توماس فريدمان زار السعودية "ليست تلك المملكة التي أعرفها منذ عقود"
كتبت - سارة عرفة:
قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بنيويورك تايمز إن المملكة العربية السعودية هي الدولة التي يُسهل الكتابة عنها عن بعد، حينما تنظر إليها فقط كمصدر لأكثر أشكال الاسلام قسوة والمضادة للتعددية، على الرغم من أن أكثر أشكال الإسلام تطرفاً يحتضنها تنظيم الدولة الاسلامية أو ما يسمى بداعش.
وأشار فريدمان إلى ان أكثر الأشياء التي تربكه في زيارته للسعودية هو حينما يلتقي بأناس يُعجب بهم، ويرى تحركاتهم مضادة للتوجهات مما يثير فضوله.
وأوضح فريدمان أنه ذهب للسعودية الاسبوع الماضي لكي يبحث عن بعض التلميحات حول جذور الدولة الاسلامية و التي ضمت 1000 شاب سعودي ضمن صفوفها، مشيرا إلى عدم تمكنه من دخول المساجد التي تحتوي على الشباب الملتحين الذين لا يتحدثون الانجليزية والمنغمسين في الاسلام الوهابي (السلفي) وهو المكان الذي تُجند فيه داعش هؤلاء الشبان، على حد تعبيره.
ولكن على الرغم من أن العلماء المتحفظين لا زالوا جزء من صفقة الحكم هنا، حيث اكثر حسابات تويتر شعبيةً هي الشخصيات الدينية الحماسية، وذات هذه الشخصيات
الدينية القيادية تعمل في النظام القضائي و يحكمون على كتاب المدونات الليبراليون بالجلد، إلا أنهم لا زالوا في حالة نكران حول مدى استياء العالم بأيدولوجيتهم التي قاموا بتصديرها - بحسب فريدمان.
ويقول الكاتب إنه واجه أمرا لم يكن يعرفه سابقاً، ألا وهي أن المملكة العربية السعودية الحالية ليست ذات المملكة منذ عقود، وذلك بعد ما قال له وزير الخارجية عادل الجبير : "في الحقيقة، هي لم تعد من بعد الان ذات المملكة التي زامنها والدي، ولا تعد متزامنة مع جيلنا أيضا".
ويضرب مثالا على ذلك بأنه، تم استضافته في مركز الملك سلمان للشباب، وهي منظمة تعليمية مثيرة للإعجاب، وهي التي قامت بترجمة مقاطع الفيديو لأكاديمية خان إلى اللغة العربية.
كما تم دعوته لإلقاء محاضرة حول كيف للقوى التقنية بإمكانها ان تؤثر على بيئة العمل. ولم يكن لديه فكرة حول مالذي يجب أن يتوقعه، و لكن حضر ما يقارب 500 شخص لكي يملئوا القاعة، نصفهم من النساء الجالسات في مكان مخصص لهن، وترتدين الثوب الاسود التقليدي.
من جهة أخرى، "كانت هناك ردة فعل سلبية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر حول سبب منح منصة إلقاء لكاتب رأي كان ينتقد عملية التصدير الايديولوجية السلفية. ومع هذا كان هناك استقبالاً دافئ من الجمهور لحديثي وكانت الاسئلة استقصائية ومستبصره حول كيفية إعداد أبناء الحضور للقرن الحادي و العشرين"، يقول فريدمان.
ويقول الكاتب: "يبدو أن لدى المتحفظين الان الكثير من المنافسة في تحديد هوية مستقبل البلاد، والشكر يعود لبضع من التوجهات المتقاربة مع بعضها البعض"، أولى هذه التوجهات هو انه اغلب المملكة العربية السعودية هم شباب أقل من سن الثلاثين. وقبل عقد مضى، قال الملك عبدالله بأنه سوف يدفع تكاليف أي سعودي يريد الدراسة بالخارج.
وأخيراً، مع تزايد شريحة الشباب بالتزامن مع ثورة تويتر ويوتيوب– هبةٌ من السماء لمجتمعٍ مُغلق. يستخدم الشباب السعوديون تويتر للتحدُث مع الحكومة ومناقشة بعضهم البعض حول قضايا اليوم. مُسجلين أكثر من 50 مليون تغريدة شهرياً.
ما كان يُفتقد هو قيادة مستعدة لتوجيه هذه الطاقات نحو الإصلاح. دخل محمد بن سلمان ولي ولي العهد، ابن الملك الجديد سلمان جنباً إلى ولي العهد المُعتدل محمد بن نايف و شرع في مهمة تحويل الكيفية التي تُحكم فيها المملكة.
ولخص الكاتب كلامه قائلا: "لاتزال هُناك جوانب مُظلمة تتسبب في نشر الأفكار المتعصبة. لكنها الآن تواجه الشعب وقيادة تتطلع لبناء شرعيتها حول الأداء,، وليس فقط التقوى أو اسم العائلة. كما قال لي معلم سعودي: "لاتزال هُناك مقاومة للتغيير، ولكن هناك مقاومة للمقاومة أكثر بكثير".
فيديو قد يعجبك: