نيويورك تايمز: المحاكم.. مخاوف ترامب الحقيقية
كتب - ممدوح عطا:
هاجمت صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشدة، وقالت إن ما صدر عن ترامب في الآونة الأخيرة بخصوص الحكم القضائي بتعليق الحظر الذي فرضه على دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة "تهديد لدولة القانون."
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها يوم الاثنين أن ترامب أضاف القضاء الأمريكي إلى قائمة أعدائه.
وجاء في الافتتاحية أن ترامب لم يتفوه بكلمة واحدة عن المذبحة التي ارتكبها شخص ابيض يعتقد بتفوق البيض على الملونين، مسلح ببندقية هجومية، مهاجما مسجدا في مقاطعة كيبيك الكندية، وقتل ستة مسلمين اثناء الصلاة.
وإلى نص الافتتاحية:
"عندما لا يحصل الرئيس دونالد ترامب على ما يريد، فانه يبحث عن شخص ما لإلقاء اللوم عليه – فمستطلعي الآراء مخادعون، والناخبون منافقون، والصحفيون كاذبون.
أي شخص يحاول أن يستجوبه أو أن يستعلم عن أفعاله، يصبح خصما له.
على مدار الأيام السابقة، أضاف جهة كاملة من الحكومة الفيدرالية إلى قائمة اعدائه.
يوم الجمعة الماضي، قام القاض الفيدرالي جميس روبرت، بتجميد قرار الرئيس ترامب التنفيذي والذي يمنع دخول اللاجئين والمهاجريين من سبع دول ذات اغلبية مسلمة.
في اليوم التالي سخر من القاضي جميس روبرت الذي قام بتعيينه الرئيس السابق جورج بوش الأبن، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي" توتير" قائلا "هذا القاضي" الذي أصدر قرارا "مثيرة للسخرية".
كان ذلك سيئا بما فيه الكفاية، لكن يوم الاحد، اصبحت سخرية الرئيس أكثر قسوة، فكتب توتية "لا أستطيع أن اصدق أن قاضيا وضع البلاد في خطر محدق" وأفاض في تهكمه "إذا وقع شيئ ما فإنني ألقى بالمسئولية عليه وعلى النظام القضائي. هذا سيء!"
من أين نبدأ؟ في نفس الأسبوع الذي أفصح فيه عن مرشحه للمحكمة الدستورية العليا، اتهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ليس القاضي فقط، بل النظام القضائي الأمريكي برمته، بتحريض الإرهابيين على قتل الأمريكيين.
لذا من المعقول ان نتساءل إن كان الرئيس ترامب يتوقع طريقة لألقاء اللوم على تدخل المحاكم ضد أي هجوم في المستقبل.
في الواقع، حدث هجوم إرهابي بعد اصدار الرئيس ترامب نظام الهجرة، فقد قام شخص ابيض يعتقد بتفوق البيض على الملونين، مسلح ببندقية هجومية، مهاجما مسجدا في مقاطعة كيبيك الكندية، وقتل ستة مسلمين اثناء إقامة الصلاة.
لم يتفوه الرئيس ترامب بكلمة واحدة عن المذبحة، بالرغم من انه كان سريعا في إخبار الامريكيين بأن يكونوا "أذكياء،" منذ أيام، عندما هاجم شاب مصري يحمل سكينا دورية عسكرية بباريس متسببا في إصابة جندي واحد.
في العالم المظلم، السيد ترامب وكبير مستشاريه السيد ستيفن بانون، الذى يسكن فيه، "كن ذكيا" تعني تجميد الهجرة من الدول التي ليست مسؤولة عن هجوم واحد على الولايات المتحدة الامريكية خلال اكثر من عقدين . وكما قال العديد من خبراء الأمن القومي، بان النظام سيتسبب في زيادة التهديدات الإرهابية على الأمريكيين وليس شيء اخر. وعلى عكس ما يدعيه الرئيس ترامب، لم يتدفق أحد إلى امريكا. اللاجئون والمهاجرون يجتازون مسبقا عملية تدقيق عميقة ومتعددة المستويات والتي يمكن ان تمتد الى عامين.
لكن مخاوف الرئيس ترامب مبنية على مخاوف غير عقلانية، والتي تدخل في نطاق المحاكم "القضاء."
لا يعد القاضي جميس روبرت أول قاض، يلوث الرئيس ترامب سمعته، فقد سبقه ذلك القاضي الفيدرالي جونزلو كوريل. خلال حملته الانتخابية العام الماضي، وجه المرشح الرئاسي دونالد ترامب انتقادات شديدة للقاضي الذي ترأس دعوى احتيال جماعية ضد ما يدعى "جامعة ترامب." كان القاضي جونزلو كوريل موضوعيا في حكمه، وادعى السيد ترامب بأن حكمه يرجع لأنه مكسيكي. كان الرئيس قد وعد ببناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك وترحيل ملايين المكسيكيين الذين لا يحملون وثائق هجرة. يذكر أن القاضي كوريل ولد في ولاية انديانا، وقام المرشح ترامب بإقامة دعوة قضائية للتعويض بقيمة 25 مليون دولار في نوفمبر الماضي.
أن ما صدر عن ترامب وهو مرشح رئاسي هو شيء فاضح، ولكن ان يصدر من الرئيس ترامب فهو تهديد لدولة القانون. يمكن للقضاة الالتزام بذلك إذا كانوا لا يتفقون معه وسوف يوجهون عضبه، وربما غضب 25 مليون متابع له على تويتر.
هجمات الرئيس ترامب المتكررة تنذر بالشؤم وتعطى مجهوداته لتخويف وتدمير الصحف والمجلات، ورغبة الكونجرس في اتخاذ موقف المحايد، بدلا من مسألته.
واليوم، على الأقل، فإن الادارة الجديدة تتبع القواعد وتطعن على قرار القاضي روبرت امام محكمة الاستئناف الاتحادية، لكن الرئيس ترامب قد يقرر – ساخطا من حكم أو نكاية كاملة من قاض - أنه لا يحتاج إلى الاذعان للنظام القضائي. من سيوقفه حينئذ؟
فيديو قد يعجبك: