واشنطن بوست: طرق بحرية جديدة للهجرة إلى أوروبا
واشنطن (أ ش أ)
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم /الأربعاء /أنه بينما حققت أوروبا بعض المكاسب في معركتها للحيلولة دون وصول المهاجرين إلى شواطئها، إلا أن طرقا جديدة ظهرت مؤخرا وشهدت حركة مرورية مزدحمة، وذلك في ضوء مساعي بعض من أكثر الناس المستضعفين في العالم للوصول إلى أراض أكثر أمنا، غير مبالين بالمخاطر المحتملة التي تحدق بهم.
وأشارت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- إلى انخفاض التدفقات عبر البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا في منتصف يوليو الماضي بعدما أبرمت السلطات الإيطالية اتفاقا غير معتاد مع الميليشيات المحلية الليبية للحد من تهريب البشر.
مع ذلك، قالت الصحيفة: "إن طرقا أصغر شهدت اقبالا، حيث ازدادت حركة المرور من المغرب إلى إسبانيا بشكل مطرد ولجأ المزيد من الأشخاص إلى البحر الأسود المحفوف بالمخاطر للخروج من تركيا إلى رومانيا".
وأضافت: "أنه على الرغم من أن هذه الطرق لا تبدو متصلة بشكل مباشر بتضيق الخناق على طرق ليبيا، إلا أنها تعد مثالا واضحا على رغبة المهاجرين في إيجاد مسارات جديدة إلى أوروبا بعد اغلاق الطرق القديمة، وفقا لمسئولين ومحللين".
ونقلت الصحيفة عن إليزابيث كوليت، مديرة معهد سياسات الهجرة في أوروبا، قولها: "إن هذه التدفقات لا تعني بالضرورة أنها نفسها تدفقات المهاجرين القادمين من لبيبا، ولكنها تثبت أن مسارات الهجرة وتدفقاتها تتغير باستمرار".
وأبرزت الصحيفة أن الانخفاض الحاد في تدفقات المهاجرين من ليبيا- التي انخفضت من حوالي 22 ألفا و155 شخصا في يونيو إلى ألفي و887 شخصا في اغسطس- سبب ارتياحا لدى القادة الأوروبيين الخائفين من غضب ناخبيهم الذين يشعرون بالاستياء ويعترضون على وصول المزيد من المهاجرين.
واستدلت الصحيفة على ذلك بانتخاب "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المناهض للهجرة خلال الانتخابات البرلمانية الألمانية الأخيرة، بنسبة بلغت حوالي 13%.وهذا جاء بعد الانتخابات المحلية في إيطاليا في شهر يونيو الماضي والتي فاز فيها أيضا السياسيون المناهضون للهجرة.
وأوضحت واشنطن بوست أن القادة الأوروبيين ضغطوا على عدة جبهات لوقف الهجرة بعد انفجار الأزمة في 2015 عندما وصل أكثر من مليون طالب لجوء إلى الأراضي الأوروبية.
وبعد ذلك، أبرم قادة الاتحاد الأوروبي صفقة مع تركيا بلغت قيمتها 1ر7 مليار دولار لإغلاق حدودها ووقف التدفقات.
كما بدأوا العمل بشكل مكثف مع دول أفريقيا جنوب الصحراء ورهنوا المساعدات الإنمائية باستعداد البلدان لقبول العائدين من أوروبا وتقديم مساعدات جديدة مقابل تعهدات بخفض التدفقات.
كما أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إيطاليا والاتحاد الأوروبي قاموا أيضا بتدريب وتجهيز خفر السواحل الليبي الوليد لإعادة السفن المهاجرة، وهو جهد ساهم في وقف هجرة حوالي 16 الف مهاجر حتى الآن في هذا العام، وفقا لبيانات مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: