إعلان

واشنطن بوست تتحدث عن سوريا: هل الجميع مخطئون وأوباما محق؟

02:40 م الإثنين 12 أكتوبر 2015

أوباما وبوتين

كتبت – أماني بهجت:

بعد تصاعد وتيرة الحرب في سوريا، وتحولها إلى حرب الجميع ضد الجميع، وانضمام أطراف دولية وعربية للصراع، كتب دينيس روس، المستشار الخاص للرئيس الأمريكي باراك اوباما في الفترة من 2009 حتى2011، مقالًا لصحيفة واشنطن بوست.

وقال دينيس -في مقاله- إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ظل متمسكًا برؤيته عن سوريا، مضيفًا أن أوباما أوضح كثيرًا أنه لن ينجر إلى الصراع هناك وأن ما تبقى من حرب العراق مازال إرثًا ثقيلًا، اُنتخب أوباما ليخرج الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط لا ليدخل حرب جديدة هناك، ولن يتورط أوباما في حرب أهلية لدولة أخرى.

لكن ماذا إذا كانت توابع هذه الحرب كارثة إنسانية؟ ماذا لو نتج عنها أزمة لجوء كاسحة؟ ماذا لو هددت هذه الحرب استقرار دول الجوار؟ ماذا لو ظهر جرّاء هذه الحرب تنظيم مثل تنظيم الدولة الإسلامية؟ هذه الأسئلة لم تكن في الاعتبار لأن الخوف من الانجرار لهذه الحرب كان كبيرًا، ما يحدد توجه الإدارة هي تكاليف التدخل وليست تكاليف عدم التدخل.

لا يعني شيئًا لأوباما أن يتحدى هؤلاء ممن يعتقدون أن روسيا وإيران يجنون الكثير في سوريا وأمريكا لا تقوم بأي شئ. في مارس 2014، قال أوباما: "أنا أتعجب كثيرًا لمن يقول أن إيران قد كسبت في سوريا.. سوريا كانت الصديقة الوحيدة لإيران في العالم العربي.. ولكنها أصبحت حطام. يتوجب على إيران إرسال مليارات الدولارات إلى هناك.. إيران تخسر كأي أحد آخر. والروس أيضًا وجدوا حليفهم في المنطقة يتحطم وتُنزع شرعيته.

بعد مرور 18 شهرًا، تغير رأي أوباما -في مؤتمره الصحفي الأسبوع الماضي- قال: "محاولات روسيا وإيران لدعم بشار وتهدئة المواطنين سيجعلهم عالقون في هذه الورطة، ولن تفلح جهودهم." لكن يبدو أن الروس والإيرانيين لديهم خطة مختلفة: إنهم لا يسعون لتهدئة المواطنين ولا السيطرة عليهم. فهم يريدون أن يبسط الأسد سيطرته على دمشق ويبقى متصلًا بلبنان والبحر الأبيض المتوسط، وإنه في أي وقت قد يأتي الصراع إلى حل سياسي، يضمن هذ الحل مصالحهم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلم كيف يملأ فراغًا سياسيًا، بينما الإيرانيون يمتلكون قدرة فائقة على إدارة الحروب بالوكالة لحفظ وضعهم في سوريا وحفظ الاتصال بلبنان- حتى بإضعاف السلطة المركزية في العراق. المثير للاهتمام أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في القوات الإيرانية، سافر إلى موسكو بعد إنهاء الاتفاق النووي الإيراني بوقت قصير. لا شك أن كل من بوتين وسليماني وجدوا أنه لا بد من دعم بشار عسكريًا وتقوية موقفه وإضعاف الدولة الإسلامية والتي كانت تتوسع في شمال وجنوب سوريا.

ولزيادة التأكيد، قامت كل منهم برفع درجة التدخل العسكري في هذه المرحلة. بالنسبة لسليماني وآية الله على خامنئي، القائد الأعلى للثورة الإيرانية، فمثل هذه الخطوة ستُزيد من ثوريتهم، وأيدولوجيتهم كمقاومة في تبعات الاتفاق النووي الإيراني مع الولايات المتحدة الأمريكية. بالنسبة لبوتين، فالتدخل الروسي كان يتم الإعداد له بينما كانت أمريكا منشغلة في الاتفاق النووي، بالإضافة إلى وضع روسيا بعيدًا عن مركز الأحداث عالميًا.

لا ترى أي من روسيا أو إيران أنهم يجنون أي خسائر في المنطقة، وكذلك إسرائيل. مصر والسعودية وتركيا وقطر والإمارات يمكن أن لا يعجبهم ما تفعله روسيا، لكنهم يرون ضرورة الاتفاق معهم، هل يمكن أن يكونوا كلهم على خطأ وأوباما على حق؟

ربما إذا كان ردنا على ما تفعله روسيا وإيران وروسيا مقتصرًا على زيادة هجماتنا على تنظيم الدولة الإسلامية، والذي يبدو أنه يتوجه إلى حيث نتجه.

ستواصل روسيا وإيران هجماتهما على المعارضة من غير الدولة الإسلامية بينما نستهدف المجموعات الإرهابية، وللأسف، سنظهر وكأننا في تحالف معهم ضد السنة. وسنفقد أي أمل لوجود جماعات سنية تنتفض ضد الدولة الإسلامية في ظل هذه الظروف.

علينا التوجه إلى تركيا، السعودية وقطر والأوروبيون وإنشاء ميناء آمن على الحدود السورية التركية. لطالما أحدثت تركيا ودول الخليج جلبة لإتمام هذا الأمر، وتحتاجه أوروبا لوقف تدفق اللاجئين إليها. البدء في تنفيذ حظر الطيران ولكن إذا شاركت أوروبا بقواتها الجوية، أبدت تركيا موافقتها على أن تقوم الشرطة بتأمين هذه المنطقة لمنع تسلسل مقاتلي داعش هناك، وأبدت السعودية وقطر موافقتهما على تمويل البنية التحتية للاجئين.

إذا كان يمكننا التأثير على منهج روسيا وإيران في سوريا، يجب علينا البدء باللعب بالقواعد التي يفهمونها. المثير للسخرية، هذا يمكن أن يؤدي إلى أن يتبع الآخرون خطانا وتطبيق الحل السياسي الذي نسعى له.

فيديو قد يعجبك: