صحف الخليج تتحدّث عن "الفيلم التلفيقي" و"ورقة الفشل الأخيرة" لقطر
كتبت- رنا أسامة:
اهتمت صحف الخليج، في أعدادها الصادرة الأحد، بالحديث عن ديموغرافية قطر المُهددّة بفعل قراراتها التي وصفتها بـ"المجنونة"، وتأثير أزمتها الحالية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب على وحدة مجلس التعاون الخليجي اقتصاديًا، في الوقت الذي لا يلوح في الأفق ما يُنذر بحل الأزمة قريبًا، فضلًا عن أساليب الدجوحة القذرة التي مارستها، وما تزال، لتخريب المِنطقة.
كما تحدّثت عن سياساتها الخاطئة التي أفضت إلى أزمتها الجارية، بما في ذلك تمويلها المُعلن للإرهاب وإيوائها لرموز إرهابية، إلى جانب ورقة الفشل الأخيرة التي تلعب بها قطر للخروج من الأزمة. وتطرّقت إلى وثائقي "الجزيرة" القطرية عن دولة الإمارات الذي وصفته بـ"الفيلم التلفيقي المُفبرك".
"ديموغرافية قطر"
كتبت صحيفة "عكاظ" تقول إن إعلان الحكومة القطرية قانون "الإقامة الدائمة" يُمثّل تحوّلًا خطيرًا في الديموغرافية السكانية للإمارة الخليجية الصغيرة؛ إذ يمنح القانون الجديد المُقيم الأجنبي في قطر امتيازات عدة، تُشكّل تهديدًا حقيقيًا على التركيبة السكانية للدوحة، في الوقت الذي تُعاني فيه الدوحة من خلل واضح في تكيبتها السكانية.
وأضافت الصحيفة السعودية أن أحد أخطر التحوّلات التي شرع لها القانون الجديد، هو أحقيّة حاملي "البطاقة الدائمة" التعيين في الوظائف العسكرية، التي كانت حِكرًا على مواطني الدولة، قائلة إن هذه الخطوة تُمثّل "مُنعطفًا مهمًا في تاريخ القوات العسكرية القطرية".
كما لفتت، في تقريرها بعنوان (القرارات "المجنونة" تُهدّد ديموغرافية قطر!)، إلى أن هذه الخطوة تُعد دفعة جديدة لآلاف المُرتزقة الذين يقطنون الدوحة، وامتهنوا المُنافحة عنها ضد جيرانها، في حين لن يجد مئات الآلاف من العِمالة البسيطة التي تُعاني من انتهاكات حقوق الإنسان في الدوحة أي فائدة من "القانون الجديد" الذي يُزيد من الهوّة بين ديموغرافية السكان في "مدينة التناقضات"- على حدّ وصفها.
"وحدة الخليج الاقتصادية"
ورجّح د. عبدالله بن ربيعان، في مقاله بصحيفة "الرياض"، أن تؤثّر الأزمة الحالية بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، من جهة، وقطر من جهة أخرى، على تكتّل دول مجلس التعاون الخليجي الست، الذي تجاوزت بدايته 35 عامًا من الزمان، لا سيما لو طالت الأزمة واستمرت المقاطعة.
وأضاف الكاتب في مقاله، الذي حمل عنوان (أزمة قطر ووحدة الخليج الاقتصادية)، أن "مقاطعة الدول الأربع لقطر اليوم هو أقوى اختبار تمر به تجربة التكامل الاقتصادي الخليجي، فالمقاطعة دخلت شهرها الثالث ويبدو أنه لاحلول قريبة في الأفق، كما يلاحظ غياب صوت الأمانة العامة للمجلس في التعليق على أثر الأزمة اقتصاديا على اتفاقية التكامل".
وتابع: "وإذا ما أصرت قطر على موقفها واستمرت المقاطعة لفترة أطول، فالأكيد أن تجربة التكامل الاقتصادي الخليجي ستكون تحت ضغط كبير، وربما أدى للتراجع عنها أو عن بعض بنودها، سيما والمقاطعة تتضمن منع انتقال السلع والأشخاص ومنع هبوط الطائرات وغيرها، وهو مايعني ضمنيًا تعليق اتفاقية التكامل الاقتصادي حاليا فيما يتعلق بقطر".
واختتم مقاله قائلًا "سيتضح خلال الأشهر القليلة المقبلة إن كانت الوحدة الخليجية ستعود وتستمر كما كانت- وهو مايتمناه الجميع- أو أنها ستستبعد قطر نهائيًا وتستمر بين خمس دول فقط في مرحلة السوق المشتركة وثلاث دول فقط هي السعودية والكويت والبحرين في مرحلة الوحدة النقدية، وإن كانت المرحلة الأخيرة لن تتحقق على الأرجح سواءً بقيت قطر في منظومة التعاون الخليجي أو خرجت منه".
"سياسات خاطئة"
وفي افتتاحيتها بعنوان (أزمة قطر نتاج سياسات خاطئة)، قالت صحيفة "اليوم" إن: "الأزمة القائمة بين الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب ودولة قطر، هي نتاج سياسات خاطئة أوغلت الدوحة في ارتكابها، بتمويلها المشهود والمعلن للإرهاب وإيوائها لرموز إرهابية ودعمها بالمال والمواقف السياسية والإعلانية لتنظيمات إرهابية عديدة، وعلى رأسها إرهاب الدولة المتمثل في النظام الإيراني، وتلك سياسات ستؤثر سلبا على دولة قطر، لاسيما في المجالات الاقتصادية وغيرها".
وأضافت: "مازالت الدول الأربع ودول المنطقة وكافة دول العالم متمسكة بمواقف ثابتة تجاه الدوحة، تتمحور في أهمية التزامها بما وقعت عليه عامي 2013 و2014، وما التزمت به في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي عقدت بالرياض، بالكف عن دعم الإرهاب بكل صور وأشكال الدعم، والتمسك بتلك المواقف هو اتجاه سيؤدي لاحتواء تلك الظاهرة الإرهابية التي تدعمها الدوحة ومن سلك مسلكها".
واختتمت بالتأكيد على أنه ليس من مصلحة الدوحة التعاطف مع الإرهابيين، والاستقواء بالدول الأجنبية، وتكديس المزيد من الأسلحة على الأراضي القطرية، ومواصلة السباحة ضد التيار، قائلة إن هذه الأساليب لن تجدي نفعا في تسوية الأزمة القائمة، وفي مواجهة آثار ما تركته الأزمة على الشعب القطري، الذي تكن له الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وسائر دول العالم الاحترام والمحبة.
"أساليب قذرة"
وفي تقرير بعنوان (نفاق الدوحة.. بدأ بتهشيم المنطقة ووصل إلى الحج)، قالت "البيان" الإماراتية "مارست قطر كل ما بوسعها من أساليب قذرة من أجل المزيد من التخريب وجلب الأجنبي إلى المنطقة، حاولت ولاتزال أن تضع مصير المنطقة بيد القوى الخارجية، باعتبارها استراتيجية لتفتيت المنطقة وتحويلها إلى وصايات خارجية، كونها حتى الآن لم تتصرف كدولة مستقلة وذات سيادة".
وتابعت الصحيفة قائلة إن "قطر وضعت ملفات المنطقة بيد ألد الأعداء في المنطقة، فقد بات لإيران صولة وجولة في الأرض الخليجية عبر البوابة القطرية، فتحت أراضيها لكل من هب ودب من عسكر الأرض لتكون محمية كما هي عادتها طوال التاريخ، لعبت بالنار وماتزال من أجل استمرار سياسة ضرب استقرار المنطقة".
وأشارت إلى أن قطر ذهبت قطر إلى أبعد من ذلك، فضربت النسيج الخليجي الخليجي وبدأت عبر قنواتها وأبواقها الإعلامية المأجورة التحريض ونشر الكراهية والافتراء على الدول وشعوبها من أجل أن تحقق مصالح وأجندات خارجية، ذلك أن لا أحد يستفيد مما تقوم به قطر سوى الخارج الذي يتربص بأمن واستقرار المنطقة.
والأنكى من ذلك، بحسب الصحيفة، أن "تنظيم الحمدين" اقتحم المقدسات ليلعب على الوتر الديني الخطير، بالإساءة إلى ما تقوم به السعودية في خدمة الحجيج، وافترت على المملكة بادعائها أن السعودية تمنع حجاج قطر من أداء من مناسك الحج لهذا العام، وقدمت ما يسمى بـ"اللجنة القطرية لحقوق الإنسان" شكوى إلى الأمم المتحدة بحق السعودية، في أكبر عملية تسييس وتدليس ضد المملكة ومناسك الحج.
"ورقة الفشل الأخيرة"
ورأت "الخليج" الإماراتية، تحت عنوان (قطر تلعب بورقة الفشل الأخيرة)، أن قطر تعمل بمختلف السبل للنجاة من العزلة المتعاظمة، التي سقطت فيها منذ أن قاطعتها الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب.
وقالت "بعد أن اعتمدت التباكي والارتماء في أحضان أطراف عدة؛ بحثًا عن الحماية، وبعد أن جربت الاستثمار في الجماعات الإرهابية ولم تنجح، وفشلت في التباكي أمام المنظمات الدولية؛ لضعف حججها وخداع مزاعمها، يبدو أن من يدير سياسات الدوحة بدأ يلجأ إلى تخويف الرأي العام الغربي والأوروبي خصوصًا من احتمال إطالة عمر الأزمة القطرية، بما سيؤثر في أسعار الطاقة من نفط وغاز. وفي هذا السياق، صرح سفير تميم بن حمد في ألمانيا بأن أزمة بلاده مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ستؤثر في أسعار منتجات الطاقة، ما يعني زيادة أسعار المنتجات الأخرى".
"الفيلم التلفيقي"
فيما تحدّثت الكاتبة فوزية رشيد عن الفيلم الوثائقي الذي بثّته قناة "الجزيرة" القطرية عن دولة الإمارات العربية المتحدة، بعنوان (إمارات الخوف)، واصفة إيّاه بـ"التلفيقي".
وقالت الكاتبة، في مقالها بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، "يبدو أن الأزمة لحست عقول مُعدّي البرامج في قناة الكذب والفبركة والتلفيق، فأخذوا كل ما كشفته الوثائق والأدلة ضد المخاطر القادمة من قطر لتُلصِقها (على الطريقة الإيرانية هذه المرة) بالإمارات، بل وبقية دول المقاطعة! فجاء الفيلم الفج (رغم إخراجه المدروس!) مُضحكًا أكثر مما هو ناقلًا لحقيقة أي وضع في دولة الإمارات بأقل قدر من الموضوعية. وطوال فترة المشاهدة التي استغرقت (50 دقيقة) كان السؤال هو: هل يتحدث البرنامج والفيلم وأسئلة المذيعة عن الإمارات أم عن قطر؟!".
وأنهت مقالها بالقول إن "المثل الذي ينطبق على هذا الفيلم التلفيقي المركب ضد الإمارات هو (إن لم تستح فافعل ما شئت!) و(رمتني بدائها وانسلت)! و(للباطل جولة وللحق جولات).
ويالسخف الإعلام في "الجزيرة" القطرية الذي لم يجد شيئا يقوله والأدلة تحاصر راعيه القطري، إلا أن يرمي ما يفعله على دول المقاطعة، التي قاطعت قطر لخطورة دورها على الأمن الخليجي والعربي بل والدولي، وكل ذي عاهة جبار وفوقه الجبَّار!".
فيديو قد يعجبك: