إعلان

​"فورين بوليسي": دبلوماسية تيلرسون نجحت في دفع التقارب العراقي السعودي

09:47 م الأحد 29 أكتوبر 2017

حيدر العبادي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالعظيم قنديل:


اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن جولة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الشرق الأوسط تكللت بنجاحه في تعزيز التقارب بين السعودية والعراق.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، كان قد التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في السعودية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان، وجرى افتتاح الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي العراقي، بحضور وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.

كما وصف التقرير إنشاء مجلس التنسيق السعودي العراقي بأنه انفتاح ملحوظ في علاقات متجمدة بين خصمين إقليميين (العراق والسعودية)، وعلى الرغم من أن النتائج الملموسة كانت ضئيلة، لكنه عكس تقارب ملحوظ بين قادة البلدين.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى توتر العلاقات بين الرياض وبغداد منذ حرب الخليج الأولي 1990، حيث استمرت حتى بعد الغزو الأمريكي للعراق فى عام 2003، لكن السياسة السعودية ركزت على احتواء المزيد من الطموحات العراقية خلال الفترة السابقة.

وبحسب التقرير، كانت ابتسامات الملك السعودي ورئيس الوزراء العراقي، أثناء لقاءهما في المملكة، تعكس قدر كبير من الدهشة بسبب عدة عوامل، والتي تتمثل في انتهاء عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تجاهله للسعوديين في الاتفاق النووي مع إيران؛ وتغيير الأجيال في القيادة السعودية، فضلًا عن السياسة الخارجية الجديدة للرياض.

ويضيف التقرير، تريد المملكة العربية السعودية قيادة كتلة من الدول العربية لمواجهة ما تعتبره "نفوذ إيران"؛ في الوقت نفسه تحرص بغداد على استقبال المزيد من المساعدات الخارجية بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، لاسيما وأن كل من الرياض وبغداد عانوا من انخفاض أسعار النفط.

وذكرت ماريا فانتابى، الخبيرة العراقية فى مجموعة الأزمات الدولية، أن المملكة العربية السعودية، التي تتزعم الكتلة السنية ضد إيران الشيعية، ترغب في توسيع تحالفاتها الإقليمية، مضيفة: أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يستخدم الهوية العربية، وليس الهوية السنية، لاستقطاب نفوذ إقليمي على حساب الإيرانيين".

وقالت فانتابي إن السياسة السعودية قادرة على دخول العراق بعيدًا عن الوسائل المذهبية والطائفية.

وبحسب التقرير، يسعى رئيس الحكومة العراقية إلى تصوير نفسه كـ"زعيم قومي عربي في بحر من الطائفية" جنبًا إلى جنب مع موازنة علاقاته مع إيران، ولذا منح العبادي السعوديين فرصة ثمينة لاحتضان العراق واللعب بالبطاقة العربية.

كما نقل التقرير عن كينيث بولاك، الباحث المقيم في معهد المشاريع الأمريكية ومسؤول مخابرات سابق يركز على العراق، قوله إنه عمل بجد مع السعوديين لإقناعهم بأن سياساتهم طويلة الأمد تجاه العراق كانت مخطئة، مشيدًا بخطوات وزير الخارجية الأمريكي أثناء جولته بالمنطقة العربية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق لـ "فورين بوليسي": "كنا نعمل عليه منذ وقت طويل، ولكن تيلرسون نجح في إعطائه دفعة قوية". كما أضاف أن مشاركة السعوديين في إعادة الإعمار الاقتصادي بالعراق كان حاسمًا.

وقال المسؤول الأمريكي إن السعوديين لديهم ثقة أكبر في إدارة ترامب للقيام بما يريدون للتصدي للأطماع الإيرانية.

وبالنسبة للولايات المتحدة، تتطلع واشنطن إلى الاستفادة من التقارب بين البلدين في إعادة إعمار العراق، حيث انهمكت القوات العراقية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية لسنوات، ومن ثم تحتاج الحكومة العراقية إلى الكثير من المساعدة في استعادة بنيته التحتية، وإعادة بناء الأحياء المدمرة، علاوة على تحسين قطاع الخدمات النفطية.

وفيما يخص بغداد، كان إغراء الاستثمار السعودي أكبر هدايا الاجتماع. وقد سلطت الحكومة العراقية الضوء على اتفاقيات في خمسة مجالات منها الاستثمار السعودي في البنية التحتية للطاقة والغاز في العراق والعمل على الحد من الحواجز التجارية وزيادة الصادرات الزراعية.

وكان قد قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في الأسابيع الماضية، بجولة إقليمية شملت الأردن ومصر والسعودية التقى خلالها زعماء الدول الثلاث.

وتزامنت جولة العبادي مع قيام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، بجولة مكوكية أسيوية استمرت 6 أيام، والتي شملت كل من السعودية وقطر، إضافة إلى الهند والعراق وباكستان، حيث هيمن تنامي النفوذ الإقليمي لإيران على أجندة محادثات تيلرسون في السعودية وقطر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان