة مع بعض وسائل الإعلام الفرنسية إن "الرقة رمز" فقط، مؤكدا أن الهجمات التي حدثت في فرنسا "لم تكن بالضرورة أعدت" في معقل تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن مسلحي التنظيم يوجدون قرب دمشق، وفي تدمر، وفي الجزء الشرقي من سوريا، وأن الأولوية "تعتمد على تطورات المعركة. وأن الرقة، أو تدمر، أو إدلب متماثلة، وواجب الحكومة هو استعادة السيطرة على كل شبر".
تثبيت الهدنة
وأفادت تقارير بأن مشاورات ثنائية في كازاخستان الأربعاء قبل عقد الجلسة العامة، وأن المشاركين يسعون إلى وضع تصور لإنهاء الصراع الذي قتل فيه أكثر من 300000 شخص منذ اندلاعه في 2011.
وقال يحيى العريضي، المتحدث باسم المعارضة، إن وفد المعارضة هذه المرة "أصغر" من ذلك الذي شارك في محادثات أستانة الشهر الماضي، عندما رفضت المعارضة التفاوض مباشرة مع ممثلي الحكومة.
ولم تسفر جولة المحادثات الأولى التي عقدت في العاصمة الكازاخية في يناير عن أي نتيجة مهمة.
وأرسلت روسيا المبعوث الرئاسي، ألكسندر لافرنتيف، لحضور الجلسات في أستانة، بينما أرسلت إيران، نائب وزير خارجيتها، حسين جابري أنصاري.
وقد ساعدت روسيا وإيران في التوصل إلى وقف القتال في سوريا، وكلاهما يساند الرئيس السوري بشار الأسد، بينما تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بالأسد.
فيديو قد يعجبك: