إعلان

زويل يدعو أمريكا لعدم قطع المساعدات عن مصر

07:01 م الثلاثاء 04 نوفمبر 2014

العالم المصري أحمد زويل

لوس أنجلوس – (أ ش أ):

دعا العالم المصري أحمد زويل، الولايات المتحدة إلى عدم قطع المساعدات عن مصر، وذلك في مقال رأي نشرته صحيفة ''لوس أنجلوس تايمز'' الأمريكية قدم خلاله حججا ووقائع مبشرة من أجل دعم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وقال زويل - في المقال الذي نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء - إنه رغم انتقاد بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي للسيسي مؤخرا ومطالبتهم بخفض أو قطع المساعدات الأمريكية العسكرية كطريقة لمعاقبة حكومته، إلا أنه وبعد لقاءاته بالرئيس المصري في القاهرة مؤخرا والحديث مع مجموعة كبيرة من المواطنين هناك، أصبح يتفهم سبب دعم أغلبية المصريين له، معربا عن اعتقاده بأن قطع المساعدات الأجنبية عن مصر في هذه المرحلة من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات بين الولايات المتحدة ومصر، وسيكون له عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط.

وقال زويل، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، إن التاريخ يوضح مخاطر تكرار ما كان قد حدث في عام 1955 في أعقاب ثورة 23 يوليو 1952 عندما سحبت الولايات المتحدة عرضها بتقديم التمويل اللازم للمساعدة في بناء السد العالي وتوفير مصدر للطاقة الكهرومائية التي تعد أمرا محوريا للتصنيع في مصر وهى الخطوة التى كان من نتيجتها تأرجح البوصلة السياسية في مصر من الغرب إلى الشرق، وتدخل الاتحاد السوفيتي بسرعة لملء هذا الفراغ.

وأضاف أن هذا الاتجاه كان هو المتبع حتى عام 1973، إلى أن قام الرئيس أنور السادات بعكس هذا الاتجاه، وعلى مدار الأعوام الأربعين التالية، أصبحت العلاقات الأمريكية-المصرية بالغة الأهمية وشهد الشرق الأوسط سلاما بين إسرائيل ومصر.

وأكد الأستاذ بجامعة كالتك والذي يرأس مجلس أمناء مدينة العلوم والتكنولوجيا المصرية ''مدينة زويل'' أن الولايات المتحدة تحتاج إلى شراكة مصر الآن، أكثر من أي وقت مضى. وبالإضافة إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بما تمثله من أهمية حيوية لمصالح الولايات المتحدة سواء محليا فى الولايات المتحدة أو في الشرق الأوسط،.. فضلا عن أن الولايات المتحدة كانت وستظل في حاجة إلى تعاون مصر في الحرب على الإرهاب. وفي الشهر الماضي فقط، فقد ضرب الإرهابيون شمال سيناء، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 جنديا من أفراد الجيش المصري وإصابة عدد من المدنيين.

وشدد زويل على أهمية الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر لكلا البلدين ، وأنها لا يمكن أن تقوم على التلاعب السياسي والتهديد بمنع المساعدات. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن تدرك الولايات المتحدة أنها لم تعد المزود الرئيسي للمساعدات الخارجية لمصر، حيث تساهم دول الخليج، حاليا، بأكثر من 10 أضعاف ما تقدمه الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنه عندما تم انتخاب محمد مرسي رئيسا لمصر في 2012، أعرب الكثيرون في مصر، وهو نفسه من بينهم، عن تفاؤلهم في أن يصبح رئيسا ديمقراطيا لكل المصريين، لكن لسوء الحظ، سرعان ما أصبحت رئاسته هي بالوكالة عن جماعة الإخوان، وباتت البلاد تحت قيادة مرسي على وشك السقوط في حرب أهلية، فخرج الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو 2013 للمطالبة بالتغيير والمزيد من الاستقرار لمصر.

ولفت زويل إلى أنه علم من رئيس المحكمة العليا في مصر وآخرين، أن الرئيس السيسي لم يكن ينوي بالفعل الترشح للمنصب الذى يشغله الآن، لكن تم حثه على ذلك.. وتساءل زويل لو كان هناك تلاعب في نتائج الانتخابات التى أتت بالسيسي للرئاسة، كما يزعم بعض السياسيين وافتتاحيات بعض الصحف، فما الذي دفع المصريين إلى الاستمرار فى دعمه بعد الانتخابات؟

ورد زويل على ذلك بالقول إن ''هذا بالتأكيد ليس لأنه اتخذ مسار المصلحة السياسية، فبعد فترة وجيزة من انتخاب السيسي، أعلنت حكومته تخفيض الدعم الحكومي الخاص بالغاز الطبيعي واستهلاك الطاقة وبعض الخطوات الاخرى وهو الأمر الذي اعتبره العالم المصري الكبير، بمثابة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار الاقتصادي فى مصر، رغم أنه كان يعتبر بمثابة المستحيل من الناحية السياسية طيلة أكثر من نصف قرن خلال رئاستي السادات ومبارك، ومع ذلك فقد كان للسيسي القدرة على إقناع المصريين بأنه يتخذ إجراء ضروريا.

وتابع بقوله ''وفي نداء آخر للمصريين، بعد انتخابه، أعلن السيسي افتتاح مشروع قومي - قناة السويس الجديدة - وهو ممر مائي موازي للقناة التي حفرت في عام 1869، حيث دعا المصريين للاستثمار فى المشروع. وفى غضون 8 أيام فقط، جمع البنك المركزي المصري نحو 5ر8 مليار دولار من بيع شهادات استثمار خاصة بالمشروع''.

وقال زويل '' قمت بزيارة لأحد البنوك خلال هذه الأيام الثمانية، وكان الطابور ممتدا لمسافة طويلة للغاية، الأمر الذي اضطر البنوك لمد ساعات العمل لاستيعاب الكم الهائل غير المتوقع من المعاملات''.

وقال زويل إنه صحيح أن محاولة مصر نحو الديمقراطية عقب ثورة 2011 قد واجهها العديد من العوائق، ولا تزال هناك قضايا تحتاج لتناولها و من بينها وضع قوانين عادلة تحكم عمل المنظمات غير الحكومية، وإنفاذ سيادة القانون ودمج أعضاء جماعة الإخوان فى النسيج السياسي المصري حسب تعبير الدكتور زويل.

وأكد العالم المصري أهمية هذه الأمور، داعيا الولايات المتحدة إلى مواصلة الانخراط مع مصر من خلال الحوار المباشر والشراكة. وقال ''لا يجب على الولايات المتحدة أن تتردد فى استخدام قوتها الناعمة الكبيرة - من خلال توفير الوصول إلى الأسواق الأمريكية، والمبادرة بإجراء اتفاقات تجارية وتقديم مساعدات لبناء معاهد تعليمية وديمقراطية جديدة. فلقد أثبت ما يسمى بـ''الربيع العربي'' أن سقوط أنظمة على شاكلة نظام مبارك لا يعنى الصعود الفوري للديمقراطية، وإنما يحتاج هذا وقتا ورعاية وتشجيعا''.

وشدد زويل على أن مصر تواجه مشكلات ضخمة، فإلى جانب قضايا داخلية، تشمل اقتصادا متعثرا وارتفاعا في معدلات البطالة، فإن مصر لديها مشاكل أمنية عند حدودها الشرقية حيث يوجد تنظيم ''داعش''، وحدودها الغربية مع ليبيا وفى الجنوب باتجاه اليمن، مضيفا ''رغم تلك القضايا، استطاع السيسي أن يحشد أغلب المصريين خلفه، ويتخذ خطوات جادة نحو إصلاح الاقتصاد المتعثر ويمنح الأمل للبلاد من خلال البدء فى مشاريع قومية كبرى، بما في ذلك مدينة العلوم والتكنولوجيا، التى شاركت فى الترويج لها لسنوات عدة''.

واختتم الدكتور زويل مقاله بالإشارة إلى ما ذكره تقرير لمجلة ''الإيكونومست'' البريطانية حول أول 100 يوم من فترة رئاسة السيسي، حيث حقق السيسي تقدما اقتصاديا وسياسيا، فضلا عن منح الأمل للمصريين الذين أنهكتهم سنوات من الاضطرابات السياسية.. وشدد زويل على ضرورة أن تساعد الولايات المتحدة في تغذية هذا الأمل، مؤكدا أن قطع المساعدات عن مصر لن يساهم في تحقيق ذلك.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان