قناة بنما.. لماذا يُهدد ترامب بالسيطرة عليها وهل تشعل أزمة جديدة؟
كتبت- سلمى سمير:
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، هدد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، باستعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما في حال لم تُعدل الأخيرة الرسوم المفروضة على استخدام القناة.
ووصف ترامب الرسوم المفروضة بأنها "مفرطة" و"غيرعادلة" تجاه الاقتصاد الأمريكي، الذي يتعرض للخداع على حد تعبيره، معربًا عن قلقه من النفوذ الصيني المحتمل تزايده في المنطقة التي يتخوف وقوعها في "الأيدي الخاطئة".
قوبل تهديد ترامب بردود فعل حادة من المسؤولين البنميين، حيث رفض الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو، تصريحات ترامب، مؤكدًا على سيادة بلاده على القناة التي ستظل مفتوحة وآمنة للتجارة العالمية، وفقًا لمعاهدة الحياد، بحسب تعبيره.
ما هي قناة بنما؟
تكمن أهمية قناة بنما في كونها ممرًا مائيًا حيويًا يربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، مما يقلل المسافة الزمنية والتكلفة للسفن التي كانت مضطرة لعبور أمريكا الجنوبية، حيث يُنظر إليها باعتبارها من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، حيث ساهمت في تسهيل حركة التجارة العالمية.
يصل طول القناة إلى حوالي 82 كيلومترًا من المياه العميقة إلى المياه العميقة، بمتوسط عمق 13 مترًا في منطقة جايارد، ويتراوح عرض القناة بين 150 و300 متر.
بدأت فكرة بناء القناة عام 1881 على يد شركة فرنسية، لكن المشروع انهار في عام 1889 بسبب صعوبات مالية وإدارية، وفي عام 1903، تم توقيع معاهدة بين بنما والولايات المتحدة، التي منح بموجبها الأمريكيون حقوق بناء وتشغيل القناة، مما مهد الطريق لبدء العمل في عام 1904، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها المشروع، بما في ذلك الأمراض والظروف الطبيعية الصعبة، تولى المهندس جورج واشنطن جوثالز الإشراف على البناء في عام 1907، إلى أن تم افتتاح القناة في 15 أغسطس 1914.
مهدت قناة بنما الطريق أمام السفن لعبور أسرع بين المحيطين الأطلسي والهادئ، مما جنبها الإبحار الطويل حول أمريكا الجنوبية، وساهمت بشكل كبير في تسهيل حركة التجارة العالمية.
مع تزايد النزاعات حول السيادة على القناة، تم التوصل إلى معاهدة "الحياد" في عام 1977 في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وتنص المعاهدة على انتقال السيطرة على القناة إلى بنما بحلول عام 2000، واحتفاظ واشنطن بحق الدفاع عن القناة، وهو ما تم فعلاً في 1999 بانتقال السيطرة إلى بنما.
من الجدير بالذكر أنه باستثناء السفن الصغيرة، لا تستطيع أي سفينة المرور عبر القناة بقوتها الذاتية، إذ يتم سحبها بواسطة قاطرات كهربائية، ويستغرق عبور القناة عادة حوالي 25 ساعة، بما في ذلك وقت الانتظار، كما أن مجموعات الأقفال المزدوجة في القناة تتيح للسفن المرور في اتجاهين متعاكسين في وقت واحد، مما يزيد من كفاءتها ويعزز قدرتها على استيعاب حركة المرور الدولية.
ويعبر القناة ما يصل إلى 14 ألف سفينة سنويًا، بما في ذلك سفن الحاويات التي تحمل السيارات والغاز الطبيعي والبضائع الأخرى، والسفن العسكرية.
فيديو قد يعجبك: