الجارديان: وثيقة ترامب للأمن القومي "خادعة"
كتب- هشام عبد الخالق:
حللت صحيفة "الجارديان" البريطانية، استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، أمس الإثنين، في مقال تحت عنوان: "استراتيجية ترامب للأمن القومي.. مظهر خادع للمصداقية".
وقالت الصحيفة في بداية مقالها: "تجاهلوا عنوان المقال، فما فعله ترامب ليس استراتيجية بالطبع، ولن تحمي الأمن القومي للولايات المتحدة أيضًا، فهي محاولة لتجميع آراء وتصريحات الرئيس ترامب عن الأحداث الجارية في العالم، بالإضافة إلى حكم من يجاورونه في السُلطة، فظهر لنا ورقة عبارة عن مظهر من مظاهر الخداع لهذه الإدارة الخطرة وغير المنتظمة، التي تحاول بناء إطار لاتخاذ القرارات الخطيرة.
وتابعت الصحيفة قائلة إن إصدار هذه الوثيقة ضرورة قانونية، ولكن الالتزام بها ليس كذلك، ويعترف كثير من المسؤولين أنهم اهتموا قليلًا بسابقاتها، فهي مجرد إصدار روتيني، ولكن ليست بلا معنى.
تستطيع وثيقة الأمن القومي، أن تجبر الإدارة على التخلي عن القضايا المهمة والطارئة لصالح القضايا الأهم، وفي أوقات أخرى تحدد طريقة تفكير الولايات المتحدة، مثل ما حدث مع إدارة جورج بوش قبل حرب العراق.
انتقدت الوثيقة كلًا من موسكو والصين، واصفةً إياهم بـ "قوى تحاول تشكيل عالم يتناقض مع قيم ومصالح الولايات المتحدة"، واتهمت الوثيقة موسكو بالتدخل في الشؤون السياسية للدول الأخرى، بدون ذكر لتدخلها في انتخابات عام 2016، وهو الأمر الذي يعارضه ترامب.
يقوم حاليًا روبرت مولر المستشار الخاص بالتحقيق في اتهامات حملة ترامب بالتواطؤ مع روسيا، وهو الأمر الذي ينكره الرئيس دائمًا، وهاجم ترامب ومؤيدوه التحقيق في الآونة الأخيرة بلا هوادة.
هاجمت الوثيقة الصين بشكل معتدلٍ إلى حد ما، حيث اعترفت بضرورة الحاجة إلى التعاون بين الدولتين، وسوف تنتظر الصين لترى ما إذا كان سيتم اتخاذ أي إجراءات ضدها، ولكن مع تزايد القوة الصينية، تحاول بشكل متزايد إعادة صياغة القوانين الدولية وفقًا لذلك.
قد تكون الصين هي التحدي الأكبر الذي يهدد الولايات المتحدة، ولكن ما زالت أمريكا بحاجة إلى المساعدة الصينية لمواجهة القضايا المشتركة مثل كوريا الشمالية.
في الوقت الذي بدا فيه أوباما لينًا ولم يهاجم الدولتين بشيء يذكر، كان ترامب على النقيض ذو "لسانٍ كبير"، وتكلّم بقوة، ولكنه مهّد الطريق للصين مقللًا بذلك من دولته بتعصبه الأعمى، تجاهله، تبجحه وعدم واقعيته.
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: "حاول ترامب تقوية تحالفاته فازدادت توترًا، وانتقد مرارًا اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ التجارية، ولكن دون أن يعرض بديلًا عنها، وأقلقت تصريحاته "العنترية" عن بيونج يانج أصدقاء الولايات المتحدة القدامى، فقد تحدث بغطرسة عن الخلافات بين دولته وكلًا من اليابان وكوريا الجنوبية وكذلك أوضاعهما الاقتصادية، مهددًا بقطع اتفاقية التجارة الحرة مع سيول، ويبدو أن ترامب يشعر بالراحة مع الزعماء الاستبداديين، ويبتعد عن الزعماء الذين تتفق مبادئهم مع الولايات المتحدة".
فيديو قد يعجبك: