إعلان

"سد النهضة وخوف المصريين وقوة مصر الشاملة"

الشيخ أحمد تركي

"سد النهضة وخوف المصريين وقوة مصر الشاملة"

07:29 م الأربعاء 05 أغسطس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا شك أن مصر هي بؤرة التأثير في العالم كله، هذا ليس كلامًا مرسلاً أو عاطفيًا.. إنما هو حقيقة تاريخية حققها ووثقها الكثير من المؤرخين والعلماء عبر التاريخ، وقد لخصها نابليون بونابرت بقوله: "قل لي من يسيطر على مصر، أقل لك من يسيطر على العالم".

وهذا التأثير يقوى كلما قويت مصر اقتصاديًا وعسكريًا وحضاريًا..

وإذا كان جيلنا قد عاصر مصر وهي في فترة وهن وضعف لأسباب كثيرة -لا مجال لذكرها الآن-، فإن مصر قد انتصرت على معظم أعدائها التاريخيين عسكريًا وحضاريًا في فترة ضعفها، فالجندي المصري كسر شوكة التتار والفرنجة وإسرائيل في فترات ضعف اقتصادي وعسكري ..

وهذا الذي دفعني إلى ترديد كلمة لتلامذتي تلخص هذه الحقيقة أقل لهم -دائمًا-: "مصر تنتصر وهي ضعيفة وتسود وهي قوية ."

ومن وقت ما أعلنت إثيوبيا بناء سد النهضة الذي تزامن مع الفوضى الخلاقة التي عايشتها مصر بعد 25 يناير، والمصريون يعيشون قلقاً كبيرًا على المستوى الشعبي وصل إلى التصور بأن مصر ستعطش خلال عدة أعوام، وأن نهر النيل الذي أنشد له الشعراء وذكرته الأديان ضمن ذكرها لمصر وصفاتها سيجف بسبب سد النهضة الإثيوبي!!، وأود طمأنة المصريين على ملفات مصر كلها وخاصة ملف المياه للأسباب الآتية :

1- "قوة مصر الشاملة" لا ترتبط بشخص أو نظام أو وضع عالمي.. إنما هي قوة مستمدة من التاريخ والجغرافيا (والتي عبر عنها المرحوم جمال حمدان بقوله "مصر فلتة جغرافية")، وعناصر كثيرة أخرى، وقبل كل ذلك من العناية الإلهية التي نرى آثارها في دعم مصر عند الأزمات!!، فمن الذي قدر إرسال يوسف عليه السلام ليتربى في بيت عزيز مصر حتى يصل إلى ملكها قبيل مجاعة ومهلكة؛ ليضع خطة اقتصادية مدتها خمسة عشر عاماً، وقد أنقذ بها البلاد والعباد؟! (راجع سورة يوسف)، وقد ظهرت آثار العناية الإلهية مع مصر عبر التاريخ وحتى وقتنا الحاضر وهي باقية بإذن الله إلي يوم القيامة، وبالطبع كل ذلك يجعل لمصر ثقلاً وتأثيراً ويُوجِد لها الكثير من الأوراق لصالحها..

2- توجد شخصيةٌ على رأس السلطة في مصر ومعه الأجهزة الوطنية السيادية المحترفة، وهو شخصية نادرة من حيث الوطنية والإخلاص من جهة ومن حيث الاحتراف في إدارة الملفات كلها بسرعة واقتدار وإنجاز أكبر قدر متوقع من النتائج، كمن يصلح السيارة وهي تسير بسرعة فائقة!، ألا وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسواء اتفقت معه أو اختلفت.. إلا أن الاستقراء التاريخي لتاريخ الزعماء والأمم وأيضاً استقراء وضع مصر قبل الثلاثين من يونيو، والآن مع وضع العالم والمنطقة!!، كل ذلك يؤكد أن عبدالفتاح السيسي هو قائد تحويلي قلما يجود الزمان بمثله.. وأنا على المستوى الشخصي أقول: إنه في إمكانياته وعطائه لمصر أهم مما صنعه شارل ديجول لفرنسا، والقادة التحويليون دائماً يتجاوزن الأزمات ويمتطون الصعاب ومعهم شعوبهم وعلى قدر تعب القائد على قدر تعب الشعب للتحول من وضع مأساوي إلى وضع سيادي!!، فالكل يتشارك في العطاء والصبر وتحمل الصعاب والإيثار والعطاء، وقد أشار القرآن الكريم في سورة البلد أن الأمة قد تمر بمنعطفات شديدة وعلى قدر التحمل والعطاء فيها على قدر الثواب يوم القيامة والنجاة من النار، قال تعالى: "فلا اقتحم العقبة (11) وما أدراك ما العقبة (12) فك رقبة (13) أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما ذا مقربة (15) أو مسكينا ذا متربة (16)". سورة البلد، فشخصية عبدالفتاح السيسي التي نعرفها والتي يراها المحللون والخبراء في العالم كله.. لن تقبل بوضع يضر مصر في مياهها، كما رفضت من قبل المؤامرة الكونية على مصر وعلى المنطقة كلها، فهو ليس من الزعماء الذين يدخلون بلادهم "الجراج" فترة حكمهم ثم ينزل إلى الشارع بميكروفون الإذاعة والتليفزيون؛ ليمثل أدواراً. تبسط المواطن وترضيه وتؤجل مصاعبه على حساب المستقبل!!، إنما يواجه المشاكل بالحلول وإن كان لها خسائر محدودة اليوم ويمكن تحملها؟! فهذا أفضل بكثير من الخسائر المؤجلة التي تضيع الأجيال...

3- يؤكد الخبراء المراقبون لملف سد النهضة، أن مصر لديها عدة أوراق ضاغطة لفرض رؤيتها وحماية مصالحها المائية مع إثيوبيا وغيرها، وليس مطلوباً من الدولة المصرية نشرها وإعلانها!!!؛ لأن "استراتيجية الدول لا تُصنع أمام الميكروفونات"!!، كما ذكر الرئيس الراحل أنور السادات، واجبنا جميعاً هو جاهزيتنا بأن نكون ظهيراً شعبياً لمصر وجيشها ورئيسها، وأن نكون في ولائنا لمصر ومواجهتنا لتحديات أمنها القومي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..

#لا_تخف

#مصر_محروسة_وقوية

#إن_الله_معنا

الشيخ أحمد تركي

إعلان

إعلان

إعلان