ماذا يعني "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة رسمية لإسرائيل، ومطالبته بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، أمس الأربعاء، خلق حالة من الغضب الشديد في جميع أنحاء العالم، إذ اعتبر السياسيون العرب والأجانب أن القرار الأمريكي يمثل تحديًا لهم وعدم اكتراث لتحذيراتهم المتكررة من خطورة تبعاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار سيكون له تأثير على اللاعبين الأساسيين في العالم، وأوضحت ذلك فيما يلي:
عملية السلام
تضرَّرت عملية السلام كثيرًا بعد انتهاء مهمة وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري بالفشل في عام 2014.
ويرى المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، أن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال سيكون له آثار كارثية على أي آمال متعلقة بإجراء محادثات سلام جدّية بين الجانببن الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيّما وأن وضع القدس كان أحد القضايا المحورية، التي أكد دبلوماسيون وصانعو سلام أن مصيرها يجب الاتفاق عليه بين الطرفين من خلال مفاوضات دبلوماسية.
فلسطين
سيتعامل الفلسطينيون مع قرار ترامب على أنه نهاية آمالهم وطالباتهم بأن تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وسيلجأ بعض الفلسطنيين إلى العنف، وسيقومون بالعديد من التظاهرات والاحتجاجات في العديد من المدن والقرى الفلسطينية، خاصة أنهم يشعرون الآن بأن الجهود الدبلوماسية لم تساعدهم على تحقيق ما حلموا به، وهو تأسيس دولة فلسطينية ذات سيادة (وهو ما جرى اليوم الخميس).
إسرائيل
انتشى الإسرائيليون من قرار ترامب. واعتبرت حكومة الاحتلال القدس عاصمتها الموحدة والدائمة منذ الاستيلاء على القدس الشرقية عقب حرب 1967، وسعوا للحصول على الاعتراف الدولي بها عاصمة رسمية لبلادهم.
وسيعزز القرار وجهة نظر العديد من السياسيين الإسرائيليين، بأنه لا يوجد ما يمكن تحقيقه من خلال التفاوض مع الفلسطنيين.
وستشهد المدينة احتفالات يقوم بها حوالي 200 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات في القدس الشرقية المحتلة بشكل يخالف القانون الدولي.
الشرق الأوسط
سيزيد قرار ترامب الاضطرابات في المنطقة التي تعاني من عدة مشاكل، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الولايات المتحدة إن تحرك الرئيس الأمريكي سيقود المنطقة إلى حلقة من نار، ليس لها نهاية قريبة.
وألمحت تركيا إلى أنها قد تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، إذا مضت أمريكا في تنفيذ قراراتها.
وترى المملكة العربية السعودية أن قرار ترامب سيقوض محادثات السلام، كما أدانت دول عربية أخرى على الحدود مع دولة الاحتلال، مصر والأردن ولبنان وسوريا، الأمر.
أوروبا
حذرت الكثير من الدول الأوروبية الرئيس الأمريكي من خطورة قراره، إلا أن الاسئلة المهمة هنا هي هل سيتخذ الاتحاد الأوروبي أي إجراء ردًا على ما فعله ترامب؟ وهل سيصدر قرارات حازمة من شأنها منع تنفيذ القرار، مثل فرض حظر صارم على البضائع والمنتجات المصنّعة في المستوطنات في الضفة الغربية؟ وهل يقرر قطع العلاقات مع الشركات الاسرائيلية التي تعمل في الأراضي المحتلة؟
المسحيون والأماكن المقدسة
أرسل البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال الأردن وفلسطين، وعشرات القادة من الكنائس والمواقع المقدسة الأخرى رسالة إلى الرئيس الأمريكي، الأربعاء، يحذرونه فيها من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال سيكون "ضرر لا يمكن إصلاحه".
وقال: "إن الكنيسة المقدسية التي انطلقت من هذه الأرض المقدسة، ولن تتوانى في صون مقدساتها في ظل صاحب الوصاية، جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، ستبقى دائمًا تعلي كلمة الحق وتضم صوتها لكل من يسعى لتحقيق السلام".
القدس
بلغ عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس حوالي 850 ألف شخص، ويعيش أغلبهم في منازل مزدحمة وأحياء فقيرة، وليس لديهم القدرة على الحصول على تصريحات لبناء منازل جديدة، أو تحديث القديمة.
ويعيش ثلاثة أرباع الفلسطينيين في القدس تحت خط الفقر، و25% مما يعيشون في أحيائها منعزلين عن باقي المدينة، بعد وضع حكومة الاحتلال حواجز لفصلهم عن المناطق الأخرى.
ولم يتضح حتى الآن كيف سيحسن قرار ترامب من أحوالهم، لاسيّما وأنه أكد في خطابه أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يصبّ في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكان نير بركات، رئيس بلدية القدس المحتلة، قد قال في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أمس الأربعاء، إن اليهود يشيدون بقرار ترامب، وأشار إلى أن من يتعامل مع القرار بعنف سيدفع ثمنًا باهظًا.
فيديو قد يعجبك: