إعلان

مواطن بدرجة رئيس

سامي عبدالعزيز

مواطن بدرجة رئيس

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 02 أكتوبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

د. سامى عبد العزيز

يستطيع المتابع والمتأمل للغة خطاب السيد الرئيس، سواء كانت اللفظية أو غير اللفظية، أن يرى معاني التلقائية التي يطلق عليها البعض الارتجال في الحديث أو التعليق.. إنها تلقائية المواطن المسؤول الذي يسعد حينما يرى إنجازاً لبلده وأهله.. والذي ينزعج حينما يرى سلوكيات وممارسات تهدد هذا الإنجاز.. هذا الاستخلاص تحقق أمامنا جميعاً في نداء السيد الرئيس وتحذيره ومطالبته الحازمة بإيقاف التعديات على مرافق وثروات ومقومات مصر آياً كانت هذه التعديات.. فقد جاء رد فعل السيد الرئيس وهو يشهد مشروعاً سجلته موسوعة جينس كأضخم مشروع لتحلية المياه في العالم وفق المعايير الدولية ليس فقط من حيث التكلفة وإنما من حيث التقنية المتطورة المستخدمة في هذا المشروع الذي جاء في مكان كان مصدراً للأحزان والموت ليصبح مصدراً للحياة.. إنها بحر البقر.. وهنا يصبح السؤال الذى يكرره الكثيرون منا وهو إلى متى يظل الرئيس وحده يواجه التحديات والتراكمات والسلبية الهدامة والمعوقه بل والمشوهه أحياناً لصورة مصر، وتضرب بقوة فى أعمدة البناء والتشييد والتطوير والتقوية لقدرات مصر الاقتصادية وإنجازاتها والتي لا يبالغ أحد حينما يقول إنها قياسية، أو كما قال السيد الرئيس إنها تفوق الخيال؟.. أين المشاركة المجتمعية المدنية وفي مقدمتها الأحزاب السياسية؟.. هل سمعنا عن مؤتمر نظمته الأحزاب لمساندة، لا أقول مبادرات رئيس، وإنما مبادرات دولة هدفها الوطن والمواطن؟.. هل سمعنا عن رؤى وحلول ومقترحات من المجتمع المدني تسهم في تلبية نداءات رئيسنا على أرض الواقع؟.. ويصبح السؤال وهو عنوان مقالي هذا: كم منا مواطنًا بدرجة مسؤول مهموم بتحديات التطوير الذي يتحقق على أرض الواقع ويشهد له الخارج أكثر بل وأعمق من الداخل في كثير من الأحيان؟.

إعلان