بعد هجوم المسجد.. نيوزويك: لماذا يستهدف المسلمون إخوتهم المسلمين؟
كتبت- رنا أسامة:
سلّطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الضوء على الهجوم الإرهابي الذي نفّذه إسلاميون متطرفون، باستهداف مُصلّين بمسجد الروضة في قرية بئر العبد، شمال سيناء، ظُهر الجمعة، ما أسفر عن استشهاد 305 أشخاص، بينهم 27 طفلًا، وجرح 128 آخرين، بحسب ما أعلنت النيابة العامة.
وذكر بيان صادر عن النيابة العامة أن الهجوم الإرهابي بدأ مع بداية خطبة صلاة الجمعة، حيث فوجىء المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم ما بين 25 إلى 30 عنصرًا، يرفعون علم تنظيم داعش الإرهابي، وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة حاملين الأسلحة الآلية، وأخذوا في إطلاق الأعيرة النارية على المصلين. وأشارت إلى أن العناصر التكفيرية حضروا مستقلين 5 سيارات دفع رباعي، وأحرقوا السيارات الخاصة بالمصلين وعددها 7 سيارات.
وبينما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم إلى الآن، أشارت "نيوزويك" إلى أن المِنطقة ابتُليت لسنوات بهجمات عدة شنّتها "عناصر سُنيّة مُتطرفة" ضد قوات الأمن المصرية والمسيحيين. وتتساءل "لماذا استهدف المسلمون إخوتهم المسلمين في أقدس أيام الأسبوع، فيما اعتُبِر أعنف هجوم متطرف في التاريخ المصري؟".
تقول المجلة الأمريكية إن اعتقادات كل من المُصلين داخل المسجد، وهؤلاء الذين كانوا يترّبصون بهم في الخارج، تحمل مفاتيح الإجابة على ذلك السؤال.
وتُشير "نيوزويك" إلى أن مسجد الروضة، الذي يقع على بُعد 40 كيلومترًا غرب محافظة العريش، يُمثّل قِبلة المُصلين من المسلميين الصوفيين.
وينظر السلفيون المتشددون إلى الصوفيين باعتبارهم "هراطقة".
ويُعد تنظيم داعش، الذي أسّس ذراعًا محليًا في المنطقة عُرِف باسم "ولاية سيناء، المُشتبه به الرئيسي في أعنف هجوم تشهده الأراضي المصرية منذ إسقاط التنظيم طائرة روسية في أكتوبر 2015، أودت بحياة الـ224 كل من كان على متنها.
واستهدف تنظيم داعش الصوفيين في سيناء في عدة حوادث منتظمة في العام الماضي، بما في ذلك عملية ذبح الشيخ التسعيني سليمان أبوحراز، أحد أكبر مشايخ الصوفية في المنطقة، بعد اختطافه من منزله في العريش.
وإلى جانب سيناء، هاجم التنظيم داعش الصوفيين ومساجدهم وأضرحتهم في أماكن أخرى في جنوب آسيا والشرق الأوسط. في عام 2014، دمر الدواعش العديد من الأضرحة والمقابر للمسلمين الصوفيين في محافظة دير الزور، شرق سوريا.
وفي فبراير، هاجم انتحاري من داعش أحد أكبر الأضرحة الصوفية في العالم، وهو ضريح شهوان شريف، الواقع في مقاطعة السند الجنوبية في باكستان، مما أسفر عن مقتل 80 شخصا وجرح أكثر من 250 آخرين.
وتخلُص الصحيفة في خِتام تقريريها إلى أن الصوفيين سوف يبقون مستهدفين ومُعرّضين للمجازر الدموية كتلك التي شهدتها بلدة بئر العبد يوم الجمعة.
فيديو قد يعجبك: