لماذا يدعم فيسبوك ترامب المثير للجدل؟
كتبت – رنا أسامة:
أعلنت شركة فيسبوك دعمها لدونالد ترامب، الأوفر حظا للفوز بالترشح عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية خلال حملته، مؤكّدة على بقائها كراعية لمؤتمر الحزب الجمهوري، المُقرر عقده في كليفلاند يوليو المُقبل، وفقًا للموقع الرقمي لمجلة “Fortune”.
ويأتي هذا في الوقت الذي يدعو خلاله ناشطون الشركات التكنولوجيّة إلى ضرورة مُقاطعة حملة ترامب، فضلًا على التوترات الناشئة بين قطب العقارات الأمريكي والرئيس التنفيذي لشبكة فيسبوك، مارك زوكربيرج، عقب تصريحات الأخير التي انتقد خلالها "عُنصرية ترامب".
فيما ردّ المسؤولون عن حملة ترامب على تلك التصريحات، قائلين: "يمكن لآراء زوكربيرج أن تتغيّر إذا انتقل ليقطُن بالقرب من حدود الولايات المتحدة".
أكّدت الرئيسة التنفيذية لقطاع الخصوصية بالشركة، ايرين إيغان، أن استمرار دعم فيسبوك لحملة ترامب وسط كل هذا الجدل، لا يعني تأييد الشبكة الاجتماعية لسياساته، وإنما "محاولة لفتح أبواب الحوار بين المُرشّحين والناخبين والمسؤولين المُنتخبين خلال المؤتمر".
ومن ثمّ فإن فيسبوك تدعم ذلك المؤتمر انطلاقًا من كونها مِنصة إعلامية، لا راعيًا لعلامة تجارية تقليدية، ما تجعل خطوة التراجع عن تغطية المؤتمر ودعمه غير منطقية على الإطلاق، حسبما قالت إيغان.
فيما عارضتها هايدي هيس، المسؤولة بحملة CREDO Action، مُعربة عن عدم اقتناعها بذلك المنطق، مُعتبرة موقف فيسبوك الرافض للانسحاب من المؤتمر بأنه محاولة من جانب الشبكة الاجتماعية لاستمالة ترامب والاستحواذ عليه، مُشدّدة في الوقت نفسه على أن حملتها ستواصل الضغط على الشركة من أجل وقف دعمها.
ويرى مُحلّلون أن علاقة مارك زوكربرج بدونالد ترامب لا تقوم على دعم الأول لحملة الأخير وحسب دون مُقابل، بل أنها قائمة على أساس "المنفعة المُتبادلة"، فمن جهة لن يجد المُرشّح الجمهوري مِنصة تواصل اجتماعي بحجم وشهرة فيسبوك للترويج لحملته، ومن جهة أخرى تُزيد الانتقادات اللاذعة التي تلاقيها الشبكة الاجتماعية جراء هذا الدعم المُثير للجدل، عدد الإعلانات وحجم الإيرادات التي تدخل إليها.
ونقل موقع "ذا ستريت" الأمريكي عن الباحث في مركز Wedbush، مايكل باشتر، قوله: "تستفيد فيسبوك من شخصيّة ترامب المثيرة للجدل التي تلفت أنظار الجميع إليها".
ويُعزّز من صحة هذا الأمر نتائج الربع المالي الذي كشفت عنها فيسبوك مؤخرًا، إذ شهدت زيادة في إيرادات الشبكة الاجتماعية بنسبة بلغت 52 في المئة، لتصل إلى 5.38 مليار دولار، فيما كان يتوقّع المحلّلون أن تصل إلى 5.25 مليار، ربما لأنهم لم يأخذوا في اعتبارهم تأثير حملة ترامب من الناحية التجارية.
ولكن مرة ثانية، لا يجب أن نغفل الفائدة التي تعود على ترامب من فيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي ككُل، يقول جان داوسون، المحلل بمركز Jakdaw Research: "لا تُعد هذه الحملة الأولى التي تمنح مِنصة التواصل الاجتماعي الدعم لها، ولكنها ربما تكون الأولى التي يستفيد من وراءها واحدًا من أكبر المُرشّحين، بما يصُبّ في صالح حملته".
ووفقًا لإحصائيات وكالة المعلومات "شاربيلي"، Shareablee، فقد حصدت الصفحة الخاصة بترامب على فيسبوك أعلى نسبة مشاركة من جانب المُتابعين، مقارنة بصفحات باقي المُرشّحين.
"كلما زاد الهجوم على ترامب، كلما زادت نسبة مُتابعيه على التواصل الاجتماعي"، يقول خبير التواصل الاجتماعي، تريسي ديفيد.
وختامًا، يبدو جليًّا إدراك ترامب لقوة ونفوذ فيسبوك، جنبًا إلى جنب مع تويتر، حيث يبلغ عدد مُتابعيه هناك 7.8 مليون مُتابعًا.
فيديو قد يعجبك: