نيويورك تايمز: بيتكوين.. نثق في التكنولوجيا أكثر من البشر

كتب – محمد الصباغ:

أوضح مقال في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه لا حاجة إلى محلل اقتصادي ذكي لنلاحظ أن "البيتكوين" مجرد فقاعة، مشيرًا إلى أن ذلك يظهر أن الإنسان بات يثق في التكنولوجيا الرقمية أكثر من الحكومات.

وذكر كاتب المقال، تيم هو، الذي يعمل أستاذ للقانون بجامعة كولومبيا الأمريكية، أن العملة الإلكترونية ارتفعت قيمتها من 39 سنتًا إلى 18 ألف دولار في ثماني سنوات فقط، ومؤخرًا باتت حديث وسائل الإعلام بتضاعف قيمتها في أيام قليلة.

وأضاف أنه مع هذا الارتفاع في القيمة فهناك سبب للتفكير في شيء أعمق وأكثر أهمية يحدث وهو أن صعود قيمة العملة الرقمية ربما يعكس تحول الثقة المجتمعية من المؤسسات البشرية التي تقف وراءها الحكومة نحو أنظمة تعتمد على أكواد إلكترونية تم اختبارها جيدًا.

وتابع أنه وسط الخوف من الأخطاء البشرية نضع ثقة عميقة في التكنولوجيا.

ربما تكون العملة الرقمية (بيتكوين) فقاعة، لكن ليست كل الفقاعات متساوية. فالبعض ربما يكون لا شيء بينما هناك فقاعات تتحول إلى أمواج كبيرة، بحسب المقال. وأضاف "فكروا في أسواق التكنولوجيا في أواخر التسعينيات – فقاعة، وهل كانت شركة أمازون مبالغ فيها آنذاك؟"

واعتبر الكاتب أن ما يعطي العملة الرقمية (بيتكوين) فقاعة لها قيمة، هو أنها جاءت جزء من شيء أكبر منها. في وقت نفقد فيه الثقة بالبشر أكثر وأكثر ونعتمد على الآلات. وبات الأمر أكثر وضوحًا بالنظر إلى هذا التحول خارج الشئون المالية. وضرب مثالًا بالثقة في أجهزة الكمبيوتر وجعلها تتحكم في الطائرات، مثل إيجاد الطريق إلى الأماكن المختلفة.

العملات الرقمية جزء من هذا الأمر. فالكثير من الأخطاء البشرية كانت إلهامًا لاختراع البيتكوين في عام 2009، وتحديدا كانت الأزمة المالية العالمية. كانت البنوك المدعومة من الدول القوية مصدر ثقة، لكنهم باتوا مستهترين ويستغلون أموال الأشخاص الآخرين ويمتلكون عدد هائل من الممتلكات مقابل وعود ربما لا يمكن الوفاء بها.

وبالنسبة لمبرمج كمبيوتر، يبدو النظام المالي مثل "كود" لم يتم اختباره ويضع في حسبانه أن البشر في الغالب يتصرفون بشكل صحيح. لكن بحسب المقال، في النهاية البرنامج مثل أي تقنية إلكترونية سيئة، يمكن توقع حدوث يتدمر حينما تتغير الشروط الموضوعة في هذا النظام.

انتشار عملات البيتكوين الرقمية يأتي لأنها ملكية مستقلة بعيدا عن الحكومات، والبنوك الرئيسية والمشاكل التي تأتي من ورائهم. لكن في النهاية –يقول الكاتب- تعتمد العملات الرقمية على سلسلة من الحسابات اللامركزية ويتم خلالها تتبع عمليات التحويل بصرامة.

واختتم مقاله بالقول إن عملة بيتكوين لا يمكنها أبدًا أن تحل محل طريقة التعامل النقدي العادية، لكنا ربما تعمل بشكل جيد كمخزن للقيمة يمكن بيعها عند الحاجة. لكن في النهاية يمكن القول إنه على الرغم من حبنا للبشر الآخرين، لكن الآن نحن نثق في الأكواد.