بلومبرج تنشر تفاصيل رسالة صوتية لأمير سعودي حول المسجونين بـ"الحائر"

كتب – محمد الصباغ:

كشفت شبكة بلومبرج الإخبارية عن أسماء بعض الأمراء السعوديين المقبوض عليهم بعد اتهامهم بالتجمهر اعتراضاً على عدم تحمل الدولة تكاليف فواتير الكهرباء، مشيرة إلى أن السبب ليس ما أعلنته السلطات بالمملكة العربية السعودية.

وقالت بلومبرج، في تقرير نُشر على موقعها، اليوم الاثنين، إن نجلي مالك "المراعي"، أكبر شركة ألبان سعودية، من بين الأمراء الذين أعلنت المملكة القبض عليهم الأسبوع الماضي بسبب التجمهر ضد قرار الحكومة بالتوقف عن دفع فواتير الخدمات لهم، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين.

والأمراء نايف بن سلطان وسعود بن سلطان، أبناء الملياردير سلطان بن محمد الكبير، مؤسس شركة المراعي، كانا من بين 11 أميرًا تم القبض عليهم يوم الخميس.

وأضاف التقرير أن الأمير نايف عضو بمجلس إدارة شركة المراعي، ومدير شركة زين للاتصالات، ثالث أكبر الشركات في هذا المجال بالمملكة. كما أشارت بلومبرج إلى أن أحد الأمراء نشر مقطعًا صوتيًا يتحدى فيه المسئولين السعوديين.

ويأتي القبض على الأمراء ضمن سلسلة من التحركات الحكومية تحت قيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي هزت أساسات القوة والنفوذ التقليدية في المملكة.

ومن أبرز المحتجزين منذ نوفمبر الماضي؛ الأمير ورجل الأعمال البارز الأمير الوليد بن طلال، ومعه عشرات من أغنى أغنياء السعودية، في حملة قالت عنها السلطات إنها تهدف لمواجهة الفساد.

وقالت النيابة السعودية، في بيان صادر أول من أمس السبت، إن الأمراء تم إرسالهم إلى سجن الحائر في انتظار محاكمتهم. وأضافت أن الأمراء كانوا يسعون للحصول على "التعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم في عام 2016".

ولم تستطع شبكة بلومبرج التواصل مع شركة زين السعودية للرد، في حين رفضت "المراعي" التعليق على الأمر.

وذكر التقرير أيضًا أن أحد أفراد الأسرة المالكة في السعودية نشر مقطعًا صوتيًا، قال فيه إن كل الاتهامات ضد الأمراء المقبوض عليهم، يوم الخميس "مزيفة تماماً" و"لا يمكن تصديقها".

وأكدت بلومبرج أنها تأكدت من صحة التسجيل بعد عرضه على شخصين مطلعين على القضية، ورفضا ذكر اسميهما.

وفي التسجيل يتساءل الأمير عبدالله بن سعود بن محمد عن كيفية أن يكون الأمراء لديهم مشكلة مع دفع فواتير الكهرباء والخدمات، قائلاً إن كل الأمراء المحتجزين "لديهم قدرات مالية كبيرة"، ورباهم أباؤهم على طاعة الملك.

ولفت التقرير إلى أن عائلة "الكبير" في الأسرة الحاكمة في السعودية تضم عددًا من رجال الأعمال البارزين، لكنهم بعيدون عن صنع القرارات السياسية.

وفي التسجيل الصوتي يقول الأمير عبدالله إن الأمراء المحتجزين تم اصطحابهم مع أحد أقاربهم إلى مبنى محافظة الرياض بعدما تلقوا استدعاءات للتحقيق في عمل سابق معه.

وأضاف أنه حينما وصلوا منعهم الحراس من الدخول بطريقة "استفزازية" ولم يتعرفوا على أي شخص ممن يتعاملون معهم، مشيراً إلى أن بعض الأمراء انتابهم "حماس الشباب"، وبدأت بعض المناوشات، ثم ألقي القبض عليهم.

لكن في النهاية عاد الأمير عبدالله ليثني على قيادة الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان، وانتقد محاولات البعض ممن يريدون أن يخلقوا الانقسام بين الأسرة الحاكمة في المملكة.